ذكرت دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» العلمية الخميس الماضي، عن المخاطر التي تهدد المتعافين من فايروس كوفيد-19 أن معاناتهم لا تقتصر على المشكلات الصحية التي تصيبهم حتى بعد مرور 6 أشهر على تعافيهم، بل يواجهون بقدر كبير خطر الوفاة من جراء إصابتهم السابقة. وأشارت الدراسة إلى أن خطر الوفاة يصل إلى 57% خلال 6 أشهر بعد الإصابة بالفايروس. ويمثل ذلك نحو 8 وفيات إضافية من كلِّ ألفٍ من المصابين، ما يزيد أعباء التكلفة الخفية للوباء، والحاجة إلى إعادة تنويم المتعافين في المشافي، حيث يموت بعضهم على رغم تلاشي الفايروس من أجسامهم. وقال قائد فريق الدراسة رئيس الأبحاث وخدمات التطوير بالمركز الطبي في سانت لويس بولاية ميسوري الدكتور زياد العلي إن النظر إلى المرحلة الحرجة من الإصابة يعني أننا نرى فقط قمة جبل الجليد. وأضاف أن العلماء بدأوا من خلال هذه الدراسة ينظرون إلى جبل الجليد نفسه، وهو أمر مثير للقلق. وقام العلي وأعضاء فريقه بتوثيق التأثيرات الموجعة التي ظل المتعافون يعانونها على مدى أشهر بعد تعافيهم، وتشمل جلطات دموية، والإصابة بالسكري، وصعوبات في التنفس، وتأثيرات في القلب، والكبد، والكلى، والاكتئاب، والقلق، وفقدان الذاكرة. واستندت الدراسة إلى متابعة السجلات الطبية لـ73435 متعافياً لم يحتاجوا الى التنويم بالمشافي، و13654 متعافياً تم تنويمهم ثم تعافوا، وذلك على مدى 6 أشهر تم خلالها رصد الأدوية التي وصفت لهم، والتحاليل التي أجريت لهم، والفحوص المخبرية التي حددها لهم الأطباء. وشملت معاناة المتعافين الذين خضعت سجلاتهم للتدقيق صعوبات تنفسية، واختلالات في النظام العصبي، ومشكلات في الصحة العقلية، ومشكلات في القلب والدورة الدموية، وشعورا بالتعب الشديد، وآلاما شديدة في العضلات والعظام، وفقر الدم. وأعرب العلي عن مخاوف من أن تؤدي تبعات التعافي من كوفيد-19 إلى زيادة في حالات الانتحار، أو اللجوء إلى تعاطي المخدرات والعقاقير المخدرة. وأشار العلي، وهو أيضاً أستاذ الطب بجامعة واشنطن، ألى أن هذه الدراسة مهمة لوضع خريطة طريق واضحة لإرشاد الأنظمة الصحية إلى كيفية وضع إستراتيجيات وخطط لتقليص الأعراض الصحية المزمنة التي يصاب بها المتعافون من كوفيد-19.