سطرت المواطنة زليخة يحيى الكعبي من منطقة جازان، تاريخا كبيرا لقصص نجاح الفتيات بالمملكة، ورسمت صورة إيجابية لتمكين المرأة الفاعلة بمجتمعها، والتي قادت أناملها الناعمة بالعزيمة والإصرار، إلى تحقيق نجاح باهر في زراعة ١٠٠ ألف شجرة موز، وامتلاكها أكبر مزرعة للموز في المملكة، وتنتج يوميا أكثر من ٢٠ طناً، بينها الموز الأحمر، وهو أحد أنواع الموز المحدودة الانتشار، وذو طعم قريب من خليط الموز مع التوت، وغني بالبوتاسيوم وفيتامين (سي).
وتعد الكعبي أول مواطنة سعودية تنجح في زراعة الموز الأحمر والأزرق، وسخرت خبراتها بالتجارب الزراعية، والسفر خارج المملكة، والاطلاع على مميزات الزراعة، حولتها إلى واقع إيجابي يحقق عوائد ومكتسبات اقتصادية كبيرة، وانفرادها بزراعة الموز بنوعيه، لأول مرة بالمنطقة.
وتتسابق مناطق جازان، وجدة، والرياض، ومكة المكرمة، والقنفذة على استيراد منتجات الموز من مزرعتها، واستطاعت تجاوز المعوقات، وتذليل العقبات، ومعالجة مشاكل الأرصاد والأجواء الجوية، وارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، والتي كبدتها كثيرا، لتصل أخيرا إلى مرحلة الاستقرار.
وكتبت الكعبي رواية كادحة بعقل قادحة، تجاوزت معها مطبات الحياة، بالتحدي الذي ذلل طريق المعوقات التي اصطدمت بها في البداية، وأصبحت معها أنموذجا ملهما، وقائدة مهنية محترفة في سبيل رفعة الوطن، مسطرة تاريخاً حافلاً بنجاح زراعتها بإرادة كبيرة، أثمرت في تعزيز الاقتصاد الوطني، وواكبت تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.
وذكرت الكعبي أنها لم تستسلم للظروف الحياتية التي مرت بها، إذ ضحت بملكية منزلها الذي قامت ببيعه، وأخذت سلفة مالية لتحقيق حلمها ولإكمال مشروع مزرعتها، والتي نجحت في توسيعها، وتواصل تحقيق أهدافها الاستثمارية، والتوسع في زراعة الموز، والمنافسة على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وتعزيز التوطين بمزرعتها، من خلال زيادة منح الفرص الوظيفية، ودعم الشباب والفتيات، وزيادة الإنتاج المحلي الذي ينافس العديد من الدول عالميا، والتوسع في التصدير، وتسجيل المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تنتج الموز الأحمر والأزرق، وتحويل المزرعة إلى موقع سياحي جاذب للزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، وإنشاء معمل للتغليف، والتصدير إلى مختلف مناطق المملكة خاصة الرياض، وجدة، والشرقية، وتحويل بعض أجزاء المزرعة إلى أركان تعريفية، وسرد قصص النجاح، والتعريف بالفرص الاستثمارية بمنطقة جازان.
وأوضحت الكعبي أنها درست في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وعملت في عدة مجالات في التجارة، والمقاولات، ثم توجهت للمجال الزراعي، والذي سبق وأن عملت فيه من خلال الزراعة المائية في مكة المكرمة، مضيفة أنها نجحت في هذا المجال، وأنها توجهت لزراعة الموز، وحققت نجاحا باهرا، وأصبحت أول سعودية تزرع الموز الأحمر، وأنها ستواصل العمل لتكون المملكة أول الدول العربية المنتجة لهذا النوع.
وبينت الكعبي، أن مساحة مزرعتها تبلغ أكثر من ٥٠٠ ألف متر مربع، وتنتج يوميا، أكثر من ٢٠ طناً، وأن منتجات مزرعتها توزع في جازان، وجدة، والرياض، ومكة، والقنفذة، وتطمح إلى التوزيع على باقي مناطق المملكة، كما أنها ستعمل على إنشاء معمل للتعبئة والتغليف لجميع منتجات الفواكه الجازانية، وأولها منتج الموز، وسيقوم على تنفيذ العمل فتيات سعوديات، وستوفر أكثر من ٣٠٠ وظيفة في البداية، حتى تصل إلى توفير ٥٠٠٠ موظف وموظفة، لتنافس دولة الإكوادور بأن تصبح المملكة الأولى عربيا وعالميا في زراعة الموز الأحمر والأزرق، مشيدة بخطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود خطة تغيير وتنمية عملاقة تشمل كل القطاعات.