نيران محرقة نيودلهي لا تخبو.
نيران محرقة نيودلهي لا تخبو.




أم هندية وولدها المتوفى على متن «دبّاب الريكشو».
أم هندية وولدها المتوفى على متن «دبّاب الريكشو».




مقبرة المسلمين في غوهاتي.
مقبرة المسلمين في غوهاتي.
-A +A
ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (نيودلهي) OKAZ_online@
«الجحيم»... «جهنم»! لعله أصدق وصف للوضع الصحي المزري في الهند. وهو اللفظ الذي اختاره استشاري كبير بمستشفى في قلب المعركة الراهنة ضد الوباء، وهو الدكتور شارانغ ساشديف الاستشاري بمستشفى الرعاية التخصصية الكبرى في نيودلهي، الذي قال أمس إن الأسبوعين القادمين سيكونان الجحيم بذاته. فقد سجلت الهند أمس، ولليوم الخامس على التوالي أكثر من 300 ألف إصابة جديدة. وقالت الحكومة الهندية إنها سجلت 351.144 حالة جديدة، و2812 وفاة خلال الساعات الـ24 المنتهية صباح الثلاثاء. وأكد الدكتور ساشديف لقناة «سكاي نيوز» البريطانية أمس أن الوضع غاية في الخطورة، وأنه سيكون الجحيم بعينه خلال أسبوعين. وأشار إلى امرأة موصولة بجهاز تنفس اصطناعي على ممر عنبر عادي، وقال: «هذه المريضة مكانها الطبيعي وحدة العناية المكثفة. لكن لا يوجد سرير شاغر هناك لاستيعابها». واضطرت الحكومة الهندية إلى تحويل عربات القطارات إلى عنابر للعزل الصحي.

الأزمة تضرب المدن المأهولة


وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إلى أن الأزمة الصحية في الهند بدأت تضرب المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، إذ بلغت الإصابات الجديدة نحو 50% من سكان مدينة كلكتا. ونقلت عن أطباء في ميناء كلكتا قولهم أمس إن شخصاً من بين كل شخصين في كلكتا حصل على نتيجة فحص موجبة. وكان أكبر مركزين حضريين في البلاد، وهما العاصمة نيودلهي والعاصمة الاقتصادية مومباي، الأشد تضرراً من الموجة الوبائية الثانية التي تجتاح الهند حالياً. بيد أن الأزمة الآن تطوف على جميع المراكز الحضرية المأهولة في البلاد.

34.600 وفاة خلال أبريل

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أمس أن أبريل 2021 هو أكثر الشهور وفياتٍ منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد، إذ فقدت الهند خلاله 34.600 شخص، توفي أكثر من نصف ذلك العدد خلال الأيام السبعة الماضية (17.338 وفاة). ونشرت الصحف والفضائيات أمس عدداً كبيراً من المشاهد المؤلمة لمرضى يموتون بالعشرات، نتيجة عدم وجود الأكسجين الطبي. وأعلنت الحكومة الهندية أنها أمرت القوات المسلحة بتوزيع كميات من احتياطاتها من الأكسجين على المشافي. وقالت إنها استدعت المتقاعدين من خدمة السلاح الطبي للعمل في المرافق الصحية المكرّسة لمعالجة مرضى كوفيد-19. وبات مشهداً مألوفاً في المدن الهندية المنكوبة أن تتحول الحدائق العامة إلى محارق لجثامين ضحايا الوباء. كما بات مألوفاً أيضاً أن تعلق مستشفيات لافتات كبيرة تعلن فيها أنها لم يعد لديها مكان شاغر لاستقبال أي مرضى جدد. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الهند والعالم أمس مقطعاً يظهر كوادر صحية وهم يجرون جثماناً على الأرض من المستشفى إلى موقع المحرقة، وذلك بسبب عدم وجود «نقالات» لحمل الجثامين في ولاية بهار (شرقي الهند). وكتبت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أمس أن المسؤولين الصحيين في كلكتا أكدوا لها أن 45%-55% ممن أجري لهم فحص كورونا جاءت نتيجتهم موجبة، في حين لم تكن النسبة تتجاوز 5% مطلع الشهر الجاري. ونسبت صحيفة «التلغراف» البريطانية أمس إلى قروي من بلدة أورانغأباد، بولاية بيهار التي تعتبر أشد ولايات الهند فقراً، قوله إن الناس في قريته يموتون دون أن يعرفوا أنهم مصابون بالوباء. وأضاف أن القرية ليس بها مركز صحي، ولا تزورها فرق للفحص.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول، أن بلاده ستخضع للإغلاق اعتباراً من الخميس حتى 17 مايو القادم، في مسعى لكبح تفشي فايروس كوفيد-19. وأضاف أن جميع محلات السوبرماركت ستظل مفتوحة، عدا الأحد. وسيحظر السفر بين مدن البلاد إلا بإذن حكومي. وقال أردوغان إن الهدف من الإغلاق هو خفض عدد الإصابات الجديدة إلى 5 آلاف حالة يومياً. وسجلت تركيا الأحد الماضي 38.553 إصابة جديدة.

بعد وصول رحلة هندية قادمة من نيودلهي إلى هونغ كونغ، اكتشف المسؤولون الصحيون أن 52 من المسافرين مصابون على رغم أنهم يحملون نتائج فحص سالبة عند ركوبهم الطائرة في نيودلهي في 4 أبريل الجاري. وقالت السلطات إن النتائج الموجبة ظهرت خلال فترة العزل الصحي الإجباري لمدة 3 أسابيع. وتعد هذه الإجراءات من بين الأشد صرامة في العالم. وأضافت أنها اكتشفت إصابات وسط ركاب رحلة قادمة من مومباي. لذلك أعلنت هونغ كونغ حظر جميع الرحلات القادمة من الهند وباكستان والفلبين من 20 أبريل حتى 3 مايو القادم.

هونغ كونغ: 25 راكباً

من دلهي مصابون !