عزت العلايلي
عزت العلايلي
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
فقدت الدراما العربية أبرز شخصياتها الوقورة برحيل الفنان عزت العلايلي في الخامس من فبراير الماضي، عن عمر ناهز 86 عاماً، وانطوت سيرة ومسيرة أنصع وجوه الشاشات الفضية والذهبية، وأقدر النجوم المسرحية طيلة 60 عاماً. ولد العلايلي في 15 سبتمبر عام 1934، في حي باب الشعرية وسط العاصمة المصرية القاهرة، ولم ينعم بفترة الشباب والانطلاق، إذ رحل والده مبكراً وتحمل مسؤولية إخوته، وقرر أن يؤجل حلم التمثيل من أجل الوفاء باحتياجات الأسرة، فعمل في العديد من المهن. ثم واصل دراسته، ونال ليسانس معهد الفنون المسرحية عام 1960، ليشارك خلال أول عامين في فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» أمام المطرب الكبير فريد الأطرش، لتتوالى أعماله الدرامية والسينمائية.

والراحل ينتمي لجيل عاشق للفن، لم يشغل باله كثيراً جمع الثروة، بل جُل همه تقديم أعمال تؤثر في وجدان الناس، ولذا التزم بأداء أدوار في أعمال مأخوذة عن قصص أدبية، منها «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي، و«السقا مات» ليوسف السباعي، و«العنكبوت» للأديب الطبيب مصطفى محمود، و«التوت والنبوت» المأخوذ عن رواية الحرافيش لأديب نوبل نجيب محفوظ، و«أهل القمة»، وفيلم «المواطن مصري» المأخوذ عن رواية «الحرب في برّ مصر» ليوسف القعيد، وفيلم «السيد البلطي» المأخوذ عن رواية «زقاق السيد البلطي» لصالح مرسي، ومن المسرح العالمي جسّد شخصية «أدونيس» أمام سميحة أيوب عن مسرحية «فينوس وأدونيس» للشاعر الإنجليزي الأشهر وليم شكسبير. وفي الثمانينات أطل عبر الشاشة الفضية بمسلسل «بوابة الحلواني»، و«الشارع الجديد»، و«أحلام مؤجلة»، ولمع اسمه على خشبة المسرح بـ8 عروض ناجحة، أهمها «أهلا يا بكوات» للكاتب لينين الرملي، واختاره المخرج يوسف شاهين لأداء دور بطولة أفلام «الاختيار»، و«الأرض»، و«اسكندرية ليه».


وقدم العلايلي العديد من الأعمال التي مثلت علامات في تاريخ السينما المصرية، وترك إرثا فنياً على مستوى المسرح وفي السينما والتلفزيون، وكان فيلم «تراب الماس» عام 2018 آخر أعماله. وفازت أعماله بجوائز عدة منها جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «الطريق إلى إيلات».