أرجع باحثون ظاهرة الأغوات إلى العهد الأموي. ويروى أن معاوية كان أول من وظّفَهم لخدمة الكعبة، فيما اعتمد الخليفة يزيد بن معاوية تكليفهم بخدمة الحرمين كونهم أكثر بعداً عن الملذات، وأخلص في العمل، وتبعه في ذلك الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور.
تزايدت الأعداد ليصلوا إلى مئات، يرتدون زياً موحداً لأغوات مكة والمدينة، مكونا من ثوب مفتوح من الأمام يسمى «الفرجية»، ولفافة على الرأس يطلق عليها «الطاووق»، ويحتزم من وسط البطن بقطعة قماش ذات لون أبيض أو أخضر، ووصفهم الرحالة العربي ابن بطوطة بقوله «الأغوات على هيئات حسان وصور نظاف وملابس ظراف، وكبيرهم يعرف بشيخ الحرم، وهو في هيئة الأمراء الكبار»، ووصفهم ابن جبير قائلاً، «ظراف الهيئات، نظاف الملابس والشارات»، ووصف الرحالة السويسري (بيركهارت) لباسهم في كتابه «رحلات إلى شبه الجزيرة العربية» فقال: يتكون من «عباءة لطيفة على ثوب حرير مطرز بكثافة، ومفصل بأسلوب إسطنبولي، وله خنجر مرصع بالجواهر يربط على وسط الآغا بحزام، وتعتلي الزي طاقية عالية على رأسه».
وفي المدينة لهم حارة باسمهم. وتستعمل كلمة (آغا) في اللغة الكردية والتركية والفارسية بمعنى رئيس أو سيد، وكتب الرحالة المغربي عبد الله العياشي في «ماء الموائد» (اللافت أن الأغوات اعتادوا شراء الجواري، إلا أن إلغاء الإماءة دفعهم إلى الزواج، كي ترعاه الزوجة وتخدمه وتعتني به في مرضه).
وبدأت مهمات الأغوات بأكثر من 40 مهمة وتراجعت مع الوقت ليظل دورهم تشريفياً، وكان يلون غسل الكعبة، وتطييب الحجر الأسود، والركن، والمقام، ويسقون المصلين ماء زمزم، ويبسطون سجادة الإمام ويرفعونها، وينظفون الحجرة النبوية، ويطيبونها بماء الورد وبالمسك والعنبر، وخدمة المسجد النبوي نهاراً والمبيت فيه وحراسته وإضاءته ليلاً، وتفريق الرجال والنساء بعضهم عن بعض، وتغيير كسوة قبر النبي سنوياً.
رغم توافق مواصفات «الأغوات» إلا أن أعمالهم تختلف من شخص لآخر. فلهم رئيس يسمى بشيخ «الأغوات» ويأتي بعده (نقيب الأغوات) وهو الذي يخلف شيخ الأغوات إثر موته، ثم يأتي بعد ذلك (أمين الأغوات) ويليه مباشرة (مشدي الأغوات) ومن ثم (الخبزي) ومن بعده يأتي (نصف خبزي) ثم (شيخ بطّال): ودوره معاقبة المخالفين في عملهم وكان في السابق يجلد المخطئ، وتم إلغاء العقوبة بتعيينهم موظفين رسميين. ثم (ولد عمل) وأخيراً (المتفرقة)، وهي آخر مرتبة لسلم الأغوات، والخمسة الأوائل يسمون (خبزية) وهم المشرفون الذين يتولون الإشراف على توزيع عمل الأغوات، وأقدم الأغوات يعين شيخاً عليهم وهو المسؤول عن أوقاتهم وسير عملهم في الحرم وبعد موت الشيخ يصبح النقيب شيخاً والأمين نقيباً، وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر الشيخ والناظر.
وتوقفت ظاهرة قدوم الأغوات بفتوى أصدرها سماحة مفتي عام المملكة سابقاً الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ليبرق إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، مبدياً رأيه ورأي هيئة كبار العلماء بإيقاف قبول الأغوات، فتم ذلك على الفور.
وبحسب الإحصاءات، تناقصت أعدادهم بالوفاة ولم يبق منهم سوى ثلاثة وتوقفوا عن مهامهم بسبب كبر سنهم وحالتهم الصحية، وكانت لهم دكة شمال المقصورة المشرفة التي تحوي القبر الشريف، وعلى يمين الداخل من باب جبريل في الجهة الشرقية من المسجد النبوي، والدكة مرتفعة نسبياً عن مستوى أرضية الحرم، ومحفوفة بحواجز من النحاس، وكانت تتلى من فوقها البيانات والتوجيهات، ولا يجلس فيها أحد غيرهم، يستريحون فيها بين الصلوات، ويقرأون القرآن ويرددون الأذكار. وحصرت رئاسة شؤون الحرمين دورهم مؤخراً في استقبال كبار زوار المسجد النبوي، عند باب السلام، وحمل مباخر الطيب الفاخر الذي تؤمنه وكالة شؤون المسجد النبوي، ويتقدم أمام الضيف إلى الروضة الشريفة، ليصلي فيها، وتفتح للضيف الحجرة النبوية، ليدخل ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
تزايدت الأعداد ليصلوا إلى مئات، يرتدون زياً موحداً لأغوات مكة والمدينة، مكونا من ثوب مفتوح من الأمام يسمى «الفرجية»، ولفافة على الرأس يطلق عليها «الطاووق»، ويحتزم من وسط البطن بقطعة قماش ذات لون أبيض أو أخضر، ووصفهم الرحالة العربي ابن بطوطة بقوله «الأغوات على هيئات حسان وصور نظاف وملابس ظراف، وكبيرهم يعرف بشيخ الحرم، وهو في هيئة الأمراء الكبار»، ووصفهم ابن جبير قائلاً، «ظراف الهيئات، نظاف الملابس والشارات»، ووصف الرحالة السويسري (بيركهارت) لباسهم في كتابه «رحلات إلى شبه الجزيرة العربية» فقال: يتكون من «عباءة لطيفة على ثوب حرير مطرز بكثافة، ومفصل بأسلوب إسطنبولي، وله خنجر مرصع بالجواهر يربط على وسط الآغا بحزام، وتعتلي الزي طاقية عالية على رأسه».
وفي المدينة لهم حارة باسمهم. وتستعمل كلمة (آغا) في اللغة الكردية والتركية والفارسية بمعنى رئيس أو سيد، وكتب الرحالة المغربي عبد الله العياشي في «ماء الموائد» (اللافت أن الأغوات اعتادوا شراء الجواري، إلا أن إلغاء الإماءة دفعهم إلى الزواج، كي ترعاه الزوجة وتخدمه وتعتني به في مرضه).
وبدأت مهمات الأغوات بأكثر من 40 مهمة وتراجعت مع الوقت ليظل دورهم تشريفياً، وكان يلون غسل الكعبة، وتطييب الحجر الأسود، والركن، والمقام، ويسقون المصلين ماء زمزم، ويبسطون سجادة الإمام ويرفعونها، وينظفون الحجرة النبوية، ويطيبونها بماء الورد وبالمسك والعنبر، وخدمة المسجد النبوي نهاراً والمبيت فيه وحراسته وإضاءته ليلاً، وتفريق الرجال والنساء بعضهم عن بعض، وتغيير كسوة قبر النبي سنوياً.
رغم توافق مواصفات «الأغوات» إلا أن أعمالهم تختلف من شخص لآخر. فلهم رئيس يسمى بشيخ «الأغوات» ويأتي بعده (نقيب الأغوات) وهو الذي يخلف شيخ الأغوات إثر موته، ثم يأتي بعد ذلك (أمين الأغوات) ويليه مباشرة (مشدي الأغوات) ومن ثم (الخبزي) ومن بعده يأتي (نصف خبزي) ثم (شيخ بطّال): ودوره معاقبة المخالفين في عملهم وكان في السابق يجلد المخطئ، وتم إلغاء العقوبة بتعيينهم موظفين رسميين. ثم (ولد عمل) وأخيراً (المتفرقة)، وهي آخر مرتبة لسلم الأغوات، والخمسة الأوائل يسمون (خبزية) وهم المشرفون الذين يتولون الإشراف على توزيع عمل الأغوات، وأقدم الأغوات يعين شيخاً عليهم وهو المسؤول عن أوقاتهم وسير عملهم في الحرم وبعد موت الشيخ يصبح النقيب شيخاً والأمين نقيباً، وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر الشيخ والناظر.
وتوقفت ظاهرة قدوم الأغوات بفتوى أصدرها سماحة مفتي عام المملكة سابقاً الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ليبرق إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، مبدياً رأيه ورأي هيئة كبار العلماء بإيقاف قبول الأغوات، فتم ذلك على الفور.
وبحسب الإحصاءات، تناقصت أعدادهم بالوفاة ولم يبق منهم سوى ثلاثة وتوقفوا عن مهامهم بسبب كبر سنهم وحالتهم الصحية، وكانت لهم دكة شمال المقصورة المشرفة التي تحوي القبر الشريف، وعلى يمين الداخل من باب جبريل في الجهة الشرقية من المسجد النبوي، والدكة مرتفعة نسبياً عن مستوى أرضية الحرم، ومحفوفة بحواجز من النحاس، وكانت تتلى من فوقها البيانات والتوجيهات، ولا يجلس فيها أحد غيرهم، يستريحون فيها بين الصلوات، ويقرأون القرآن ويرددون الأذكار. وحصرت رئاسة شؤون الحرمين دورهم مؤخراً في استقبال كبار زوار المسجد النبوي، عند باب السلام، وحمل مباخر الطيب الفاخر الذي تؤمنه وكالة شؤون المسجد النبوي، ويتقدم أمام الضيف إلى الروضة الشريفة، ليصلي فيها، وتفتح للضيف الحجرة النبوية، ليدخل ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.