كانت الأسبال مصدر توفير الماء العذب للحجيج.
كانت الأسبال مصدر توفير الماء العذب للحجيج.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
منذ وحّد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- المملكة، والعناية بالحرمين وقاصديهما ركن أصيل في نظام الدولة وتطبيقات وتوجيه القيادة، وأوّل ما عنى مؤسس البلاد تأمين محطات استراحة لقوافل قاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي، باعتماد ثلاثة أسبلة في جهات محيطة بمكة المكرمة، وتجديدها على مدى الحياة، لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وجميع العابرين بالدروب المؤدية إلى الكعبة المشرفة، والمدينة المنورة، وظلت الأسبال مصدر توفير الماء العذب، وتأمين المياه من خلال حفر آبار تكون على طرفي الطرق من وإلى مكة لينهل منها كل محتاج، وتتزود القوافل بما تحتاجه من النمير المعين على اجتياز المفاوز وحفظ حياة البشر والدواب.

ومن الأسبلة التاريخية « سبيل الحديبية» على طريق مكة، جدة القديم وتفصله عن بئر الحديبية مسافة 300م شرقاً، وحرص الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على العناية به منذ عام ١٣٦١هـ، وتجديده، وتأمين كل ما يلزم للسبيل من أحواض، مستطيلة الشكل، ومسقوفة، وفتح منافذ لسُقيا الماء في واجهته، ويتم ملء حوض السبيل عن طريق قناة تخرج من حوض البئر التي تلتصق بالسبيل من الشرق، وللسبيل واجهة هرمية الشكل بأعلاها البسملة داخل حافة دائرية، وبأسفلها نص التجديد.


فيما يبعد سبيل حداء 9 كلم غرب عن أعلام الحرم الغربية ملاصقا للجدار الغربي للبئر التي بني بجوارها، ويقع على طريق مكة - جدة القديم، وتم تصميمه على شكل حوض مستطيل بفتحات السقيا في الجدار الشمالي والغربي، وثبت في واجهة الغربية لوحة من الجبس يذكر فيها تاريخ التأسيس. ولا تزال حداء أحد أبرز شواهد الأسبلة التاريخية في قلب وادي الشميسي.

ويقع سبيل أم الجود على يسار القاصد طريق مكة - جدة، وتعرف المنطقة اليوم بأم الجود، وجدد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عمارته عام 1362، ببناء حوض مستطيل الشكل مسقوف، تتوج واجهته الغربية شرافة هرمية الشكل متدرجة بأعلاها البسملة داخل حافة دائرية الشكل نفذ بها النص التأسيسي الذي يؤرخ لتجديد عمارة السبيل، وفي جدرانه الغربية والجنوبية والشرقية توجد فتحات للسقيا، ويملأ حوض السبيل عن طريق أنبوب فخاري متصل بحوض ملاصق للبئر التي بني السبيل بجوارها، وحرص الملك المؤسس -رحمه الله- على بناء أسبلة المياه لعدم كفاية الأسبلة التاريخية، وزيادة ‏العمران في مكة وجدة، وتم البناء بمواد محلية بالصب في القالب، وهي طريقة تتناسب مع الإمكانات المادية المتوفرة في ‏ذلك الوقت.