-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
سجل يوم الحادي عشر من نوفمبر الماضي رحيل رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان، عن عمر ناهز 84 عاماً، والفقيد من أبرز الشخصيات الخليجية الفريدة في حضورها وأدائها طيلة 49 عاماً، من خلال تاريخ سياسي واقتصادي متوج بمنجزات لمملكة البحرين الشقيقة عريقة، ويعد الشيخ خليفة أحد رموز التحولات الاقتصادية ومحقق نجاحات باعتباره صاحب أطول ولاية لرئيس حكومة على مستوى العالم.

وُلد الشيخ خليفة في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1935، وهو الابن الثاني لحاكم البحرين الأسبق المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وعم الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ورئيس وزراء مملكة البحرين منذ استقلالها في عام 1971. نشأ في رعاية والده، وأعده منذ نعومة أظفاره، للاضطلاع بالمسؤولية وتحمل الأمانة، فبدأ بتعليمه القرآن الكريم على يد أحد أشهر المشايخ في البحرين آنذاك. ولم يكد يبلغ السابعة من عمره حتى أصدر والده أوامره بأن ينتظم مع أخيه في حضور مجلسه، للاطلاع على مشكلات المواطنين وما يشغل اهتمامهم، والاستفادة من السياسة الحكيمة التي انتهجها والده في إدارة شؤون الحكم. وبدأ تعليمه النظامي، على يد مجموعة من أكفأ معلمي ذلك الوقت ليقوموا بتعليمه المواد الأساسية، قبل التحاقه بإحدى المدارس التابعة للحكومة. وفي عام 1957 ابتعث للدراسة في بريطانيا على فترات متقطعة حتى عام 1959.


شغل الشيخ خليفة مناصب ومهام عدة قبل رئاسة الوزراء؛ منها منصب مساعد في ديوان والده (1953)، ورئيس لمالية الحكومة (1960)، ورئيس لبلدية المنامة (1962)، ورئيس لمجلس النقد (1964)، ورئيس لمجلس استئناف قضايا الهجرة والإقامة للأجانب (1965)، ورئيس للمجلس الإداري (1966)، ورئيس لمجلس الدولة (1970).

وتولى في أواخر خمسينيات ومطلع ستينيات القرن الماضي، مسؤولية مجلس المعارف، فضلاً عن رئاسة مالية الحكومة ورئاسة المجلس الإداري للدولة، وتبنى العديد من البرامج والخطط التي قفزت بالبحرين قفزات نوعية على صعيد رفع المستوى المعيشي للمواطنين، ودعم البنية الأساسية للدولة وقطاعاتها الاقتصادية المختلفة. وبدأ التحديث الفعلي والمؤسسي للتنظيم الإداري الجديد للدولة، بتوليه رئاسة الوزراء، وترأس في الثمانينيات والتسعينيات مجلسي السياسات النفطية والاقتصادية، واعتمد خططا نوعية لاستغلال موارد البلاد وتوظيفها التوظيف الأمثل لصالح مملكة البحرين ومكتسبات أهلها الكرام.

ومثّل الشيخ خليفة إحدى الشخصيات الرئيسة في رسم السياسية البحرينية على مدى نصف قرن، وحرص على إقامة علاقات متوازنة وجيدة مع الدول العربية، ونال جوائز عدة منها جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان 2007، وجائزة «ابن سينا» من منظمة اليونسكو عام 2009، وجائزة الأهداف الإنمائية للألفية 2010، وجائزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات، وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مبادرته بإعلان الخامس من إبريل من كل عام يوماً عالميا للضمير، لتعزيز ثقافة السلام مع الحب والضمير، لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام لتعزيز السلام والتسامح والاندماج والتفاهم والتضامن من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام.