رغم السنوات التي قضاها في المملكة، وتعلق قلبه بمكة، إلا أن ذكريات اليمن لا تزال تداعب محمد السلمي، ذلك الأربعيني الذي جاء إلى السعودية منذ عشرين عاماً ليقف في محل الخياطة الرجالي بأحد أحياء العاصمة المقدسة، وحين سألته «عكاظ» عن ذكريات الطفولة الرمضانية التي قضاها في رحاب مكة، ابتسم مستدعيا الأحداث من أقاصي أعماقه قائلا: «كنت أعمل مع والدي في المزرعة برغم حرارة الجو ورغم صغر سني، إلا أن والدي كان حريصا على أن ألتزم بالصيام، ويعتبره تدريباً عملياً على الصبر والتحمل». ويكمل السلمي: «كنت أهرب متسللا من المزرعة لأرتشف قليلا من الماء البارد قبل أن أعود لأكمل عملي معه ببراءة وكأني ما زالت صائماً».
وعن ظروف الصيام وعادات أهل اليمن هناك، يقول السلمي: «درجنا على أن نستقبل رمضان بالتهليل والتكبير من خلال مكبرات الصوت في المساجد حتى تضج الأودية والشعاب بذلك فرحا بقدوم شهر الرحمة، وقد يقوم البعض منا بتبييض منزله بمادتي الجص والنورة دلالة على فرحته، فيما تقوم النساء بالانشغال بتنظيف المنازل وتهيئتها لهذا الضيف الكريم». ويسترسل السلمي، بعدما رفع حاجبيه كمن اشتهى صنوف الطعام التي لا تخلو منها المائدة اليمنية: «تمتلئ المائدة بأنواع عدة، من الشفوت إلى الشربة إلى السلتة وصولا إلى العصيد، تجد المنازل اليمنية تتقن كل هذه الأطباق وطرق تقديمها، وإرسال بعضها إلى الجيران، لتزيد بذلك أواصر الألفة والمحبة». ولأن الغربة مرة كما يقال، استوقفنا السلمي قبل انهمار ذكريات لعمق أكبر، ومتعة لا يحدها طول حديثه، وسألناه عن يومياته في الغربة وكيف يقضيها، ليجيب بسرعة: «أنا لا أشعر بالغربة في السعودية، هي بيتي الثاني، والناس هنا لا يشعروني سوى أني واحد منهم، فالعشرون عاما جعلتني أعيش حميمية المجتمع وأعرف عن كثب عمق أواصره وصفاء معدنه». ويستطرد: «لا شك أني أفتقد عائلتي وأولادي الذين يعيشون هناك، لكني أحاول أن أشغل وقتي بلقاء الأصدقاء ومتابعة عملي في محل الخياطة الرجالي هذا. صمت وأومأ برأسه ومط شفتيه متحسرا على ما كان من زمن الرخاء: لعلي أعوض خسائر الإقفال التي سببتها كورونا».
وعن ظروف الصيام وعادات أهل اليمن هناك، يقول السلمي: «درجنا على أن نستقبل رمضان بالتهليل والتكبير من خلال مكبرات الصوت في المساجد حتى تضج الأودية والشعاب بذلك فرحا بقدوم شهر الرحمة، وقد يقوم البعض منا بتبييض منزله بمادتي الجص والنورة دلالة على فرحته، فيما تقوم النساء بالانشغال بتنظيف المنازل وتهيئتها لهذا الضيف الكريم». ويسترسل السلمي، بعدما رفع حاجبيه كمن اشتهى صنوف الطعام التي لا تخلو منها المائدة اليمنية: «تمتلئ المائدة بأنواع عدة، من الشفوت إلى الشربة إلى السلتة وصولا إلى العصيد، تجد المنازل اليمنية تتقن كل هذه الأطباق وطرق تقديمها، وإرسال بعضها إلى الجيران، لتزيد بذلك أواصر الألفة والمحبة». ولأن الغربة مرة كما يقال، استوقفنا السلمي قبل انهمار ذكريات لعمق أكبر، ومتعة لا يحدها طول حديثه، وسألناه عن يومياته في الغربة وكيف يقضيها، ليجيب بسرعة: «أنا لا أشعر بالغربة في السعودية، هي بيتي الثاني، والناس هنا لا يشعروني سوى أني واحد منهم، فالعشرون عاما جعلتني أعيش حميمية المجتمع وأعرف عن كثب عمق أواصره وصفاء معدنه». ويستطرد: «لا شك أني أفتقد عائلتي وأولادي الذين يعيشون هناك، لكني أحاول أن أشغل وقتي بلقاء الأصدقاء ومتابعة عملي في محل الخياطة الرجالي هذا. صمت وأومأ برأسه ومط شفتيه متحسرا على ما كان من زمن الرخاء: لعلي أعوض خسائر الإقفال التي سببتها كورونا».