تعد فاطمة بنت أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن العمري الحرازي (۷۱۰-۷۸۳هـ) إحدى الفقيهات، والمدرّسات في الحرمين المكي والمدني، وعُرِفت بمحدّثة الحرمين ومسندة مكة، أثناء مجاورتها المقام النبوي الشريف. أبوها مفتي مكة (أحمد شهاب الدين) وأمها ابنة محدث مكة المكرمة رضي الدين الطبري. وكان لها سماع للحديث، وأجازت للزين العراقي، وماتت سنة 783هـ، بعد أن خلَّفت عدداً من الإناث منهن فاطمة، و4 من الذكور. وفي ظل أبوين عالمين نشأت السيدة فاطمة وتربت، وتحمّلت علم الحديث بطريقي السماع والإجازة عن عدد من محدثي مكة المكرمة وغيرهم، وسمعت من جدها لأمها إمام المقام رضي الدين إبراهيم بن محمد الطبري (636ـ722هـ) الكتب الستة عدا سنن ابن ماجة، وصحيح ابن حبان، والملخص في الحديث لأبي الحسن القابسي، والأجزاء الثقفيات، والجزء السادس من المحامليات، وما في حديث سعدان بن نصر المخرمي، وكتاب الشمائل النبوية للترمذي، والأربعين المختارة في الحج والزيارة لابن مُسدي، وجزء ابن نجيد، وجزء مطين، وسداسيات الرازي، ونسخة بكار بن قتيبة، وعلى أخيه صفي الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبري. وأجازها المحدث فخر الدين عثمان بن محمَّد بن عثمان التوزري، والشيخ المسند أبي بكر، شهاب الدين، أحمد بن محمَّد بن القاسم الكردي الدَّشْتي، ومقرئ مكة المكرمة عفيف الدين، عبدالله بن عبدالحق الدِّلاصي، ومسند الوقت، أبومحمد، شرف الدين، عيسى بن عبدالرحمن بن المطعِّم الصالحي، فقامت بأداء ما تحمَّلته؛ وبذلته لأهله الراغبين فيه، من طلبة الحديث، وكثر السامعون لها، لاسيما بعد أن عُمِّرت وصارت مسندة مكة المكرَّمة. وأخذ عنها عدد من الأعيان منهم (ابن سُكّر، وأبوزرعة العراقي، والتقي الفارسي، والقاضي ابن الطرابلسي)..
ويلاحظ من خلال عرض تلامذتها أنَّ منهم عدداً من أقاربها، مثل أحفادها، أو بنات أخيها، وأنَّ أكثر الآخذين عنها من البلد الحرام. وتزوجت من محمد بن يوسف الزرندي (693ـ نحو748هـ) وهو ممَّن له اشتغال بالعلم، وأنجبت منه عبداللطيف الذي اشتغل بطلب الحديث، وسمع على الجمال المطري بالمدينة المنورة ثلاثيات البخاري وغيره، وتوفي سنة 817هـ.
وصفها تلميذها أبوزرعة بقوله: «عمرت وصارت مسندة مكة، وهي من أهل الخير والدين والصلاح، وأكثرت من السماع». ووصفها تلميذها تقي الدين الفاسي بمسندة مكة، ووصفها ابن العماد الحنبلي بالخير والصلاح، ووصفها كحالة بالمحدثة.
ويلاحظ من خلال عرض تلامذتها أنَّ منهم عدداً من أقاربها، مثل أحفادها، أو بنات أخيها، وأنَّ أكثر الآخذين عنها من البلد الحرام. وتزوجت من محمد بن يوسف الزرندي (693ـ نحو748هـ) وهو ممَّن له اشتغال بالعلم، وأنجبت منه عبداللطيف الذي اشتغل بطلب الحديث، وسمع على الجمال المطري بالمدينة المنورة ثلاثيات البخاري وغيره، وتوفي سنة 817هـ.
وصفها تلميذها أبوزرعة بقوله: «عمرت وصارت مسندة مكة، وهي من أهل الخير والدين والصلاح، وأكثرت من السماع». ووصفها تلميذها تقي الدين الفاسي بمسندة مكة، ووصفها ابن العماد الحنبلي بالخير والصلاح، ووصفها كحالة بالمحدثة.