عد الراحل محمود السعدني صوت الشيخ محمد الطبلاوي في كتابه (ألحان من السماء) صوتاً عبقرياً وموهبة من الله الذي منحه أحبالا صوتية لا نظير لها. وأشاد به علماء القراءات، وقدمه على نفسه الراحل عبدالباسط عبدالصمد، ووصف الموسيقار محمد عبدالوهاب صوته بالمعجزة، وبدأت شهرته من الأسطوانات التي سجلتها له إحدى الشركات، وتولى الإشراف عليها الشاعر الراحل مأمون الشناوي الذي صرخ عند سماعه تلاوته، قائلا: هذا الشيخ سيكون قارئ الزمان الآتي.
ولد المقرئ محمد محمود الطبلاوي أواخر عام 1934، وفي الرابعة من عمره ألحقه والده بكُتّاب الحي، وبزّ أقرانه حفظاً وتجويداً وتلاوة، وبدأت رحلة الطبلاوي بتلاوات المناسبات وهو في الثانية عشرة من عمره، مقابل 10 قروش لليلة، وغدا يدعى للتلاوة في مآتم كبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة، بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة، وارتفع أجره إلى 5 جنيهات.
أخفق الطبلاوي 9 مرات في امتحان التلاوة بالإذاعة، وفي العاشرة دعا ربه ضاحكا «يا بركة دعاء الوالدين، يا رب اكفني شر هذه اللجنة»، فسمعه أعضاء لجنة الامتحان من خلال المكبر المفتوح دون قصد، فضحكوا وأدخلوه للامتحان ليحقق النجاح في المرة العاشرة، وظل مُصِرًّا على أن يحقق حلم أبيه محمود الطبلاوي الذي رأى في المنام مَن يبشره بطفل وحيد سيكون له شأن بالقرآن. وتم اعتماده في الإذاعة المصرية عام 1970م، فسجل المصحف المرتل والمجود والمعلم، ومما يروى عند زيارته العاصمة الإيطالية روما، وبانتهاء ترتيل القرآن بالمجلس الإسلامي بالمدينة، دعاه البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان للقائه، فوافق على شرط واحد أن يستقبله البابا أمام باب المصعد تقديرا للكتاب الذي يحمله الطبلاوي، فوافق البابا. وفي أمريكا شهدت تلاواته إسلام العشرات على يديه عقب انتهائه من القراءة. تم اختياره قارئا للجامع الأزهر، وكانت ذروة مسيرته تلاوة القرآن داخل الكعبة، نهاية السبعينيات الميلادية، وكان ضيف الملك خالد بن عبدالعزيز، فاصطحبه معه لغسل الكعبة، وطلب منه القراءة بداية من قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْل إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» (النساء:58). وهذه الواقعة التي لم يفتأ الطبلاوي يفاخر بها محدثيه، ويقول «لقد شممت ريح الجنة حينها وأنا أقرأ القرآن في جوف الكعبة في رمضان». ومنذ عام وإثر انتهائه من مائدة الإفطار سامر أفراد أسرته، والتفت الشيخ إلى ولده البالغ من العمر 10 سنوات، ودعاه إليه، واحتضنه طويلا وقبّله، ثم أوصاه الوصية الأخيرة بضرورة استكمال حفظ القرآن، لأنه سبيل النجاح والنجاة، ورحل نقيب القراء مُخلّفاً 86 من السيرة النورانية العطرة.
ولد المقرئ محمد محمود الطبلاوي أواخر عام 1934، وفي الرابعة من عمره ألحقه والده بكُتّاب الحي، وبزّ أقرانه حفظاً وتجويداً وتلاوة، وبدأت رحلة الطبلاوي بتلاوات المناسبات وهو في الثانية عشرة من عمره، مقابل 10 قروش لليلة، وغدا يدعى للتلاوة في مآتم كبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة، بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة، وارتفع أجره إلى 5 جنيهات.
أخفق الطبلاوي 9 مرات في امتحان التلاوة بالإذاعة، وفي العاشرة دعا ربه ضاحكا «يا بركة دعاء الوالدين، يا رب اكفني شر هذه اللجنة»، فسمعه أعضاء لجنة الامتحان من خلال المكبر المفتوح دون قصد، فضحكوا وأدخلوه للامتحان ليحقق النجاح في المرة العاشرة، وظل مُصِرًّا على أن يحقق حلم أبيه محمود الطبلاوي الذي رأى في المنام مَن يبشره بطفل وحيد سيكون له شأن بالقرآن. وتم اعتماده في الإذاعة المصرية عام 1970م، فسجل المصحف المرتل والمجود والمعلم، ومما يروى عند زيارته العاصمة الإيطالية روما، وبانتهاء ترتيل القرآن بالمجلس الإسلامي بالمدينة، دعاه البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان للقائه، فوافق على شرط واحد أن يستقبله البابا أمام باب المصعد تقديرا للكتاب الذي يحمله الطبلاوي، فوافق البابا. وفي أمريكا شهدت تلاواته إسلام العشرات على يديه عقب انتهائه من القراءة. تم اختياره قارئا للجامع الأزهر، وكانت ذروة مسيرته تلاوة القرآن داخل الكعبة، نهاية السبعينيات الميلادية، وكان ضيف الملك خالد بن عبدالعزيز، فاصطحبه معه لغسل الكعبة، وطلب منه القراءة بداية من قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْل إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» (النساء:58). وهذه الواقعة التي لم يفتأ الطبلاوي يفاخر بها محدثيه، ويقول «لقد شممت ريح الجنة حينها وأنا أقرأ القرآن في جوف الكعبة في رمضان». ومنذ عام وإثر انتهائه من مائدة الإفطار سامر أفراد أسرته، والتفت الشيخ إلى ولده البالغ من العمر 10 سنوات، ودعاه إليه، واحتضنه طويلا وقبّله، ثم أوصاه الوصية الأخيرة بضرورة استكمال حفظ القرآن، لأنه سبيل النجاح والنجاة، ورحل نقيب القراء مُخلّفاً 86 من السيرة النورانية العطرة.