سلطان الميموني
سلطان الميموني
-A +A
عبد الهادي الصويان (المدينة المنورة) sawaian@
بعض الأشخاص وإن رحلوا عن حياتنا، لا تمحو ذكراهم الأيام ولا السنين، بل تظل سيرتهم عالقة بمخيلتنا تستدعيها على رأس كل لحظة لاسيما في المناسبات فتعيدهم للعيش وسطنا بتفاصيل حياتهم، ضحكاتهم، عفويتهم، ومواقفهم. وتميزهم، وممن بقى طيفهم على سطح الذاكرة الزميل سلطان الميموني محرر «عكاظ» في مكتب المدينة المنورة الذي رحل عن دنيانا في 7 رجب العام قبل الماضي.

الميموني، ذلك الرجل صاحب القلب الكبير والابتسامة الدائمة والوجه البشوش، لم يكن ممتعضا، فأخلاقه الرفيعة تسبقه للقلوب قبل حضوره، ورقي تعامله طبع شخصيته المطبوعة في قلوب الجميع، ونقاء قلبه حوى الجميع بين طيات بياضه، وبساطة تعامله مع زملائه ومجتمعه دون تكلف، أوقعت الجميع في حبه. فرغم مرور عامين على رحيله، مازالت الأماكن والطرقات التي مر يوما بها، تذكرنا بخصوصية ذلك الرجل في نفوس الجميع، بل وزاد شوقنا له، شهر رمضان، ففي مثل هذه الأيام، كان الميموني يحرص على رصد القصص الرمضانية، يجوب الحواري بحثا عن مادة تبرز جهود الدولة والجهات المعنية في خدمة المعتمرين وزوار طيبة الطيبة، من قصة زائر، إلى حكاية شاب يخدم ضيوف الرحمن، ليس هذا فحسب، فإلى جانب إسهاماته المهنية في بلاط صاحبة الجلالة، ما جعلته يتميز بين محبي مهنة المتاعب، إذ تشرب عشق الصحافة منذ بداية شبابه، اعتاد حين يكون لازما وبناء، والإشادة حين يوجبها الموقف. ورغم ارتباطه على مدار 10 سنوات بعمله الرسمي، إلا أن غرامه بالسلطة الرابعة، جعله يتحدى الصعاب، لا يثنيه عن تحقيق مهمته أي صعاب، فامتلك الخبرة وروح العمل الإعلامي عبر عمله كاتبا في صحف عدة، ينقل من خلالها هموم الناس ونبض الشارع، قبل أن يعمل محررا ميدانيا، يرصد بروحه قبل قلمه نبض الناس إلى عيون القارئ.


عامان وأكثر، مرت على رحيل الميموني، غير أن فراغه في مكتب عكاظ بالمدينة، مازال شاغرا، ربما بحثا عن قامة متفردة تشبهه، وإلى ذلك الحين، سيبقى موقعه خاليا لا يشغله أحد.