وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كلمة للمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين في كل مكان، بمناسبة عيد الفطر المبارك لعام 1442.
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل «إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه». والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبنائي وبناتي
إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية حفظها الله
أبطالنا المرابطين والمرابطات في مواجهة المخاطر والأزمات.
أيها المسلمون والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها.
السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صيام شهر هو سيد الشهور، فنحمد المولى جلت قدرته على ما أنعم به علينا من إتمام هذا الشهر الكريم، ونسأله أن يتقبله منا خالصاً لوجهه الكريم، شاكرين له سبحانه وتعالى أن بلغنا عيد الفطر السعيد، وندعوه جل وعلا أن يختم لنا بمغفرة وعتق من النار، متضرعين إليه أن يأخذ بأيدي أمتنا إلى ما فيه خيرها وصلاح أمرها، وأن تجتاز شعوب العالم أجمع ما نزل بها من محن، وأن يعم السلام أركان المعمورة كلها، وأن يكون هذا العيد مناسبة لتجاوز الآلام والنهوض مما حل بالعالم كله من الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا، ومطلع خير لأشقائنا في الوطن العربي والإسلامي وللعالم كله، متفائلين بالخطوات الإيجابية القائمة لتحقيق الاستقرار في العالم العربي، ليعم الأمن والرخاء كل أطراف المعمورة.. إنه القادر على ذلك وهو السميع المجيب.
أيها الإخوة والأخوات:
إن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تعمل بما جاءت به الشريعة الإسلامية السمحة، من نبذ التطرف ومحاربة الإرهاب ومساندة الأشقاء والأصدقاء، وتعلن دائماً وقوفها مع المجتمع الدولي في كل ما يخدم أمن العالم واستتباب السلم.
ونحمد الله الذي أكرمنا في هذه البلاد المباركة قيادة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار، خدمة نتشرف بها، ونبذل في سبيلها الغالي والنفيس، مولين سلامة ضيوف الرحمن وراحتهم وأمنهم كل عنايتنا واهتمامنا، وما اتخذته حكومة المملكة هذا العام من إجراءات إنما كان هدفها حمايتهم وتوفير أعلى معايير السلامة لهم في ظل أزمة كورونا، فخورين بمساهمة بناتنا ضمن فرق أمن الحج والعمرة.
أيها الإخوة المواطنون والمقيمون:
إن مواجهة هذه الجائحة التي حلت بالعالم تتطلب منا جميعاً الالتزام بالتدابير الصحية التي تعلنها وزارة الصحة، وبالتباعد الاجتماعي، وضرورة أخذ اللقاحات، مما سيعمل بحول الله على تحصين مجتمعنا العزيز من مواطنين ومقيمين، مواصلين العمل ضمن المجموعة الدولية لمواجهة هذا الوباء، تأكيداً لدور المملكة الإنساني، للمحافظة على ما تحقق من منجزات وتجاوز جميع آثار الجائحة بشكل كامل بإذن الله تعالى.
أيها الإخوة والأخوات:
لقد أنعم الله علينا من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يعد ولا يحصى، ومن هذه النعم أن شرع لنا الاحتفال بالعيد وإظهار الفرح والسرور، وإشاعة روح المحبة والتعاطف فيما بين الجميع، فعيدكم عيد رحمة ومحبة، أعاده الله على الأمة جمعاء باليُمن والبركات، وتقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم. شاكراً لأبنائي وبناتي المرابطين في جميع الأجهزة العسكرية والمدنية والصحية قضاءهم العيد بعيداً عن أسرهم، سائلاً المولى عز وجل أن يمنّ بالشفاء لكل مريض، وأن يتغمد برحمته جميع أموات المسلمين، إنه سميع مجيب.
عيدكم مبارك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.