تم السماح للبريطانيين بتلاقي 6 أشخاص داخل المنازل اعتباراً من اليوم.
تم السماح للبريطانيين بتلاقي 6 أشخاص داخل المنازل اعتباراً من اليوم.




طابور طويل للحصول على اللقاح في بلدة بولتون البريطانية.
طابور طويل للحصول على اللقاح في بلدة بولتون البريطانية.
-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@
بعد تحذيرات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن الحرية، التي أضحت قاب قوسين أو أدنى، مهددة بألا تأتي مطلقاً إذا استمر تسارع تفشي السلالة الهندية المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد؛ وبعد تحذيرات لجنة العلماء الذين يقدمون المشورة إلى الحكومة البريطانية من أنه يمكن أن تتسبب السلالة الهندية في حدوث 1000 وفاة يومياً، وما لا يقل عن تنويم 10 آلاف شخص يومياً في المستشفيات؛ بدا لمعظم البريطانيين أن التهديد حقيقي، وأن الخطر ماثل فعلياً. وشهدت بلدة بولتون الواقعة في محيط مانشستر الكبرى طوابير طويلة أمس الأول، بعدما أعلنت السلطات توافر اللقاح لأي شخص يبلغ عمره 38 عاماً فما فوق. وتقول السلطات إن هذه البلدة هي الأكثر إصابة بالسلالة الهندية، الأمر الذي يهدد بعرقلة مسار البلاد إلى التحرير الكامل من قيود كوفيد-19 بحلول 21 يونيو القادم. ووصفت صحف لندن أمس تدافع سكان بولتون على مركز التطعيم بأنه سباق ضد السلالة الهندية، قبل أن تتسبب بـ1000 وفاة يومياً في بريطانيا. وأعلن جونسون أمس الأول أنه تقرر تقصير الفاصل الزمني بين جرعتي اللقاح من 12 إلى 8 أسابيع، بالنسبة لمن تجاوزوا الـ50 عاماً، والمصابين بأمراض مزمنة. وأضاف أن أي شخص تجاوز 40 عاماً ولم يتقدم بعد للحصول على اللقاح ستكون له الأولوية لدى مسؤولي التطعيم. وأكد أن السلالة الهندية تهدد بعرقلة مسار التخلي عن الإجراءات المتشددة ضد الوباء بحلول 21 يونيو القادم. وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن عدد المصابين بالسلالة الهندية في بريطانيا تضاعف خلال الأسبوع الماضي من 520 إلى 1313 شخصاً. ويعتقد بأن أكثر الإصابات بهذه السلالة توجد في بلدات بولتون، ودارون، وبلاكبيرن الواقعة شمال غرب إنجلترا. وحذر خبراء صحيون من أنهم يتوقعون أن تكون السلالة الهندية هي المهيمنة في بريطانيا بمرور الوقت. ونسبت صحيفة بريطانية إلى مستشارين علميين للحكومة قولهم إن ثمة «احتمالاً واقعياً» بأن يتضح أن السلالة الهندية أسرع تفشياً من السلالات الأخرى بنسبة تصل إلى 50%. وأكد كبير أطباء الحكومة البروفيسور كريس ويتي أمس الأول أن السلالة الهندية ستكون فعلياً المهيمنة على المشهد الوبائي البريطاني. وارتفعت الأصوات المطالبة بتحقيق في إبطاء الحكومة البريطانية في ضم الهند إلى قائمة حظر دخول المسافرين القادمين منها، ما سمح لعشرات الآلاف بالعودة من الهند لنشر هذه السلالة في بريطانيا. لكن جونسون ووزراءه دافعوا عن سياساتهم. ورفض رئيس الوزراء فكرة التحقيق في هذه القضية. ويتمسك علماء بريطانيا بأن السلالة الهندية قد تكون أسرع تفشياً، لكنها ليست أشد فتكاً، ولا توجد دلائل على أنها تستطيع إبطال مفعول اللقاحات المتاحة ضد كوفيد-19. لكنهم يقولون إن احتمالات حدوث عدد متزايد من الوفيات، وحالات التنويم وارد لأنه لا يزال هناك 302 مليون بريطاني لم يتم تطعيمهم بعد في بريطانيا. وعمدت حكومة جونسون إلى تكثيف الفحوص في نحو 15 منطقة تقع في شمال غربي إنجلترا، في مسعى لاحتواء أي تفش وبائي يمكن أن يتحول إلى موجة ثالثة من هجمة فايروس كورونا الجديد. وأشار نموذج رياضي أعده علماء جامعة واريك البريطانية إلى أنه إذا اتضح أن السلالة الهندية أسرع تفشياً من السلالة العادية بنسبة 40% فقط، فإن من شأن ذلك أن يسفر عن تنويم ما لا يقل عن 6 آلاف شخص يومياً. وإذا ارتفعت نسبة تفشيها إلى 50%، فإن عدد المنومين يمكن أن يرتفع إلى 10 آلاف شخص يومياً. وعلى رغم تأكيدات العلماء أن السلالة الهندية ليست أشد فتكاً من السلالات المتحورة الأخرى، إلا أن تسارع تفشيها يعني مزيداً من الإصابات، وبالتالي مزيداً من احتمالات إبطال مفعول اللقاحات المتاحة ضد كوفيد-19.