تأتي مناورات التمرين المشترك «سراب الصحراء 3» بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأمريكية، الذي اختتم (السبت)، بعد أن شهد عدداً من التدريبات على السيناريوهات القتالية المشتركة، للتصدي للتهديدات الناشئة، ليؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتطابق وجهات النظر في كثير من الملفات، وخاصة ما يتعلق بأمن المنطقة، التي لا زالت تعاني من اختلالات أمنية بسبب العربدة الإيرانية، ودعمها لأحزاب وجماعات إرهابية دأبت على زرع الفوضى، وتهديد أمن واستقرار بعض دول المنطقة.
ويهدف التمرين إلى صقل الخبرات، والرفع من مستوى الجاهزية القتالية المشتركة، وتعميق أواصر التعاون بين القوات السعودية والقوات الأمريكية، للوصول لقوة الردع المطلوبة لأي هجوم محتمل يهدد أمن وسلامة المنطقة، بعد أن شاركت فيه منظومات القوات الجوية الملكية السعودية المقاتلة (ف-15 إس أي، ف 15 سي، تايفون، تورنيدو)، ومنظومات (الإنذار المبكر، والاستطلاع الإلكتروني، والتزود بالوقود)، ومن الجانب الأمريكي منظومات (ف 15، ف 16، ف 18، الأيواكس)، مبرزاً القدرات الجوية والتكامل العملياتي، وتعزيز مفهوم القيادة والسيطرة الجوية، وهو استمرار للتعاون المشترك بين القوات السعودية والقوات الأمريكية، للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
ويأتي التمرين كرسالة موجهة لإيران وأذرعها في المنطقة مفادها أن العلاقات بين المملكة وأمريكا كانت وستبقى قوية في جميع المجالات، وأن دورهما المشترك هو المحافظة على أمن المنطقة، ومواجهة أي تحديات من شأنها دعم الإرهاب، وافتعال الحروب والصراعات بشعارات زائفة تنسجم مع طموحات محور الشر، التي تحطمت أمام الإرادة الدولية، الساعية إلى تقليم أظافر قادة نظام الملالي في طهران، الذي يتوسل في محاولة لتحسين وضعه الاقتصادي المنهار، بسبب العزلة الدولية التي فرضت عليه، وانعكست على معيشة المواطن الإيراني المغلوب على أمره، والذي لا زال يدفع ثمن عربدة نظام ثبت أنه لن ينسجم مع المنظومة الدولية الداعية للعدل والسلام، وهو الذي يقتات على المؤامرات والمخططات الإرهابية التي يرى أنها السبيل الوحيد لبقائه.