أحدث قرار المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الأسبوع الماضي السماح للأشخاص المحصنين باللقاحات بالكامل بالتخلي عن ارتداء الكمامة تحولاً جذرياً جديداً في المشهد الصحي الأمريكي. فقد أردفت المراكز المذكورة قرارها بتوجيه يشير إلى استثناء المحصنين بالكامل من الخضوع لفحص كوفيد 19، حتى لو تعرضوا لمخالطة مصاب بالوباء. ويمثل هذا التغيير مرحلة جديدة في تطور الأزمة الصحية، بعد عام منذ أن أصبح الفحص أداة أساسية في جهود دحر الفايروس. فقد أضحت اللقاحات هي السلاح الرئيسي ضد الفايروس، ونجحت إلى حد كبير في منع حالات التنويم والوفيات بدرجة ملحوظة. ويأتي ذلك بعدما حصل نحو نصف عدد الأمريكيين على جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات، واقترب 40% منهم من التحصين الكامل بجرعتي اللقاح. وعلى رغم أن الشخص المحصن بالكامل يمكن أن يصاب بالفايروس، إلا أن مخاطر تدهور حالته الصحية أضحت ضئيلة جداً بعد التطعيم. لكن علماء أبدوا استياء من قراري المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها المشار إليهما، بدعوى أنهما يعطيان انطباعاً خاطئاً بأن الفايروس لم يعد يمثل خطراً داهماً، في حين أن عدد الإصابات الجديدة لا يزال بحدود 30 ألفاً يومياً في أنحاء الولايات المتحدة. وقالت مديرة المراكز الأمريكية الدكتورة روتشيل فالنسكي أمس، إن القرارين اتخذا في ضوء دراسات أكدت الفعالية القوية للقاحات في منع المرض في مختلف الشرائح العمرية. وأضافت أنه حتى لو خالط الشخص المحصّن مصاباً بالفايروس فإن احتمالات إصابته تبدو متدنية، ولفترة أقصر، مع تضاؤل احتمالات أن ينقل عدواه إلى الآخرين.