تمسك مسؤولو حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس بأن ارتفاع عدد البريطانيين الذين تم تحصينهم باللقاحات المضادة لكوفيد 19 يعني أن الأمور تشير بشكل جيد لإكمال تحرير بريطانيا من قيود الإغلاق بحلول 21 يونيو القادم. وقالت بريطانيا أمس إنها أكملت تطعيم 60 مليوناً من سكانها. وذكر وزير الصحة مات هانكوك الليل قبل الماضي أن الأيام القليلة القادمة ستشهد دعوة العشرينيين إلى التطعيم، خصوصاً بعدما أكدت دراسة موثوق بها أن لقاحي فايزر-بيونتك وأسترازينيكا فعالان ضد السلالة الهندية المتحورة من فايروس كورونا الجديد، فضلاً عن قدرتهما على كبح سلالة كنت البريطانية، بحسب الخدمة الصحية الإنجليزية التي أجرت الدراسة. وقال هانكوك إن الدراسة تثير الآمال برفع ما بقي من قيود الإغلاق بحلول 21 يونيو، وهو الموعد الذي حددته خريطة الطريق التي أعلنها جونسون في فبراير الماضي. ويتوقع أن تعلن وزارة الصحة هذا الأسبوع أن على أي شخص دون سن الـ 30 أن يتقدم إلى التطعيم، على أن يكتمل تطعيم من هم في سن الـ 30 في غضون 72 ساعة. وقالت الخدمة الصحية بإنجلترا إن علماءها توصلوا إلى أن نسبة فعالية لقاح فايزر ضد الإصابة بالسلالة الهندية المتحورة تصل إلى 88%، فيما تصل فعاليته في منع الإصابة بالسلالة البريطانية إلى 93%. وكانت النتيجة بالنسبة إلى لقاح أسترازينيكا الإنجليزي 60% ضد الإصابة بالسلالة الهندية، و66% ضد الإصابة بالبريطانية (كنت). وأكدت الرئيسة التنفيذية لوكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة الدكتورة جيني هاريس، في مقابلة إذاعية أمس، أنه ما بقي البريطانيون متمسكين بالتدابير الوقائية فإن الأمور ماضية باتجاه التحلل الكامل من الإغلاق بحدود 21 يونيو. وأوضحت أن البيانات المسجلة حتى 19 الجاري تشير إلى أنه توفي 6 أشخاص فقط بالسلالة الهندية في بريطانيا. وأكدت أن معظم من أصيبوا بالسلالة الهندية لم يخضعوا للتطعيم، على رغم استحقاقهم له. وسارعت الحكومة البريطانية لنفي ما أعلنه المستشار السابق لجونسون دومينيك كمنغز من أن الحكومة البريطانية أخطأت بمحاولتها التركيز على تحقيق «مناعة القطيع»، ما أخّر الإغلاق، وأدى إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في ذروة الموجة الثانية من هجمة فايروس كوفيد 19. ومن المقرر أن يمثل كمينغز غداً (الأربعاء) أمام تحقيق يجريه النواب البريطانيون في إدارة الحكومة للأزمة الصحية. وقال كمينغز إن الحكومة تعمدت أن تترك أكبر عدد من السكان يصابون بالفايروس، حتى يمكن تحقيق «مناعة القطيع». وأضاف أن تلك كانت السياسة الحكومية المعتمدة في مطلع مارس 2020، حين بدا واضحاً أن تلك السياسة ستفضي إلى كارثة، وهو ما حدث بالفعل. وعلى رغم أن حكومة جونسون حققت شعبية كبيرة بعد جهودها الجبارة لإتاحة اللقاحات، وبدء التطعيم ضد الوباء، إلا أن هناك كثيراً من الأسئلة لا تزال بلا إجابة في شأن إدارتها لأزمة التفشي الوبائي. ويقول خصوم جونسون إنه أبطأ كثيراً في فرض الإغلاق، ما أدى إلى أكبر عدد من الوفيات على مستوى القارة الأوروبية. لكن وزيرة الداخلية بريتي باتيل والرئيسة التنفيذية للأمن الصحي هاريس أكدتا أن مناعة القطيع لم تكن مطلقاً سياسة الحكومة في أي يوم.