الدكتورة جيهان الحازمي خلال حديثها مع الزميل سامي المغامسي.(تصوير: حسام كريدي)
الدكتورة جيهان الحازمي خلال حديثها مع الزميل سامي المغامسي.(تصوير: حسام كريدي)
-A +A
سامي المغامسي (المدينة المنورة) sami4086@
بعد مرور نحو عام على تعيينها مساعدة مدير الشؤون الصحية بالمدينة المنورة، روت الدكتورة جيهان الحازمي تجربتها لـ «عكاظ» كأول سيدة قيادية تتولى الموقع، وقالت إن صحة المدينة المنورة حلت كثيراً من الإشكاليات والتحديات قبل دخول الجائحة التي وضعت الصحة أمام تحديات صعبة تمت معالجتها بروح الفريق الواحد، والمهنية العالية، وبدعم من الوزير نجحت صحة المدينة في خفض عدد حالات كورونا بشكل لافت وكبير.

وعن الحلول والمعالجات التي اتخذتها صحة المنطقة لتجاوز ارتفاع عدد المصابين، أوضحت أن الحالات كانت منتشرة بين العمالة الوافدة غير النظامية، وجاء القرار بعلاج الجميع من ضمنهم المخالفون، وتمت زيادة الأسرّة، وعدد الكادر الطبي، والاستفاده من أطباء التخدير في غرف العمليات المركزة، وإخضاع الكوادر لدورات تدريبية في كيفية التعامل مع الحالات، وتم تحويل المرضى المنومين الذين لديهم أمراض مزمنة إلى مستشفيات خارج المدينة للمحافظة على صحتهم مع إغلاق كثير من الأحياء التي شهدت ارتفاعاً في الحالات.


وأضافت الدكتورة جيهان الحازمي أن مستشفى أحد ظل يستقبل الحالات، والمتوفر 20 سريراً للعناية المركزة، ورفعت طاقة الأسرة في مستشفى أحد من 20 إلى 70 سريراً، وتم استحداث مركز ميداني ورفع عدد الكادر الطبي، وساهم ذلك في علاج كثير من المرضى.

وحول الحملات التي تعرضت لها صحة المنطقة في منصات التواصل في بداية الجائحة، أوضحت أن هناك من حمل صحة المدينة مسؤولية تفشي انتشار الحالات دون معرفة الأسباب الحقيقية، وهؤلاء لا يدركون التفاصيل الدقيقة التي كانت تقوم بها الصحة، والخطوات والخطط التي عملت من أجل المحافظة على صحة الجميع، وفي البداية كانت هناك أخبار غير صحيحة عن عدد الحالات وعدد المتوفين ما أثار القلق لدى البعض.

ولم تقطع مساعدة مدير الشؤون الصحية بالمدينة المنورة، إن كانت الجائحة أثرت إيجابياً في رفع مستوى الخدمات بعد زيادة عدد المستشفيات والأسرة، وقالت لا أستطيع قول ذلك، لكن زيادة عدد المستشفيات أسهم بشكل كبير في رفع مستوى الخدمات الصحية في المنطقة مع زيادة عدد الكادر الطبي، وارتفع عدد أسرة العناية المركزة إلى %100 عن قبل عام، وحالياً هناك 50 سريراً في مستشفى الملك فهد و45 سريراً في المستشفى العام.

وعن إيقاف تحويل المرضى إلى مستشفيات خارج المنطقة، أوضحت أنه توجد تحديات في هذا الشأن، فهناك تخصصات دقيقة غير متوفرة في المنطقة مثل النساء والولادة والجراحة والأطفال، ونستطيع أن نقول وصلنا لمرحلة متقدمة، والوزارة تسعى إلى توفير جميع التخصصات في المنطقة في المرحلة القادمة في مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية، ومنها مركز الأعصاب ومركز الأورام، وأيضا وجود مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سيسهم بشكل كبير في خفض عدد الحالات المرضية خصوصاً لمرضى الأورام.

وحول المراكز الصحية وأقسام الطوارئ في المستشفيات التي ظلت تتعرض للنقد، أوضحت أن العمل بدأ من خلال التجمع الصحي بعمل نموذج رعاية يتمثل في كيفية المحافظة على الصحة من خلال الثقافة الصحية، والتعامل مع الأمراض المزمنة، بعد ذلك يأتي دور المراكز الصحية وثقة المواطن في تقديم الخدمة الجيدة، وتوفير جميع الخدمات الطبية والعيادات الافتراضية، وتفعيل طبيب الأسرة، ولدينا من 1000 -1500 فرد مسؤول عنهم في تقديم الخدمات العلاجية، وسيحد هذا من استقبال المرضى في أقسام الطوارئ وتقليل عدد المرضي المنومين في المستشفيات، والإشكالية أن الكثير يرفض المراكز الصحية ويفضل أقسام الطوارئ رغم أنها تقدم الخدمة نفسها.

مضاعفات لا أخطاء.. هناك فرق

«عكاظ» سألت الدكتورة جيهان الحازمي ما إذا كان عدد الكادر الطبي يتناسب مع عدد سكان المدينة المنورة فقالت: «لا نستطيع القول إنه يتناسب.. هناك احتياجات في بعض التخصصات مثل ممرضي العناية المركزة وأطباء في تخصصات دقيقة»، وحول الأخطاء الطبية أكدت أن معظم الذين يتحدثون عن الأخطاء لا يدركون أنها مجرد مضاعفات، ومن المهم أن نفرق بينهما. قد تحدث أخطاء من المريض عند البحث عن علاج لدى أكثر من طبيب، فيصبح هناك تضارب، ومع ذلك سيختلف التقييم للكادر الطبي عن السابق والتقيم سيكون دقيقاً، ولا يمكن التلاعب فيه. وأكدت الحازمي أن معظم الأدوية متوفر، وبعض الأدوية لها بديل، وغير المتوفرة يتم اعتمادها من الطبيب وشراؤها من الصيدليات. أما بالنسبة للأسنان فالعمل جار على تحسين مستوى خدماتها وتفعيل دور المراكز الصحية، كما تم تدشين مركز الأسنان في مركز صحي الهجرة، ونترقب خلال المرحلة القادمة تحسناً كبيراً في هذا الشأن.