أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن استعمال مكبرات الصوت في المساجد من الأمور الحديثة والمستجدة وليست منذ قرون سابقة، مفيدا بأن الوزارة لم تمنع واجبا، أو مستحبا، ولم تفرض محرما أو مكروها.
وقال إن مكبرات الصوت فيها خير للناس، وهو إبلاغ الأذان فور دخول وقت الصلاة، وأضيفت إليه الإقامة، على الرغم من أن الإقامة ينبغي أن تكون لمن هم في داخل المسجد وليس لمن هم خارجه، مشددا على أن من لديه الرغبة بالصلاة لا ينتظر أن يدخل الإمام ويكبر ويسمع صوته، بل عليه المسارعة إلى المسجد.
وعزا وزير الشؤون الإسلامية هذا القرار بالاكتفاء باستعمال مكبرات الصوت للأذان والإقامة فقط، إلى سبب مهم جدا، وهو أن كثيرا من المجاورين للمساجد تقدموا بشكاوى كثيرة، يطالبون فيها بإيقاف نقل غير الأذان والإقامة من المسجد، لوجود عجزة وأطفال وغيرهم، مؤكدا بقوله «لا ضرر ولا ضرار».
وتطرق إلى أن مِن العلماء الأجلاء وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- مَن تحدث بذلك في إحدى فتاواه بخصوص مكبرات الصوت داخل المساجد بأن الإمام إذا كان «صيّتاً» فلا داعي لأن توضع داخل المسجد، كما أن الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله- أفتى بمنعها، وعدّها من الأمور المنكرة، كما أنكر العلامة الشيخ صالح الفوزان -وهو عالم عصره في هذا الزمان- رفع الأصوات ما عدا الأذان والإقامة بمكبرات الصوت.
وقال آل الشيخ: هذه المكبرات قد حرمها وأنكرها كثير من الناس منذ زمن سابق، وفي المملكة لدينا تمسك بالدين والإسلام والعاطفة الدينية قوية، ولا يستطيع من في قلبه مرض أن يؤثر على عامة الناس، ولا شك أن المواطن السعودي ولاسيما عوام الناس، اعتادوا على إيصال صوت الصلوات عبر مكبرات الصوت إلى خارج المساجد وجعلوا هذه العادة كأنها عبادة، وهي ليست من الشرع في شيء.
وحول الاتهامات المغرضة التي تستهدف المملكة حيال قرار قصر مكبرات الصوت في المساجد على الأذان والإقامة فقط، قال: المملكة العربية السعودية ليس لها مثيل في العالم في المحافظة على الدين والعقيدة وخدمة الإسلام والمسلمين بكل ما تملكه من إمكانات، ولا يراهن على ذلك، ومن كان يقصد محبة سماع القرآن فالحمد لله لدينا قناة تلفزيونية تنقل تلاوات المقرئين من بيت الله الحرام مباشرة على مدار الساعة، وهناك قناة أخرى تنقل السنة النبوية على مدار الساعة من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: هناك من أعداء المملكة من يريد إثارة الرأي العام والتشكيك في قرارات الدولة وتفكيك اللحمة الوطنية وأن تكون المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول المحيطة باشتعال الفتن، ولا يتورعون عن تخطئة القرارات والتأليب عليها، فهؤلاء الأعداء لا قيمة لهم، أيضا لدرجة كتابتهم.
وشدد على وجوب الانتباه للرسائل التي ينشرها الأعداء في وسائل التواصل الاجتماعي بصياغة أجنبية ليست سعودية، وقال: «يجب ألا نخدم الأعداء من حيث لا نعلم، فهم يتوثبون للقضاء على أمننا واستقرارنا ورخائنا، من أجل تفريق لحمتنا الوطنية، وضرب أسافين الشر بيننا وبين ولاة أمرنا ومسؤولينا، لكن نقول لهم: خسئتم، الشعب السعودي لديه من الحصانة إذا جد الجد ما تتضح له الرؤية من خلالها لمعرفة العدو من الصديق، وأقول لهم: موتوا بغيظكم، السعوديون شعب وفيّ أبيّ، لو أريقت دماؤهم جميعا في الدفاع عن هذا الوطن وقيادته فلن يستخسروها، إياكم واللعب بالنار فإن المواطن السعودي ليس بالسهل وليس بمن يبيع دينه بدنياه».
جاء ذلك خلال لقاء وزير الشؤون الإسلامية مع قناة «الإخبارية» اليوم (الاثنين)، أثناء استقباله في مكتبه، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، للحديث عن دور المجمع المهم في توحيد المسلمين وتنسيق مقارباتهم الفقهية والفكرية في سبيل تحقيق الوحدة والتقارب بين المسلمين، كما تم خلال الاجتماع التطرق للكثير من الأفكار المشتركة التي دعت إليها الوزارة وحثت عليها من خلال عدد من الأعمال المجدولة من خلال الوسطية والاعتدال ونبذ الفكر المتطرف.
وأكد وزير الشؤون الإسلامية دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لأعمال الوزارة من أجل نشر الاعتدال والوسطية داخل المملكة وخارجها، وكبح جماح الإرهاب والتطرف من خلال إصدار الأنظمة العادلة والمتابعة الدقيقة.
وقال آل الشيخ: «المملكة اليوم محل توجه كثير من دول العالم وبالأخص دول العالم الإسلامي التي بدأت تجني ثمار ما تقوم به من النهج الصحيح وهو العمل بمنهج الاعتدال والوسطية ونبذ العنف التطرف، ونشر المحبة بين ربوع المسلمين والبشر، والوزارة تنطلق وفق التوجيهات السديدة من خادم الحرمين وولي العهد، وتلقى المؤازرة منهما وجميع أفراد الشعب السعودي، ولا شك أن هذا رافد أساسي لكي تقوم الوزارة بأداء واجبها، من أجل خدمة الإسلام والمسلمين في العالم».