لا يزال احتمال تأجيل موعد إزالة بقية قيود الإغلاق حديث الساعة في بريطانيا. ومن المقرر، وفقاً لخريطة طريق أعلنها رئيس الحكومة بوريس جونسون في فبراير الماضي، أن تتم إزالة آخر تدابير الإغلاق في 21 يونيو الجاري. لكن هجمة «متحور دلتا» (السلالة الهندية) أدت إلى تفاقم الأزمة الصحية، على رغم التقدم المطّرد في تطعيم السكان. وذكرت شبكة التلفزة المستقلة (آي تي في) الليل الماضي أن مصادر حكومية أكدت لها أن موعد تحرير البلاد من الإغلاق سيؤجل أسبوعين، إلى 5 يوليو، بدلاً من 21 يونيو، لتمكين عدد أكبر من البريطانيين من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح. وأضافت الشبكة أنه لو تم فعلياً تأجيل يوم الحرية إلى 5 يوليو القادم، فسيعني ذلك أن جميع الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً سيكونون قد حصلوا على جرعتهم الثانية. وكان أحد العلماء البريطانيين المرموقين حذر ليل السبت من أن التمسك بموعد الـ 21 من يونيو «حماقة ومخاطرة كبيرة». وأشار إلى أرقام تفيد بأن عدد الإصابات الجديدة قفز 70% السبت عما كان عليه قبل أسبوع. ورجحت الصحف خلال اليومين الماضيين أنه حتى لو أوفت حكومة جونسون بوعدها بالتحلل من قيود الإغلاق في 21 الجاري، فسيظل التدبيران الخاصان بمراعاة التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات ساريين. وكانت بريطانيا سجلت الجمعة الماضي 6238 حالة جديدة. وأعقبتها السبت بتسجيل 5765 إصابة جديدة. وأكد مكتب الإحصاءات الوطنية أمس أن عدد الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بكوفيد 19 في إنجلترا ارتفع بمعدل ثلاثة أرباع خلال أسبوع، وهي الزيادة الأعلى منذ منتصف أبريل الماضي.
وعلى صعيد ثانٍ، أوردت صحيفة «صانداي تلغراف» أمس أن تطعيم أطفال بريطانيا سيبدأ في أغسطس القادم. ونسبت إلى مصدر حكومي قوله إنه بموجب الخطط التي تم وضعها فستبدأ الحكومة تطعيم الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً خلال النصف الثاني من أغسطس أو مطلع سبتمبر في أقصى تقدير. وحذر وزير الصحة البريطاني ماثيو (مات) هانكوك، في مقال نشرته «صانداي تلغراف» أمس من أن نسبة كبيرة من الإصابات الجديدة هي بين الأطفال. وناشد هانكوك طلاب المدارس الثانوية الخضوع للفحص أمس (الأحد)، قبل عودتهم للدراسة اليوم، بعد إجازة منتصف العام. وسيتم تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً بلقاح فايزر-بيونتك، بعدما أقرت وكالة الأدوية البريطانية الأسبوع الماضي بأنه فعال ومأمون بالنسبة لهذه الشريحة العمرية. وأوضح وزير الصحة أن متحور دلتا، الذي تم اكتشاف تحوره في الهند، أضحى المهيمن على الإصابات في بريطانيا. ووصفه بأنه أكثر سرعة في التفشي من سلالة كنت البريطانية. وقال إن المهمة الراهنة تتمثل في ضرورة إحراز مركز متقدم في السباق بين الفايروس والتطعيم. وأضاف أنه يتعين في الوقت نفسه الاحتفاظ بالاحتياطات الوقائية الأساسية، كغسل اليدين، وتغطية الوجه، والخضوع المتكرر للفحوص، والحرص على البقاء في أماكن جيدة التهوية. ويمثل قرار تطعيم الأطفال تحدياً سياسياً كبيراً لجونسون ووزرائه. ومن المقرر الآن ترفع اللجنة الحكومية المشتركة للقاحات والتحصين توصياتها بشأنه لجونسون خلال الأيام القادمة، ليتخذ القرار الذي يتعين عليه أن يتحمل تبعاته السياسية. ويعزى ذلك إلى الإجماع على أن الأطفال لا يواجهون خطراً يذكر من الإصابة بالفايروس. وحتى إذا أصيبوا فإن احتمالات تدهور حالاتهم الصحية ضئيلة جداً.
وفي سياق السباق بين الفايروس واللقاح؛ فتحت الحكومة الباب أمس الأول لتطعيم طلاب جامعة لندن، الذين شوهد عدد كبير منهم يصطفون للحصول على اللقاح. لكن الكميات التي خصصت للجامعة نفدت في غضون ساعات، ما أصاب عدداً كبيراً من الطلاب بخيبة أمل شديدة. وتقول الحكومة البريطانية إن على الشباب التعجيل بالخضوع للقاحات، لتفادي تسارع تفشي السلالة الهندية، خصوصاً أن معدلات الانضباط والتطعيم وسط كبار السن عالية جداً. وأعلنت الحكومة السبت أنها قيدت 13 وفاة بكوفيد 19، تمثل ارتفاعاً نسبته 85.7% عن أرقام السبت الماضي.