-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@
غضب عارم قوبل به قرار رئيس الوزراء البريطاني أمس تأجيل «يوم تحرير» بريطانيا من أغلال وقيود وباء كوفيد-19، شهراً آخر، حتى 19 يوليو القادم، بدلاً من 21 يونيو الجاري. ويأتي قرار جونسون إثر بيانات كشفت ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات الجديدة بسلالة «دلتا» المكتشفة في الهند. وتجاهل جونسون ضغوط نواب حزب المحافظين الذي يتزعمه، والغضب الذي أبداه قادة قطاعي الضيافة، والمسارح؛ ليشدد على أن إزالة جميع القيود الاحترازية ستؤدي إلى تزايد عدد الإصابات الجديدة. وطالب الجمهور بالتزام الصبر، لئلا تتراجع البلاد إلى الخلف. وأبلغ مصدر رفيع المستوى في الحكومة صحيفة «التايمز» الصادرة أمس بأن جونسون يهدف من وراء تمديد التدابير الاستثنائية إلى إتاحة الفرصة للجهات المختصة بتسريع عمليات التطعيم، لتحصين أكبر عدد من السكان ضد الوباء. ولم يشأ جونسون أن يخيب آمال البريطانيين التواقين إلى التحرر من قيود الإغلاق المفروض منذ يناير الماضي؛ إذ ألغى القيد الذي يشترط ألا يزيد عدد المدعوين إلى حفلة الزواج على 30 شخصاً. كما سمح لمزيد من الأشخاص بحضور المناسبات الرياضية المقامة في أماكن مكشوفة. لكن جونسون رفض التعهد بأنه لن يقدم على فرض مزيد من التدابير في المستقبل؛ مشيراً إلى أنه بناء على البيانات يمكن أن يقرر تمديد التدابير الاحترازية فترة أخرى. وجاء قرار جونسون بعدما ذكرت بيانات وزارة الصحة أن الأسبوع الماضي وحده شهد ارتفاع عدد الحالات الجديدة بالسلالة الهندية بنسبة 40.2%، لتصل إلى 7490 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما شهد الأسبوع نفسه ارتفاع عدد الوفيات بكوفيد-19 من 4 إلى 8 وفيات. وكان جونسون تعرض لضغوط من وزرائه وكبار علماء حكومته لحمله على إبقاء تدابير الإغلاق فترة أطول، خشية تعرض البلاد لموجة ثالثة من الهجمة الفايروسية، تقودها السلالة الهندية المتحورة، التي يبدو أنها أسرع تفشياً. وتشير البيانات الحكومية إلى أن الإصابة بـ«الهندية» أضحت تمثل 90% من الإصابات الجديدة في بريطانيا، حيث يتضاعف عددها كل 9 أيام.

ورجحت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن أرقاماً جديدة محددة ربما كانت هي السبب الذي زاد مخاوف جونسون، وحدا به إلى إعلان قرار تأجيل «يوم الحرية». وأضافت أن ثلاثة أرباع عدد البريطانيين الـ42 الذين توفوا حتى الآن بـ«السلالة الهندية» حصلوا في الواقع على جرعتي اللقاح. ويعني ذلك أنهم أصيبوا وتوفوا بكوفيد-19، على رغم أنهم تم تحصينهم ضده بالكامل. وأشار تحليل جديد لهيئة الصحة العامة بإنجلترا إلى أن 29 شخصاً ممن توفوا بكوفيد-19 أصيبوا بالسلالة الهندية، على رغم حصولهم على جرعتي اللقاح! كما أن 23 منهم لم يخضعوا للتطعيم بتاتاً. وحصل 7 من المتوفين على الجرعة الأولى من اللقاح قبل 21 يوماً من وفاتهم. وأضاف التحليل أن سلالة دلتا الهندية ترتفع إلى 64% نسبة مخاطر تفشيها داخل الأسرة الواحدة، مقارنة بسلالة كنت البريطانية، التي تضاءل وجودها في بريطانيا. وذكر تقرير الهيئة الصحية الإنجليزية إلى أن التحليلات تشير إلى أن السلالة الهندية أقدر على التفشي في الأماكن المكشوفة بنسبة تصل إلى 40%. وأورد نموذج تحليلي لصحيفة «التايمز» أمس أنه بالمعدل الحالي للإصابات من الممكن أن يرتفع عدد الحالات في بريطانيا إلى 80 ألفاً يومياً، بحلول منتصف يوليو القادم. وهو ما سيمثل «موجة ثالثة» من الهجمة الفايروسية. وسيكون ذلك أكبر مما تم تسجيله من إصابات خلال الذروة التي بلغتها الموجة الثانية في يناير 2021، وهي 70 ألف إصابة في يوم واحد. ويصل عدد الإصابات بسلالة دلتا الهندية المتحورة في بريطانيا حالياً إلى 39.061 حالة؛ منها 2035 إصابة في أسكتلندا، و184 في ويلز، و43 في آيرلندا الشمالية.