-A +A
تتصور إيران أنها يمكن أن تتوصل إلى اتفاق يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، في مقابل الحصول على تعهدات من إدارة الرئيس جو بايدن برفع العقوبات المفروضة على المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي. ويمكن أن تجتهد إدارة رئيسي بعد ذلك في التوصل إلى اتفاق آخر مع واشنطن لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية، خصوصاً السماح لإيران باستئناف تصدير نفطها. ومع أنه لا يمكن التكهن بمصير تلك التصورات الإيرانية؛ إلا أنها على الأرجح أحلام عسيرة التحقق. فقد رأينا كيف عمدت واشنطن أمس الأول إلى إلغاء مواقع القنوات التلفزيونية الإيرانية وقنوات المليشيا اليمنية والعراقية التابعة لإيران من شبكة الإنترنت، في حين تبشر إيران بأن ملامح الاتفاق في مفاوضات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة قد بدأت تتضح. وتعرف إيران جيداً أن مصلحة واشنطن وحلفائها الغربيين في المنطقة العربية، خصوصاً الخليج، تحتم أن يشمل أي اتفاق، أو المرحلة السابعة من مفاوضات فيينا برنامج الصواريخ الإيرانية، وسياسات الزعزعة التي تنتهجها إيران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. وسواء أكان رئيسي سيقبل أم يرفض، فإنه لن يستطيع النفاذ من الطوق المضروب حوله: إما أن يشمل الاتفاق البرنامجين النووي والصاروخي، ومشروع تصدير الثورة، وإما أن تظل إيران ترسف تحت أغلال العقوبات والعزلة الدولية.