الفضوليون يعرقلون إسعاف المصابين على الطرق، يتحلقون حول المصابين، ويصطفون على جانبي الطريق دون إدراك بأن سلوكهم يزيد من شقاء المصاب ويعرقل وصول سيارات الإسعاف، وبات الأمر ظاهرة مقلقة في السنوات الأخيرة تؤرق المجتمع والجهات المرورية والإسعافية والطبية، إذ يجد المسعفون مصاعب حقيقية في الوصول إلى موقع الحادثة، الأمر الذي قد يفاقم حالة المصاب المحتاج للتدخل السريع والإسعاف العاجل. وعلى رغم تحذيرات مخاطر وتداعيات التجمهر حول الحوادث إلا أن الظاهرة مستمرة. وفي رأي مختصين أن القضاء على هذا السلوك السلبي يكمن في التركيز على التوعية من جهة، وتغليظ العقوبات من جهة أخرى، كعامل ردع قبل استفحال الظاهرة، ويكون الراصد لها المسعفون ورجال المرور. وعلى ذات الاتجاه دعا المرور السعودي الجميع وشركاء الطريق إلى فسح الطريق لمركبات الطوارئ، وقال: «فتح الطريق عمل إنساني يساهم في سرعة وصول الإسعافات الأولية في وقتها المحدد». أما الأخصائي الاجتماعي مشعل الأسمر فقال إن التجمهر في مواقع الحوادث ومحيطها من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تحدث في حياتنا وبات يشكل هاجسا للهلال الأحمر والمرور والمستشفيات على رغم التحذيرات والتوجيهات من مخاطر وسلبيات الظاهرة وما تسببه صحيا ونفسيا واجتماعيا، ما يحتم أهمية العمل على وضع حلول لها خصوصا مع تكرر حوادث الطرق «يجب توعية المواطنين بأن التجمهر عند الحوادث سلوك غير حضاري ويعرض حياتك وحياة الآخرين للخطر ويعرقل حركة المرور ويصعب عمل رجال المرور ويزيد حجم المخاطر، فالثابت أن التجمهر يؤدي إلى تعطل الأجهزة المعنية، بل يتسبب في إرباك عمل هذه الجهات وتضييق الخناق عليهم أثناء تأدية عملهم فور تلقي البلاغ، لذلك يتطلب الأمر من الجميع الوعي».
المتجمهرون.. والمفحطون
صنفت الإدارة العامة للمرور عقوبة التجمهر حول الحوادث المرورية الذي تشهده الشوارع والميادين العامة في المملكة بـ«مخالفة قانونية»، ووردت عقوبتها في جدول المخالفات المرورية وغرامتها المالية تصل من 150 إلى 300 ريال، فيما يعد المتجمهر في مواقع التفحيط مشاركا في المخالفة، ويعرض المخالف نفسه للعقوبات التي نص عليها النظام. وأوضحت إدارة المرور أن التجمهر في مواقع التفحيط يُعرض سلامة المتجمهر للخطر، ويعاقب نظام المرور المتجمهر في مواقع التفحيط بالغرامة المالية التي تتراوح بين 1000 و2000 ريال.
مخالفون وآثمون
عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع في حديث سابق عن التجمهر في مواقع الحوادث المرورية، قال: إن المتجمهرين حول الحوادث لاستطلاع الحدث آثمون؛ لما يسببونه من إعاقة للحركة المرورية وتأخير وصول الخدمة الإسعافية للمصابين، مضيفا أن عملهم يعد إجراماً وسبباً من أسباب مضاعفة الحوادث التي تلحق الضرر بالمصاب وهو من التعاون على الإثم والعدوان.
وقال المنيع: «إن التجمهر يعد ظاهرة غير حضارية وسبباً لتفاقم حالة المصابين وإرباك المسعفين والمارة وتعطيل مصالح المسلمين»، فيما استثنى من هذا المتطوعين الذين يقدمون الخدمة للمصابين حتى وصول الفرق الإسعافية المنقذة، مؤكداً أنه يجب على المتطوع أن تكون لديه القدرة المحققة على التعاون وتقديم المساعدة.
.. «عقبة» تعيق إنقاذ المصابين
قبل نحو 5 سنوات، عطل التجمهر إسعاف وإنقاذ 4 مصابين بالدمام بعدما شكلت ظاهرة التجمهر عقبة في عملية إنقاذ 4 مصابين من قبل الفرق اﻹسعافية التابعة لهيئة الهلال اﻷحمر السعودي بالدمام أثناء مباشرتها حادثة سير لمركبة على امتداد طريق الملك فهد باتجاه مطار الدمام. وأطلق المتحدث باسم هيئة الهلال اﻷحمر السعودي بالمنطقة الشرقية -حينذاك- نداء عاجلا للمواطنين بأنه تم توجية 3 فرق إسعافية وفرقة اﻹسعاف المتقدم والقيادة الميدانية وعند وصولها للموقع عانت الفرق اﻹسعافية من عقبة التجمهر وتعطيل حركة السير أمامها ما شكل عقبة أثناء عملية الإنقاذ والإسعاف.
في الذاكرة.. دهس 8 من «صنّاع الظاهرة»
أدى تجمهر عدد كبير من الأشخاص حول حادثة بمدينة الرياض قبل ٤ سنوات إلى دهس 8 من المتجمهرين حول الحادثة. وكشف المتحدث باسم الهلال الأحمر أن بلاغا آخر ورد لغرفة العمليات عن 8 إصابات دهس في الموقع نفسه بسبب التجمهر. وأفاد بأنه تم توجيه 7 فرق إسعافية، وفرقتي استجابة متقدمة، وتم تقديم الخدمة الإسعافية الطارئة لجميع الحالات، ونقلها للمنشآت الصحية المناسبة.
وحذّر المتحدث من ظاهرة التجمهر حول الحوادث لأنه سلوك غير حضاري، ويعرض حياتك وحياة الآخرين للخطر، ويعرقل حركة المرور، ويصعب عمل رجال المرور، ويزيد حجم المخاطر، فمن الثابت أن التجمهر يؤدي إلى تعطل الأجهزة المعنية، بل يتسبب في إرباك عمل هذه الجهات، وتضييق الخناق عليها أثناء تأدية عملها فور تلقي البلاغ، لذلك يتطلب الأمر من الجميع الوعي وترك مجال لممارسة العمل اللازم.
ضحايا الحوادث العرب
وفقا للتقرير السنوي الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2015 الصادر في مارس 2016، فإن عددا من الدول العربية تحتل صدارة قائمة معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، وجاءت ليبيا في مقدمة دول العالم لهذا العام التي شهدت معدلات عالية للوفيات بسبب حوادث الطرق، بلغ 73.4 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، فيما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية عربيا، والـ23 عالميا، بمعدل 27.4، تلتها الأردن بنسبة 26.3، ثم سلطنة عُمان بنسبة 25.4، وتونس بمعدل 24.4، والجزائر بنسبة 23.8، ولبنان بمعدل 22.6، والمغرب بنسبة 20.8، والعراق بنسبة 20.2، والكويت بمعدل 18.7، وقطر بنسبة 15.2، ومصر بنسبة 12.8، في حين بلغ معدل الوفيات بسبب حوادث الطرق لكل 100 ألف نسمة في كل من الإمارات والبحرين 19.9، و8.0 على التوالي.
المتجمهرون.. والمفحطون
صنفت الإدارة العامة للمرور عقوبة التجمهر حول الحوادث المرورية الذي تشهده الشوارع والميادين العامة في المملكة بـ«مخالفة قانونية»، ووردت عقوبتها في جدول المخالفات المرورية وغرامتها المالية تصل من 150 إلى 300 ريال، فيما يعد المتجمهر في مواقع التفحيط مشاركا في المخالفة، ويعرض المخالف نفسه للعقوبات التي نص عليها النظام. وأوضحت إدارة المرور أن التجمهر في مواقع التفحيط يُعرض سلامة المتجمهر للخطر، ويعاقب نظام المرور المتجمهر في مواقع التفحيط بالغرامة المالية التي تتراوح بين 1000 و2000 ريال.
مخالفون وآثمون
عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع في حديث سابق عن التجمهر في مواقع الحوادث المرورية، قال: إن المتجمهرين حول الحوادث لاستطلاع الحدث آثمون؛ لما يسببونه من إعاقة للحركة المرورية وتأخير وصول الخدمة الإسعافية للمصابين، مضيفا أن عملهم يعد إجراماً وسبباً من أسباب مضاعفة الحوادث التي تلحق الضرر بالمصاب وهو من التعاون على الإثم والعدوان.
وقال المنيع: «إن التجمهر يعد ظاهرة غير حضارية وسبباً لتفاقم حالة المصابين وإرباك المسعفين والمارة وتعطيل مصالح المسلمين»، فيما استثنى من هذا المتطوعين الذين يقدمون الخدمة للمصابين حتى وصول الفرق الإسعافية المنقذة، مؤكداً أنه يجب على المتطوع أن تكون لديه القدرة المحققة على التعاون وتقديم المساعدة.
.. «عقبة» تعيق إنقاذ المصابين
قبل نحو 5 سنوات، عطل التجمهر إسعاف وإنقاذ 4 مصابين بالدمام بعدما شكلت ظاهرة التجمهر عقبة في عملية إنقاذ 4 مصابين من قبل الفرق اﻹسعافية التابعة لهيئة الهلال اﻷحمر السعودي بالدمام أثناء مباشرتها حادثة سير لمركبة على امتداد طريق الملك فهد باتجاه مطار الدمام. وأطلق المتحدث باسم هيئة الهلال اﻷحمر السعودي بالمنطقة الشرقية -حينذاك- نداء عاجلا للمواطنين بأنه تم توجية 3 فرق إسعافية وفرقة اﻹسعاف المتقدم والقيادة الميدانية وعند وصولها للموقع عانت الفرق اﻹسعافية من عقبة التجمهر وتعطيل حركة السير أمامها ما شكل عقبة أثناء عملية الإنقاذ والإسعاف.
في الذاكرة.. دهس 8 من «صنّاع الظاهرة»
أدى تجمهر عدد كبير من الأشخاص حول حادثة بمدينة الرياض قبل ٤ سنوات إلى دهس 8 من المتجمهرين حول الحادثة. وكشف المتحدث باسم الهلال الأحمر أن بلاغا آخر ورد لغرفة العمليات عن 8 إصابات دهس في الموقع نفسه بسبب التجمهر. وأفاد بأنه تم توجيه 7 فرق إسعافية، وفرقتي استجابة متقدمة، وتم تقديم الخدمة الإسعافية الطارئة لجميع الحالات، ونقلها للمنشآت الصحية المناسبة.
وحذّر المتحدث من ظاهرة التجمهر حول الحوادث لأنه سلوك غير حضاري، ويعرض حياتك وحياة الآخرين للخطر، ويعرقل حركة المرور، ويصعب عمل رجال المرور، ويزيد حجم المخاطر، فمن الثابت أن التجمهر يؤدي إلى تعطل الأجهزة المعنية، بل يتسبب في إرباك عمل هذه الجهات، وتضييق الخناق عليها أثناء تأدية عملها فور تلقي البلاغ، لذلك يتطلب الأمر من الجميع الوعي وترك مجال لممارسة العمل اللازم.
ضحايا الحوادث العرب
وفقا للتقرير السنوي الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2015 الصادر في مارس 2016، فإن عددا من الدول العربية تحتل صدارة قائمة معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، وجاءت ليبيا في مقدمة دول العالم لهذا العام التي شهدت معدلات عالية للوفيات بسبب حوادث الطرق، بلغ 73.4 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، فيما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية عربيا، والـ23 عالميا، بمعدل 27.4، تلتها الأردن بنسبة 26.3، ثم سلطنة عُمان بنسبة 25.4، وتونس بمعدل 24.4، والجزائر بنسبة 23.8، ولبنان بمعدل 22.6، والمغرب بنسبة 20.8، والعراق بنسبة 20.2، والكويت بمعدل 18.7، وقطر بنسبة 15.2، ومصر بنسبة 12.8، في حين بلغ معدل الوفيات بسبب حوادث الطرق لكل 100 ألف نسمة في كل من الإمارات والبحرين 19.9، و8.0 على التوالي.