جونسون لا يرى حجر عثرة أمام «يوم الحرية». (وكالات)
جونسون لا يرى حجر عثرة أمام «يوم الحرية». (وكالات)




أرشيفية لأقارب يحملون جثمان قريبهم إلى محرقة الجثامين في نيودلهي. (وكالات)
أرشيفية لأقارب يحملون جثمان قريبهم إلى محرقة الجثامين في نيودلهي. (وكالات)




كادران صحيان ينقلان مصاباً إلى مستشفى خارج موسكو. (وكالات)
كادران صحيان ينقلان مصاباً إلى مستشفى خارج موسكو. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
مهما حاولت دول كبرى وصغرى التشبث بمزاعم تحقيق النصر على فايروس كورونا الجديد؛ فلن يعدو ذلك أن يكون إفراطاً في تفاؤلٍ ليس في محله؛ إذ إن الواقع يقول غير ذلك، بل عكسه تماماً. فها هي السلالة المتحورة المكتشفة في الهند، المسماة «دلتا»، تغزو 98 دولة؛ ما حدا بمدير منظمة الصحة العالمية تادروس غبريسيوس إلى القول أمس الأول إن العالم يعيش «فترة خطيرة جداً». لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن ماضٍ في تخطيطه للاحتفال اليوم، المصادف لذكرى استقلال أمريكا، بإعلان «تحرر أمريكا من الفايروس»؛ بل «الاستقلال» على حد التعبير الرئاسي؛ في وقت تشهد ولايات عدة ارتفاعاً مثيراً للاهتمام في الحالات الجديدة. وقالت السلطات الصحية في لوس أنجليس إنها سجلت خلال الساعات الـ 24 الماضية 549 إصابة، وهي الأكثر منذ منتصف أبريل الماضي، ولذلك تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس: هل قرر بايدن أن يعلن «الاستقلال عن الفايروس» قبل أوانه؟ وأشارت إلى أن «الحقيقة المُرّة» تتمثل في أن أقل من نصف عدد سكان الولايات المتحدة تم تحصينهم باللقاحات المناوئة لكوفيد-19؛ كما أن سلالة دلتا السريعة التفشي تهدد باندلاعات وبائية في البلاد. وسيبلغ بايدن نحو ألف مدعو إلى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بأن إدارته هي صاحبة الفضل في حمل الفايروس على التقهقر، لينعم الشعب الأمريكي بـ «صيف من البهجة والحرية». وذكرت «نيويورك تايمز» أمس أن احتفالات بايدن، التي ستشارك فيها زوجته ونائبته وزوجها قد ترسل رسالة خاطئة للشارع الأمريكي، في وقت لا تزال فيه قطاعات كبيرة من السكان غير محصنين باللقاحات، ولا يزال «الاستقلال عن الفايروس» بعيداً عن التحقق.

وربما كانت الحقيقة المرة التي أوردتها «التايمز» الأمريكية رسالة تنطبق على غالبية دول العالم. فقد ارتفع عدد إصابات العالم فجر اليوم (الأحد) إلى 184 مليوناً. ويقترب عدد الوفيات العالمية منذ اندلاع الوباء من 4 ملايين وفاة (3.98 مليون وفاة السبت). وتزحف أمريكا نفسها، وإن في شيء من البطء، صوب 35 مليوناً من المصابين (34.58 مليون السبت). وارتفع عدد وفياتها منذ بدء النازلة إلى 621161 وفاة السبت. وفي الهند بؤس مماثل؛ إذ ارتفع عدد الإصابات التراكمي أمس إلى 30.50 مليون. وقفز عدد وفيات الهند أمس إلى 401068 وفاة. وفي البرازيل، التي لم يقل عدد إصاباتها الجديدة أمس الأول عن 65 ألفاً؛ يقترب العدد التراكمي للإصابات من 19 مليوناً. وفيما ارتفع عدد وفيات البرازيل الكلي أمس إلى 522068 وفاة؛ طلبت النيابة من المحكمة العليا السماح لها بالتحقيق مع الرئيس جاير بولسنارو، بدعوى أنه أحيط علماً بفساد مالي خطير في تعاقد وزارة الصحة مع الهند لشراء 20 مليون جرعة من لقاح كوفيشيلد الهندي (المصنوع في الهند بترخيص من شركة أسترازينيكا الإنجليزية)، ولم يحرك ساكناً. ويسعى وكلاء النيابة إلى جر بولسنارو إلى «التوبيخ»، ما سيقود إلى عزله، وربما سجنه. وكان الرئيس البرازيلي يزعم أن كوفيد-19 لا يعدو أن يكون نزلة برد! وظل يرفض ارتداء الكمامة حتى أصيب هو نفسه بالفايروس في يوليو 2020.


وفي بريطانيا لا همّ لرئيس وزراء حكومة حزب المحافظين بوريس جونسون سوى التشديد على أنه لا يرى خطراً يحمله على تأجيل «يوم الحرية»، الذي حدده لتحرير بلاده من قيود الإغلاق والإرشادات الصحية المصاحبة به، وهو 19 يوليو الجاري. كأن جونسون لا يرى الواقع، الذي يتمثل في أن حكومته رصدت الجمعة 27125 إصابة جديدة بالسلالة الهندية، في مقابل 15810 في اليوم نفسه من الأسبوع الماضي. كما قيدت في اليوم نفسه 27 وفاة بكوفيد-19، تناظرها 18 وفاة خلال اليوم نفسه من الأسبوع السابق. كما أن الحالات التي تم تنويمها في المشافي سجلت ارتفاعاً بنسبة 35%؛ عما كانت عليه في 28 يونيو الماضي.