اجتاح العالم أمس الأول جدل «الجرعة الثالثة»؛ بعدما أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية العملاقة أنها تنوي مخاطبة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، في أغسطس القادم، للحصول على موافقتها لطرح جرعة ثالثة من لقاحها، لتعزيز مناعة الحاصلين على جرعتيها سابقاً. وأكدت الشركة أن لديها بيانات مشجعة جداً من تجارب سريرية تشير إلى أن الجرعة الثالثة ستقوي مناعة الشخص الذي حصل على الجرعتين. ويبدو أن وراء ذلك أيضاً معلومات تفيد بأن فعالية الجرعتين تضمحل شيئاً فشيئاً خلال ستة أشهر إلى عام من أخذهما. بيد أن هيئة الغذاء والدواء قالت إنها ستتعامل مع الطلب المرتقب بقدر كبير من الاحتياط والحذر. وقال كبير علماء فايزر ميكائيل دولستن أمس الأول إن بيانات التجارب السريرية تشير إلى أن الجرعة الثالثة يمكن أن ترفع مستوى الأجسام المضادة بما يراوح بين خمسة وعشرة أضعاف، مقارنة بمفعول الجرعتين. وأضاف أنه حال اكتمال البيانات ستسعى الشركة إلى الحصول على موافقة الهيئة على الجرعة الثالثة، التي قال إنها يمكن أن يتم إعطاؤها بعد 6-8 أشهر من الحصول على الجرعتين الأساسيتين. وزاد أن فايزر على اتصال بالاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. لكن السلطات الصحية وجهت ضربة قوية لتطلعات الشركة العملاقة. فقد أصدرت هيئة الغذاء والدواء والمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها بياناً مشتركاً أمس الأول قالتا فيه إنهما تدرسان بشكل مشترك ما إذا كانت ثمة حاجة الى جرعة تعزيزية، ومتى يتم إعطاؤها. وأضافتا أن ذلك يمكن أن يشمل فحص بيانات من شركات أدوية بعينها، «لكنه لن يعتمد على تلك البيانات وحدها». وأكدتا أنهما على استعداد لإقرار جرعة تعزيزية «إذا ومتى أثبت العلم الحاجة إليها».
بيد أن الحديث عن الجرعة الثالثة غدا واقعاً ملموساً في عشرات البلدان التي استخدمت لقاحات أسترازينيكا الإنجليزي وساينوفاك وساينوفارم الصينييْن في حملاتها لتحصين سكانها ضد الفايروس. والواقع أن دولاً من تايلند إلى البحرين والإمارات بدأت فعلياً إعطاء جرعة ثالثة للأشخاص الذين خضعوا لتلك اللقاحات المذكورة. ويبدو أن ذلك ناجم عن حقائق دامغة تفيد بأن سلالة دلتا الهندية نجحت حقاً في اختراق الحصانة المناعية التي قدمتها تلك اللقاحات الثلاثة؛ على النقيض من الدول التي اقتصرت على تطعيم مواطنيها بلقاحي موديرنا وفايرز-بيونتك، اللذين يستخدمان تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي، فيما تستخدم اللقاحات الثلاثة الأخرى جزءاً من فايروس نافق لتوفير رد مناعي فعال ضد الإصابة لكوفيد-19. ونشرت السلطات الصحية في تشيلي أمس الأول بيانات تؤكد أن سلالة دلتا قوية إلى درجة أنها تستطيع مقاومة لقاحي موديرنا وفايزر، بحيث تنخفض نسبة فعاليتهما إلى أقل من 90%. بينما تؤدي السالة المذكورة إلى خفض فعالية لقاح أسترازينيكا إلى أقل من 60%، وإن كان هذا اللقاح لا يزال قادراً على تقليص الحاجة إلى تنويم المصابين بنسبة تصل إلى 90%.
وتتمثل مشكلة اللقاحات الصينية في أن السلطات الصحية الصينية لم تقدم أي بيانات تثبت فعاليتها ضد السلالات المختلفة، حتى قبيل ظهور سلالة دلتا في الهند في أكتوبر الماضي. وعلى رغم عدم حماسة جهات رقابية صحية في عدد كبير من أرجاء العالم للجرعة الثالثة التعزيزية؛ إلا أن اجتياح السلالة الهندية أكثر من 100 دولة، واقتراب موسم الشتاء حيث يجد الفايروس جواً ملائماً لتسريع تفشيه، يجعلان الدول راغبة في جرعة ثالثة، خصوصاً تلك التي اعتمدت في حملات تطعيم سكانها على اللقاحين الصينيين المذكورين. ومعلوم أن الصين وزعت لقاحاتها على أكثر من 100 دولة.
وقالت تايلند إنها ستعطي من تم تلقيحهم بجرعتين من أسترازينيكا جرعة ثالثة إما من اللقاح الإنجليزي نفسه، أو من لقاح فايزر-بيونتك. وطالب اتحاد أطباء إندونيسيا الأسبوع الماضي حكومة الرئيس جوكو ويدودو بضرورة إعطاء الكوادر الصحية جرعة ثالثة تعزيزية، بعدما توفي عدد منهم بالفايروس، على رغم تحصينهم بجرعتين من لقاحي ساينوفارم أو أسترازينيكا. وفي سنغافورة، التي أعلنت أنها تهيئ نفسها لنشر جرعة ثالثة بحلول نهاية السنة؛ قالت السلطات إنها لا تحسب الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي لقاح ساينوفاك الصيني في عداد من تم تطعيمهم. وعزت ذلك إلى الشكوك المحيطة بفعاليته، وإمكان اختراقه من قبل سلالة دلتا. وذكرت جهات بحثية في تايلند أن البيانات أثبتت أن من مُنح جرعة من لقاح ساينوفاك، وأردفت بجرعة من لقاح أسترازينيكا بعد 3-4 أسابيع تتكون لديهم مناعة أكبر ممن يحصلون على الجرعتين من ساينوفاك الصيني.
وحتى الصين نفسها، التي حصنت أكثر من ثلث عدد سكانها البالغ 1.4 مليار نسمة باللقاحات الصينية الصنع، ذكرت إنها تدرس مدى جدوى جرعة ثالثة تعزيزية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة ساينوفاك ين ويدونغ إن من شأن الجرعة الثالثة إذا أعطيت بعد ستة أشهر من الجرعتين الأولييْن أن ترفع مستويات الأجسام المضادة بنحو 20 ضعفاً. وذكرت بلومبيرغ أمس أن مصادر صينية مطلعة أبلغتها بأن الصين تدرس حالياً الموافقة على لقاح فايزر-بيونتك، وإمكان استخدامه كجرعة تعزيزية ثالثة لمن تم تحصينهم باللقاحات المحلية الصنع.
في أول مقارنة واقعية حقيقية بين لقاحي ساينوفاك الصيني وفايزر-بيونتك الأمريكي-الألماني؛ قال علماء تشيليون، في دراسة نشرتها أمس الأول مجلة نيو إنغلاند للعلوم الطبية الأمريكية، إن فعالية ساينوفاك في منع الإصابة بكوفيد-19 لم تتعد 66% لدى الشخص البالغ الذي حصل على جرعتي هذا اللقاح، مقارنة بـ 93% لمن تم تحصينه بجرعتي فايزر-بيونتك. وأظهر اللقاح الصيني الذي حصل عليه أكثر من 10 ملايين تشيلي قدرة على منع تدهور صحة المصاب وتنويمه، ووفاته، أقل من قدرة فايزر-بيونتك، الذي حصل عليه أقل من 500 ألف تشيلي.
تشيلي: ساينوفاك أضعف من فايزر!
بيد أن الحديث عن الجرعة الثالثة غدا واقعاً ملموساً في عشرات البلدان التي استخدمت لقاحات أسترازينيكا الإنجليزي وساينوفاك وساينوفارم الصينييْن في حملاتها لتحصين سكانها ضد الفايروس. والواقع أن دولاً من تايلند إلى البحرين والإمارات بدأت فعلياً إعطاء جرعة ثالثة للأشخاص الذين خضعوا لتلك اللقاحات المذكورة. ويبدو أن ذلك ناجم عن حقائق دامغة تفيد بأن سلالة دلتا الهندية نجحت حقاً في اختراق الحصانة المناعية التي قدمتها تلك اللقاحات الثلاثة؛ على النقيض من الدول التي اقتصرت على تطعيم مواطنيها بلقاحي موديرنا وفايرز-بيونتك، اللذين يستخدمان تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي، فيما تستخدم اللقاحات الثلاثة الأخرى جزءاً من فايروس نافق لتوفير رد مناعي فعال ضد الإصابة لكوفيد-19. ونشرت السلطات الصحية في تشيلي أمس الأول بيانات تؤكد أن سلالة دلتا قوية إلى درجة أنها تستطيع مقاومة لقاحي موديرنا وفايزر، بحيث تنخفض نسبة فعاليتهما إلى أقل من 90%. بينما تؤدي السالة المذكورة إلى خفض فعالية لقاح أسترازينيكا إلى أقل من 60%، وإن كان هذا اللقاح لا يزال قادراً على تقليص الحاجة إلى تنويم المصابين بنسبة تصل إلى 90%.
وتتمثل مشكلة اللقاحات الصينية في أن السلطات الصحية الصينية لم تقدم أي بيانات تثبت فعاليتها ضد السلالات المختلفة، حتى قبيل ظهور سلالة دلتا في الهند في أكتوبر الماضي. وعلى رغم عدم حماسة جهات رقابية صحية في عدد كبير من أرجاء العالم للجرعة الثالثة التعزيزية؛ إلا أن اجتياح السلالة الهندية أكثر من 100 دولة، واقتراب موسم الشتاء حيث يجد الفايروس جواً ملائماً لتسريع تفشيه، يجعلان الدول راغبة في جرعة ثالثة، خصوصاً تلك التي اعتمدت في حملات تطعيم سكانها على اللقاحين الصينيين المذكورين. ومعلوم أن الصين وزعت لقاحاتها على أكثر من 100 دولة.
وقالت تايلند إنها ستعطي من تم تلقيحهم بجرعتين من أسترازينيكا جرعة ثالثة إما من اللقاح الإنجليزي نفسه، أو من لقاح فايزر-بيونتك. وطالب اتحاد أطباء إندونيسيا الأسبوع الماضي حكومة الرئيس جوكو ويدودو بضرورة إعطاء الكوادر الصحية جرعة ثالثة تعزيزية، بعدما توفي عدد منهم بالفايروس، على رغم تحصينهم بجرعتين من لقاحي ساينوفارم أو أسترازينيكا. وفي سنغافورة، التي أعلنت أنها تهيئ نفسها لنشر جرعة ثالثة بحلول نهاية السنة؛ قالت السلطات إنها لا تحسب الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي لقاح ساينوفاك الصيني في عداد من تم تطعيمهم. وعزت ذلك إلى الشكوك المحيطة بفعاليته، وإمكان اختراقه من قبل سلالة دلتا. وذكرت جهات بحثية في تايلند أن البيانات أثبتت أن من مُنح جرعة من لقاح ساينوفاك، وأردفت بجرعة من لقاح أسترازينيكا بعد 3-4 أسابيع تتكون لديهم مناعة أكبر ممن يحصلون على الجرعتين من ساينوفاك الصيني.
وحتى الصين نفسها، التي حصنت أكثر من ثلث عدد سكانها البالغ 1.4 مليار نسمة باللقاحات الصينية الصنع، ذكرت إنها تدرس مدى جدوى جرعة ثالثة تعزيزية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة ساينوفاك ين ويدونغ إن من شأن الجرعة الثالثة إذا أعطيت بعد ستة أشهر من الجرعتين الأولييْن أن ترفع مستويات الأجسام المضادة بنحو 20 ضعفاً. وذكرت بلومبيرغ أمس أن مصادر صينية مطلعة أبلغتها بأن الصين تدرس حالياً الموافقة على لقاح فايزر-بيونتك، وإمكان استخدامه كجرعة تعزيزية ثالثة لمن تم تحصينهم باللقاحات المحلية الصنع.
في أول مقارنة واقعية حقيقية بين لقاحي ساينوفاك الصيني وفايزر-بيونتك الأمريكي-الألماني؛ قال علماء تشيليون، في دراسة نشرتها أمس الأول مجلة نيو إنغلاند للعلوم الطبية الأمريكية، إن فعالية ساينوفاك في منع الإصابة بكوفيد-19 لم تتعد 66% لدى الشخص البالغ الذي حصل على جرعتي هذا اللقاح، مقارنة بـ 93% لمن تم تحصينه بجرعتي فايزر-بيونتك. وأظهر اللقاح الصيني الذي حصل عليه أكثر من 10 ملايين تشيلي قدرة على منع تدهور صحة المصاب وتنويمه، ووفاته، أقل من قدرة فايزر-بيونتك، الذي حصل عليه أقل من 500 ألف تشيلي.
تشيلي: ساينوفاك أضعف من فايزر!