ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن دولاً متقدمة عدة ابتكرت أجهزة لفحص النَّفَس الذي ينفثه الإنسان، لمعرفة ما إذا كان مصاباً بعدوى فايروس كورونا الجديد، الذي يتسبب في مرض كوفيد-19. وأشارت إلى أن شركة هولندية تسمى بريذومكس صنعت جهازاً أطلقت عليه «سبيرونوز» يطلب من الشخص التنفس فيه، ليقوم الجهاز بتحليل المركبات الكيماوية الموجوة في أنفاسه، ومعرفة ما إذا كان فايروس كوفيد-19 ضمنها. وفي مايو الماضي، أعلنت سنغافورة أنها منحت ترخيصاً مؤقتاً لجهازين من ذلك القبيل، صنعتهما شركتا بريذومكس وسيلفر فاكتري تكنولوجي. وقال علماء جامعة ولاية أوهايو الأمريكية إنهم تقدموا بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للحصول على موافقتها على جهاز مماثل ابتكروه. ونسبت الصحيفة إلى أستاذ الكيمياء بجامعة لافبرا البريطانية الدكتور بول توماس قوله، إنه بات واضحاً أن بالإمكان الكشف عن وجود الوباء من خلال اختبار النفس الذي يصدره الإنسان. وزاد: هذه المسألة حقيقة وليست خيالاً علمياً. ويقول العلماء إنهم ظلوا يسعون منذ مدة إلى اختراع جهاز قابل للنقل، يمكنه الكشف على الشخص من دون ألمٍ، من خلال أخذ عينة من الهواء الذي ينفثه من صدره. غير أن علماء آخرين اعتبروا ذلك طريقاً محفوفاً بالتحديات؛ إذ إن أمراضاً مختلفة يمكن أن تحدث تغيرات مماثلة في نفَس الإنسان. كما أن طبيعة الوجبة الغذائية للشخص يمكن أن تؤثر في المواد الكيماوية التي تخرج في نفَس الإنسان. وكذلك التدخين، وتعاطي المشروبات الكحولية، ما من شأنه تعقيد عملية الكشف عن وجود الأمراض في جسم الإنسان. لكن العلماء العاملين في هذا المجال يقولون إن التقدم الذي تم إحرازه في تكنولوجيا الاستشعار والأجهزة القابلة للتعلم، والأبحاث والاستثمار الذي أتاحه اندلاع الجائحة جعل تحقق فكرة كشف الأمراض من خلال أجهزة اختبار النفَس قريباً جداً.