المملكة تبذل الغالي والنفيس من أجل سلامة ضيوف الرحمن، وتوفير كل ما يحتاجون له. (واس)
المملكة تبذل الغالي والنفيس من أجل سلامة ضيوف الرحمن، وتوفير كل ما يحتاجون له. (واس)
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
تفوقت المملكة في التعامل مع جائحة كورونا بكفاءة عالية وجدارة غير مسبوقة لإتمام شعيرة الحج وبصورة مبهرة ومتفردة في تاريخ التعامل مع سنوات الأوبئة، ويدخل حج العام الحالي ذروته اليوم (الإثنين) وهو يوم عرفات وما يعرف بالحج الأكبر، حيث يتوافد الحجاج إلى مشعر عرفات بعد أن أنهوا يوم التروية بأمن وأمان وصحة وسلامة تمهيدا للانطلاق غدا إلى منى لرمي الجمرات في ظروف استثنائية من حيث التنظيم والعدد للعام الثاني تواليا بسبب استمرار تفشي الوباء.

ويشارك نحو 60 ألف مواطن ومقيم في المناسك، واختير المشاركون من بين 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني.


وتحرص منظومة الحج التي نجحت العام الماضي على تكرار التميز بتنظيم كبير والتزام تام بالتدابير الوقائية،

حيث التحضيرات اللوجستية والصحية مستمرة داخل مخيمات الحجاج في عرفات.

ويقتصر الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما، ومن غير أصحاب الأمراض المزمنة.

ويتزامن موسم الحج مع ارتفاع في عدد الإصابات بمختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار النسخ المتحورة من الفايروس، رغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر. وانتشرت الفرق الصحية في المنطقة المحيطة بالكعبة وسط المسجد الحرام، وفي منى وعرفات.

ونظمت المملكة الحج رغم الظروف الاستثنائية للسنة الثانية على التوالي في إطار حرصها على استمرارية الشعيرة، وسخّرت التقنية في الحج مع اتباع أعلى مستويات الاحتياطات الصحية في ضوء جائحة كوفيد-19 ومتحوراتها الجديدة، واستخدمت المملكة الوسائل التكنولوجية المتاحة لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحد من انتقال العدوى، واستحداث بطاقة الحج الذكية وتسمح بوصول الحجاج دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق ونقلهم للمناطق المقدسة، كما ستساعد أيضا في تتبع أي حاج فُقد الاتصال به، كما استخدمت رئاسة الحرمين روبوتات باللونين الأسود والأبيض لتوزيع قوارير مياه زمزم المباركة لضمان التباعد الاجتماعي.

وتم توفير 3000 حافلة لنقل الحجاج وستنقل كل حافلة 20 حاجا، وتم تقسيم الحجاج لمجموعات تضم كل منها 20 حاجا، لحصر الإصابات وللحد من انتشار العدوى.

وهيأت وزارة الصحة عددا من المرافق والعيادات المتنقلة وسيارات الإسعاف لخدمة الحجاج.

يحق للعالم الإسلامي أن يطمئن على إدارة المشاعر المقدسة، وعلى سلامة حجاج بيت الله، طالما هم في ضيافة المملكة العربية السعودية، التي تبذل الغالي والنفيس من أجل سلامة ضيوف الرحمن، وتوفير كل ما يحتاجون له منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة إلى أن يغادروها بسلام إلى ديارهم.