استهدفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في ترجمة خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة بمشعر عرفة خلال حج هذا العام 1442هـ، 100 مليون مستفيد، ونقل وترجمة خطبة يوم عرفة لجميع المسلمين في أنحاء العالم بـ 10 لغات مختلفة وهي: (الإنجليزية، الفرنسية، الملايوية، الأردية، الفارسية، الروسية، الصينية، البنغالية، التركية، الهوسا)، ويأتي ذلك تحت شعار (نشر الهداية للعالمين)، وذلك من خلال دعم التطبيقات الإلكترونية، ومنصة منارة الحرمين، وكذلك الدور الذي تقدمه الوسائل التقنية الحديثة، وعبر ترددات البثّ عبر الأثير FM في المسجد الحرام والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، باستخدام أحدث أجهزة البثّ وأكثرها تطوراً على مستوى العالم.
وصدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتشريف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بترجمة خطبة عرفة عام 1439هـ، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمة أعمال «مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية لخطبة عرفة وخطب الحرمين الشريفين» منذ انطلاقته وحتى عام 1441هـ أكثر من 35 مليون مستفيد حول العالم عبر المنصات الإلكترونية.
وبدأ المشروع عام 1439هـ بالترجمة إلى 5 لغات، وبثّه عبر منصتين رقميتين و5 إذاعات FM، وقد استفاد منه حينها أكثر من 13 مليون مستفيد، وفي العام الذي يليه تمت زيادة عدد اللغات بواقع 6 لغات، وإضافة محطة إذاعية سادسة، ليصل عدد المستفيدين في ذلك العام إلى حوالى 16 مليون مستفيد، وقد شهد عام 1441هـ قفزة نوعية ملحوظة، حيث تم رفع عدد اللغات إلى 10 لغات، وزيادة عدد المنصات الإلكترونية إلى 4 منصات، وكذلك تمت الترجمة الكتابية على قناة القرآن والسنة في التلفزيون ليصل عدد المستفيدين لنحو 23 مليوناً.
ومواكبة لعجلة التطور التي تشهدها الرئاسة وفق خطتها 2024، كان لازماً على وكالة الترجمة والشؤون التقنية الارتقاء بمستوى خدماتهم، حيث ستقوم الوكالة هذا العام باستهداف أكثر من 50 مليون مستفيد، وسيستمر بث الخطبة بـ10 لغات مع حصر بثها على منصتين رقميتين، وزيادة منصات البث الإذاعي إلى 10 إذاعات FM، واستمرار الترجمة على قناتي القرآن والسنة النبوية.
ويهدف المشروع إلى استكمال مسيرة المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين نحو تقديم أفضل السبل، للتيسير على ضيوف الرحمن، وإثراء رحلتهم الدينية بالفوائد والمنافع، وإظهار وإبراز الصورة المشرقة لهذا الدين الحنيف في وسطيته واعتداله وقيمه ومحاسنه، وتعزيز وإبراز جهود الدولة - رعاها الله - في العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين، وإظهار حقيقة الخطاب الشرعي للمملكة، وما يتميز به من وسيطة واعتدال، للحد والقضاء على المزاعم والادعاءات التي تلصق بالمملكة، والتي تستغل عدم معرفة الكثير من المسلمين للغة العربية، وتقديم مادة علمية قابلة للنشر بلغات متعددة وفق القواعد والشروط المتبعة، وضمان وصول رسالة هذا الدين الحنيف إلى العالم أجمع، باستخدام الوسائل التقنية الحديثة.
كما يستهدف المشروع الحجاج المتواجدين في مشعر عرفة، وأبناء العالم الإسلامي في جميع أنحاء العالم، والمهتمين والراغبين في الاستماع للخطبة من المسلمين غير الناطقين بالعربية وغير المسلمين.
كما تعنى الوكالة في الالتزام بتوفير عدد من الضوابط في المترجمين، وذلك حرصاً منها على تقديم أعلى مستوى من جودة الخدمة المقدمة في الترجمة من أهمها: الجانب اللغوي، ويشمل ذلك سلاسة أسلوب المترجم، وتوفر القدرة على التعبير بلغة واضحة وغير معقدة، أهلية المترجم العلمية ومعرفته التامة للغة العربية واللغة المترجم إليها، وفرة المعاني والمفردات اللغوية لدى المترجم باللغتين المصدر والهدف.
وكذلك ضابط الجانب الشرعي، حيث تحرص الوكالة على توفر القدرة العلمية والإلمام الكافي لدى المترجم بموضوع الترجمة، وإلمام المترجم بالمصطلحات الشرعية التي تكثر في الخطب والدروس، وضابط الجانب الثقافي والمعرفي، حيث يكون المترجم حريصاً على الاطلاع على المستجدات السياسية والاجتماعية، لارتباط بعض الخطب بها، ومعرفة المترجم للأبعاد السياسية والطائفية، التي قد تثير حفيظة المتلقي، أو تثير خلافاً بين المسلمين، ومعرفة المترجم بقضايا الأمة الإسلامية والقضايا العالمية، التي كثيراً ما يشير إليها خطباء منبر الحرمين الشريفين.
وضابط الجانب العملي عند إلقاء الخطبة، وذلك بالتمكّن من تقنيات الإلقاء، حتى يتم إيصال رسالة الحرمين الشريفين بكل وضوح لكافة المستمعين، وقدرة المترجم اللغوية والشرعية على التصرف عند حدوث أي طارئ، كالزيادة على الخطب أو النقص منها، أو التقديم والتأخير في النص أثناء الخطبة، وأخيراً ضابط الجانب السلوكي وهو محافظة المترجم على سرية الخطب المسلّمة، وأية معلومات تخص الترجمة، وسلامة المترجم عقدياً وسلوكياً.