«حج وبيع سبح».. مَثل شعبي تُزاملته الشعوب على مدى قرون، فأصبح مرتبطًا بموسم الحج الذي يشهد قيام الحجاج بممارسة التجارة أثناء حجهم لتحقيق أرباح تجارية، إضافة إلى أدائهم مناسك الحج.
ويمثل الحج ملتقى سنويا يجتمع فيه المسلمون من شتى بقاع الأرض بمختلف لغاتهم وجنسياتهم على مبدأ أن الحج عبادة واستفادة كموسم اقتصادي مهم، يجلب فيه الحجاج القادمون إلى المملكة أجمل ما تشتهر به بلدانهم لبيعها على ضيوف الرحمن وتعويض بعض ما دفعوه للحج من أموال، إلا أن هذا العام شهد غياب بسطات الحجاج والباعة الجائلين، ما اضطر الكثير من أصحاب المحلات إغلاقها في موسم حج هذا العام.
وعرف المثل الحجازي الحج ببيع السبح، كون سوق بيع السبح يزدهر في موسم الحج لزيادة إقبال الناس على شرائها والهدايا التي يحملها كل حاج من بلاد الحرمين.
يقول مشتاق أحمد، أحد العاملين في محلات العزيزية بمكة الذي يتوافد إليه الحجاج لشراء هداياهم، هذا العام لاتوجد حركة تجارية ولا حجاج قدموا إلينا للشراء. ويضيف مشتاق تحمل هدية الحجاج في مضمونها كونها من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتتضمن هدايا الحجاج الإكسسوارات وألعاب الأطفال والأقمشة والعطور وسجادات الصلاة ومجسمات الحرمين والسبح، وكذلك التمور والتحف، وصور الكعبة والمسجد الحرام، إضافة إلى الذهب.
ويشير أحمد عبده إلى أن محلاتهم تشهد إقبالا عقب الانتهاء من المناسك، فتشهد تجارة السجادات والسبح وألعاب الأطفال إقبالًا من ضيوف الرحمن.