على رغم أن إسبانيا بدأت حملة تطعيم سكانها ضد وباء كوفيد-19 متأخرة نسبياً عن بريطانيا، والولايات المتحدة؛ فقد نجحت حتى الآن في تطعيم نحو 54% من بالغيها (25 مليون نسمة)؛ بعدما لم تكن النسبة تجاوز 10% خلال الفترة من يناير إلى أبريل الماضي. ومن حسن حظ إسبانيا أنها ليست لديها حركة كبيرة من مناهضي اللقاحات، كما هي الحال في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة. ويضاف إلى ذلك التقدير الكبير الذي تحظى به الخدمة الصحية الوطنية لدى الشعب الإسباني. وهيأ ذلك أيضاً التوسع في تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 17 عاماً. ويقول المسؤولون الصحيون في إسبانيا إن بلادهم درجت على تنشئة الأطفال منذ الصغر على الإيمان بجدوى اللقاحات وفوائدها. ولذلك تصل نسبة إقبال الأطفال على لقاحات كوفيد-19 نسبة لا تقل عن 95%. ولا توجد في إسبانيا تعقيدات بيروقراطية للحصول على اللقاح. ويتم تقسيم السكان إلى مجموعات بحسب الفئة العمرية. ولا يبدي الإسبان أي ضيق من الانتظار الطويل في طوابير التطعيم. وأكد رئيس الوزراء الإسباني لشبكة إم إس إن بي سي، خلال زيارته واشنطن الأسبوع الماضي، أن مسألة التطعيم في بلاده ليست محل نزاع بين محافظين وليبراليين؛ بل إن جميع أفراد الشعب الإسباني يعتبرونها مسألة صحة عمومية لا بد من القيام بها. بيد أن ارتفاع نسبة المحصنين باللقاح في إسبانيا جعل السلطات تعجل برفع التدابير الوقائية، كارتداء قناع الوجه، والحفاظ على التباعد الاجتماعي.