يوما بعد آخر يثبت وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ أن مهمته التطويرية ليس لها حدود للنهوض بقطاع التعليم، وضمان جودته، ورفع كفاءة أداء منسوبيه، وجعله منافساً عالمياً، رغم التحديات الكبيرة التي استطاع أن يتجاوز الكثير منها في وقت قياسي من قرار تعيينه قبل نحو 30 شهراً.
اليوم دشن آل الشيخ منصة «قادة المستقبل»، التي ستكون وسيلة لغاية أكبر في اختيار الكفاءات التعليمية، ومنحهم فرصة التقدم مباشرة على المنصة للترشح للمناصب القيادية في الوزارة، وإعداد صف ثان من القيادات التي تنتظر فرصتها للمشاركة في مشروع تطوير التعليم.
منصة «قادة المستقبل» نافذة جديدة ستغلق معها أبواب كثيرة من أساليب الفرز التقليدية للباحثين عن فرصة التطوير؛ فلم يعد هناك مجال للمحسوبيات على حساب اختيار الكفاءات، ولم تعد هناك عوائق أمام كل طموح ومبدع ومتميز يجد في نفسه الكفاءة للترشح على الموقع القيادي الذي يمكن أن يساهم فيه لخدمة وطنه وأهم مشروع لبناء إنسان المستقبل.
مئات بل آلاف من المواقع القيادية في وزارة التعليم من قائد مدرسة ومدير مكتب ومساعد مدير تعليم وحتى مدير تعليم، وغيرها من المسميات القيادية كانت بحاجة إلى وسيلة اختبار وفق معايير شفّافة وعادلة لا تخضع لأي محسوبية، أو شللية، أو وصاية لفكر، أو حتى توارث للبيروقراطية التي أنهكت المؤسسة الوطنية الأهم في إعداد وتأهيل الإنسان، حيث إن هناك الكثير من القيادات لم يبعدها عن المناصب سوى الموت أو التقاعد، وما زالت تدير العمل بطريقة تقليدية، وحرمت الكثير من الطاقات البشرية الشابة والمؤهلة التي لديها شغف للعمل برؤية مختلفة ومتطورة في قطاع التعليم.
منصة «قادة المستقبل» ستدير أحد أهم المفاصل الحيوية في قطاع التعليم وهو العنصر البشري المؤهل للقيادة، وستكون أداة جديدة وقوية في فرض العدل والمساواة بين منسوبي الوزارة، ومنصفة للمميزين من المعلمين والمعلمات واستثمار قدراتهم لمواقع المسؤولية التي يستحقونها، حيث ستقف منصة «قادة المستقبل» سداً منيعاً وحصانة للتعليم من المثبطين والمتقاعسين، الذين لا يخدمون العملية التعليمية، بل يُبطئون عجلة التطوير في الوزارة، وستساهم المنصة في صون التعليم من أيادي «المختطفين»؛ ليكون تعليماً قوياً بمنسوبيه وطلابه، مما يساهم في بناء إنسان وطني مخلص لدينه ووطنه وقيادته.
والمنصة التي تطلقها الوزارة للمرة الأولى تأتي ضمن حزمة من التغييرات التي أقرها واعتمدها الوزير آل الشيخ، واستمرارا لتصديه لـ«فلول تتمترس في أماكنها لتكرس وصايتها على التعليم»، كما أسماهم الوزير قبل شهرين من الآن خلال لقائه بالمثقفين وكتاب الرأي.
منصة «قادة المستقبل» مشروع وطني طموح للعملية التعليمية، ومدعاة للتفاؤل في سيرها؛ كون معيار المفاضلة حاضرا فيها، والأحقية للأفضل، ومعاييرها محددة، وتنسجم مع رؤية المملكة 2030، وردود الفعل من قطاع التعليم بعد ساعات من تدشينها تكشف عن رضا وقبول وتفاؤل بالمستقبل.