موديرنا جندت 6 آلاف طفل في أستراليا لتجربة لقاحها. (وكالات)
موديرنا جندت 6 آلاف طفل في أستراليا لتجربة لقاحها. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن عدداً كبيراً من أطفال الولايات المتحدة يعانون من المرض الذي أضحى يعرف بـ«كوفيد المزمن» Long Covid. وتتباين الأعراض وخطورة المعاناة من حالة لأخرى. وأشارت إلى أن هناك دراسات تذهب إلى أن ما بين 10% و30% من البالغين الذين يتعافون من كوفيد-19 يعانون من «كوفيد المزمن». بيد أن الدراسات المتعلقة بمعاناة الأطفال من «كوفيد المزمن» توصلت إلى تقديرات مختلفة أحياناً، ومتناقضة أحياناً أخرى. فقد ذكر مدير معاهد الصحة القومية الأمريكية الدكتور فرانسيس كولينز، في شهادة أدلى بها أمام الكونغرس في أبريل 2021، أن ما بين 11% و15% من الشباب الذين يصابون بكوفيد-19 قد ينتهي بهم الأمر إلى الإصابة بـ«كوفيد المزمن»، ما قد يؤثر بشكل سالب في انتظامهم الدراسي. ويشعر العلماء الأمريكيون بمزيد من القلق بهذا الشأن بسبب تزايد المصابين بكوفيد-19 جراء التفشي الراهن لسلالة دلتا المتحورة وراثياً؛ خصوصاً أن أقل من نصف عدد الصغار الذين تراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً حصلوا على جرعتي اللقاحات المضادة للوباء، فيما لم تتم الموافقة في الولايات المتحدة على تطعيم من هم دون الـ12 من العمر. ونسبت «نيويورك تايمز» إلى أطباء قولهم إنه حتى مع إصابة الشاب أو الطفل، بأعراض طفيفة لوباء كوفيد-19، فهو يمكن أن يصاب بمرض «كوفيد المزمن». ويضطر الطفل المصاب بهذا المرض إلى الذهاب إلى المدرسة بشكل متقطع. ويعاني من قلة النوم. وتفيد إحصاءات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن نحو 4.2 مليون من الشبان والمراهقين أصيبوا بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، وتم تنويمهم في المستشفيات. وبعد تعافيهم بأسابيع بدأوا يصابون بما يعرف بـ«ظاهرة الالتهاب المتعدد الأنظمة لدى الأطفال». ويتوقع الأطباء أن يعاني هؤلاء الشبان من مرض «كوفيد المزمن». وقالت استشارية التهابات الأعصاب المُعدية بمستشفى بوسطن للأطفال الدكتورة موللي ويلسون ميرفي، إن مرض «كوفيد المزمن» يصيب الأطفال بأعراض عدة، تشمل الصداع، والإجهاد، وغشاوة الدماغ، وصعوبات في التذكر والتركيز، واضطراب النوم، وتغيرات مستمرة في حاستي الشم والذوق. وأضافت أن معظم المصابين هم أطفال أصيبوا بكوفيد-19، ولم يتم تنويمهم في المستشفى. وتعافوا تماماً. لكنهم بعد أسابيع بدأوا يشعرون بأعراض «كوفيد المزمن». ونقلت «التايمز» عن الدكتورة ويلسون ميرفي قولها: بكل أسف ليست لدينا أية وصفة سحرية لعلاج هؤلاء الأطفال. وخلصت الصحيفة إلى أن الكثير جداً عن «كوفيد المزمن» لا يزال لغزاً بالنسبة إلى العلماء.

وأشارت دراسة أجراها مكتب الإحصاءات الوطني في بريطانيا في أبريل 2021 إلى أن 9.8% من الأطفال من سن سنتين إلى 11 سنة، و13% ممن تراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة الذين أصيبوا بفايروس كوفيد-19، أفادوا بأن الأمراض استمرت لديهم بعد 5 أسابيع من تعافيهم. وظلت النسبة مرتفعة حتى بعد مرور 12 أسبوعاً على تعافيهم؛ إذ أضحت 7.4% للمجموعة الأولى، و8.2% بالنسبة إلى المجموعة الثانية. وفي دراسة بريطانية أخرى، قال 4.4% من 1734 طفلاً تعافوا من كوفيد-19 إنهم ظلوا يشعرون بالأعراض بعد 4 أسابيع من شفائهم من كوفيد-19.


تجربة تطعيم أطفال

في شهرهم السادس

قالت أستراليا وشركة موديرنا الدوائية الأمريكية، إنهما ستجريان تجارب على تطعيم أطفال من سن 6 أشهر إلى 12 سنة. وتم تجنيد 6 آلاف طفل في ذلك العمر، على أمل أن تؤدي بيانات هذه التجربة إلى حصول شركة موديرنا على ترخيص باستخدام لقاحها المضاد لكوفيد-19 لتطعيم الصغار في أرجاء العالم. وقالت موديرنا أمس الأول، إنها ستشحن لأستراليا الشهر القادم 10 ملايين جرعة من لقاحها. وكشفت الشركة خطط تجربتها المشار إليها في البيان المالي لأدائها ربع السنوي الذي قدمته إلى إدارة سوق وول ستريت المالية، في 189 صفحة الخميس الماضي. وأوضحت أنها ستجرب أنظمة جرعات مختلفة على الأطفال الذين سيتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات عمرية: من 6 إلى 12 سنة، ومن سنتين إلى 6 سنوات، ومن 6 أشهر إلى سنتين.