بمضرب الهوكي تبادل قائدا الفريقين الأسترالي والألماني التحية في أوليمبياد طوكيو. (الوكالات)
بمضرب الهوكي تبادل قائدا الفريقين الأسترالي والألماني التحية في أوليمبياد طوكيو. (الوكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
ترك وباء كوفيد-19 تأثيراً لن ينمحي من تاريخ الإنسانية. ولعل أبرز مظاهر ذلك اختفاء المصافحة بالأيدي، حتى بين الأهل وأعضاء الأندية الخاصة، وبين المسؤولين الوطنيين والأجانب في الاجتماعات الرسمية. واضطر مجلس بلدية مدينة كنساس الأمريكية، عندما عقد اجتماعه الأخير، إلى تعليق ملصقات حملت عبارة «أنا أصافح بيدي»، في مسعى لتبديد التوتر الذي خلفه تفشي الوباء على صعيد العلاقات الاجتماعية. ووزع المجلس ذلك الملصق للأعضاء، على أساس من يرتديه منهم يعني أنه لن تكون ثمة مشكلة في مد اليد إليه. وأشارت أسوشيتدبرس أمس الأول إلى أنه مع تزايد عودة الناس إلى مكاتبهم، وانحسار ظاهرة عقد الاجتماعات عن طريق تطبيق «زوم»؛ غدا السؤال الأساسي لدى كثيرين هو: أصافح أم لا أصافح؟ وظل مد اليد للمصافحة تقليداً شائعاً في العالم منذ قرون، لتأكيد مسالمة المصافِح، وقبول المصافَح تلك النية الحسنة. لكن العلماء يعرفون جيداً أن المصافحة بالأيدي قد تكون قاتلة أحياناً؛ إذ إن الأيدي تتلوث أحياناً بشتى أنواع الجراثيم والفايروسات. وقال أكبر خبراء أمريكا في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي العام الماضي: أعتقد أننا يجب أن لا نتسالم بالأيدي نهائياً... دعوني أكن أميناً معكم. غير أن أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية في جامعة جونز هوبكنز الدكتور أميش أدالجا يرى أن الجدل حول المصافحة بالأيدي مبالغ فيه. وقال إن أفضل حل لمشكلة من يخشى أن يصاب بكوفيد-19 نتيجة مصافحته شخصاً آخر هو أن يخضع هذا الشخص للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. وزاد: إذا كنت تخاف أن تلتقط شيئاً مؤذياً من يد شخص آخر امتدت لمصافحتك فأفضل شيء تقوم به هو أن تحرص على غسل يديك قبل أن تمس وجهك بهما. فهذا هو الغرض الذي من أجله صنعت معقمات الأيادي.

وتراجعت المصافحة بالأيدي منذ أكثر من عام، بعد اندلاع نازلة وباء كورونا. وأضحت الاجتماعات، وحفلات أعياد الميلاد، وتشييع المتوفيين يتم عبر تطبيق «زوم». وقد أدى غياب هذه البادرة الإنسانية إلى إشاعة جو من الحزن، والحسرة. ويخشى الأمريكيون أن يسفر الاندلاع الراهن لتفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً إلى عودة النصائح بعدم المسالمة باليد مجدداً.


وتم استحداث تعابير جسدية جديدة بدلاً من المسالمة باليد. كأن تملأ قبضة يدك وتمدها إلى الآخر، فيرد بمد قبضة يده إليك! كما يلجأ آخرون إلى التربيت على صدورهم، تعبيراً عن التقدير والمصافحة الافتراضية.

ونسبت أسوشيتدبرس إلى خبيرة الإتيكيت الأمريكية ديانا غوتسمان قولها إنها تعتقد أن المصافحة لن تتلاشى بسبب وباء كوفيد-19. لكنها ستعود ببطء. وذكرت أن إرشاداتها تنصح بألا يبادر الشخص بمد يده إلى الآخر، بل عليه أن يرقب تصرف الآخر، ليعرف إن كان سيمد إليه يده إذا مدها إليه. وعلى رغم البؤس الصحي الذي يعم أرجاء الولايات المتحدة؛ فإن شعبها عاد للمصافحة والعناق إثر رفع الإرشادات الوقائية الصحية التي أعلنت قبل وجود اللقاحات المضادة لكوفيد-19. لكن كثيرين لا يزالون على تحفظهم حيال المصافحة؛ وإن كان بعضهم يفضل أن يترك للآخرين المبادرة بمد اليد للتحية قبل أن يمد إليهم يده.