بدا واضحاً أن جراح الحرب الأهلية الأفغانية لم تندمل، على رغم مضي أكثر من 20 عاماًَ من الإطاحة بنظام طالبان، والقضاء على تنظيم «القاعدة». وها هي أفغانستان تعود مجدداً لتصبح تحت سيطرة طالبان؛ إذ نجحت الحركة في إسقاط أكثر من نصف محافظات البلاد، خصوصاً الشمال، والجنوب، والغرب. وأضحى استيلاؤها على العاصمة كابول مسألة وقت فحسب. وترفض إدارة الرئيس جو بايدن تقديم أي دعم لحماية حلفائها في الحكومة الأفغانية برئاسة أشرف غني. وعلى رغم أن المساعدة الأمريكية شأن يخص واشنطن وحدها؛ إلا أن حلفاءها في الغرب يحذرون من أن أفغانستان ستصبح مجدداً معقلاً للإرهاب العالمي، ومن أن مئات المتطرفين والمتشددين غادروا الشرق الأوسط للانضمام إلى طالبان. كما أن أفغانستان ستعود للعزلة الدولية من جديد، بما لذلك من تبعات مؤلمة على سكانها ونسائها. ولذلك فإن أي تدخل أمريكي، أو من حلف شمال الأطلسي من شأنه تأجيل انهيار أفغانستان في أتون فوضى جديدة، قد تأتي بمخاطر التدمير والإرهاب للعالم كله. والمطلوب إلزام طالبان بالتعجيل باتفاق من خلال مفاوضات الدوحة حتى يمكن ضمان استقرار أفغانستان، وتجنيبها ويلات حرب أهلية تلوح في آفاقها من كل جانب.