عندما أكد مجلس الوزراء أمس الأول أن المملكة تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان، وتأمل في استقرار الأوضاع هناك بأسرع وقت، إلى جانب وقوف المملكة بجانب الشعب الأفغاني؛ فإن المملكة تجدد موقفها بأنها لم تكن بعيدة أصلا عن الشعب الأفغاني، في ظل الظروف الصعبة المتواصلة التي مر بها، وحرصها على إحلال السلام والأمن والاستقرار في أفغانستان التي دمرتها الحروب، وتعزيز ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال.. مع التأكيد على أن حرص المملكة على الأمن والاستقرار وحقن الدماء في أفغانستان الذي ينبع من منطلق العلاقات التاريخية، بين البلدبن، يأتي امتدادا لما توليه المملكة من اهتمام كبير بأمن واستقرار جميع الدول الإسلامية بلا استثناء. ولعقود طويلة ساهمت المملكة في تقديم الدعم التنموي والإغاثي والإنساني للشعب الأفغاني الشقيق، من منطلق دورها الإنساني تجاه هذا البلد الإسلامي العزيز وتحقيق السلام الدائم بين جميع الفصائل والأطراف الأفغانية، وهو الأمر الذي يمهد لعودة أفغانستان إلى محيطها السياسي كدولة مؤسسات واحترام الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها والانخراط في العمل السياسي وفق القانون والأعراف والمواثيق الدبلوماسية، لأداء دورها الطبيعي ضمن المجتمع الدولي، لتكون شريكا في إحلال السلم الإقليمي والدولي، وفي الحرب على التطرف والإرهاب وتعزيز العمل الإسلامي المشترك وعلاقات حسن جوار وتعزيز السلم الإقليمي ومنع التدخل في الشؤون الداخلية. ومن حرص المملكة على الشعب الأفغاني الشقيق.. فإن المأمول أن تُعلي جميع المكونات الاجتماعية والقبلية، والأطياف السياسية، والمؤسسات المدنية والعسكرية داخل أفغانستان صوت الحكمة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، وأن يعملوا لتجنب منع تدهور الأوضاع الأمنية.لقد تابعت المملكة عن كثب تطورات الأوضاع في أفغانستان حاليا بعد سيطرة طالبان على مفاصل الحكم.. ودعمت عملية السلام والمصالحة في أفغانستان، حيث استضافت الشهر الماضي بجوار المسجد الحرام ملتقى المصالحة الأفغانية برعاية رابطة العالم الإسلامي انطلاقا من حرصها على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الأفغاني الشقيق في تحقيق السلام الدائم، واستعادة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. كما أعربت وزارة الخارجية فور حدوث المتغيرات عن أملها باستقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت، وأن ينعم الشعب الأفغاني بالسلام والأمن كون الشعب الأفغاني المسلم سئم من عقود الحرب والدمار التي أحرقت الأخضر واليابس في هذه الدولة الإسلامية العضو في منظمة التعاون الإسلامي، وانطلاقا من حرصها على الشعب الأفغاني في ظل المعطيات والمستجدات فإنها تأمل أن تضع جميع المكونات الاجتماعية والقبلية، والأطياف السياسية، والمؤسسات المدنية والعسكرية مصلحة الشعب الأفغاني فوق أي اعتبار ويعلو صوت الحكمة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادهم، وأن يعمل الجميع جنبا إلى جنب لتجنب منع تدهور الأوضاع الأمنية. والمملكة التي كانت -ولا تزال- حريصة على تكريس السلام والأمن تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات، وتؤكد مجددا وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد، وألا يطول الوقت حتى يعود لأفغانستان أمنها واستقرارها وفق عملية سياسية تتسع للجميع ولا تقصي أحداً. المملكة اليوم معنية بشكل مباشر بمستقبل أفغانستان، فإحلال السلام ومكافحة الإرهاب أمران في غاية الأهمية لهذا البلد الذي مزّقته الحروب، كما أن الفراغ السياسي في أفغانستان ليس في مصلحة الشعب وسيحفّز الدول التي لا ترغب أن تنعم أفغانستان بالأمن بوضع موطئ قدم داخل هذا البلد المضطرب، والمطلوب من المجتمع الدولي الاضطلاع بشكل مؤثر في مستقبل أفغانستان لدعم خيارات الشعب الأفغاني والعمل على تهيئة الأجواء الإيجابية، وأن يعيش الشعب الأفغاني في أمن وأمان واستقرار، لكي لا تتحول أفغانستان مجددا إلى ساحة للمتطرفين ومن ثم فقدانها كثيراً من استثماراتها في مجاليْ النفط والتعدين، وإعادة الإعمار، والأهم من ذلك ما تشكله أفغانستان في الإستراتيجية الاقليمية بما تتيحه من امتداد جغرافي يصلها بالخليج العربي حيث موانئ النفط.