لا يزال الوضع في أفغانستان غير واضح المعالم، بما يكفي للتوصل إلى أحكام قاطعة، ونتائج نهائية يمكن معها رسم صورة للواقع الجديد بعد عودة طالبان للحكم، إثر انهيار الحكومة التي ساندتها الولايات المتحدة. وعلى رغم محاولات بعض القادة الجدد في طالبان بث رسائل لتطمين الغرب، من خلال الحديث عن صون حقوق النساء، والعفو عن موظفي الحكومة المنهارة، إلا أن الدوائر الغربية مفعمة بالشكوك في حقيقة نيات طالبان، خصوصاً أن هذه الدوائر تنظر إلى دور طالبان خلال حكمها السابق في توفير ملاذ لـ«القاعدة»، التي شنّت من هناك أكبر هجوم إرهابي في تاريخ العالم، وهو هجوم 11 سبتمبر 2001. ولا مناص من القول إن تلك الشكوك تساور أيضاً المنطقة العربية، التي دفعت ثمناً باهظاً لإرهاب «القاعدة»، وما انبثق عنها من حركات إرهابية دموية. وقد نجحت دول الخليج بوجه الخصوص في إغلاق ذلك الملف بعد تقديم تضحيات كبيرة، من الشهداء والجرحى، والأضرار المادية. ومن حقها أن تتساءل: هل تعني عودة طالبان، عودة أفغانستان لتكون ملاذاً للإرهاب والتطرف، وبالتالي عودة الإرهاب للمنطقة؟ أم أن طالبان ستفي بتعهداتها لأمريكا بعدم التدخل في شؤون المنطقة، وعدم إيواء الإرهابيين؟