-A +A
كتب: فهيم الحامد falhamid2@
تشهد منطقة الشرق الأوسط وقارة آسيا مرحلة جديدة من الاستقطاب الدولي والإقليمي، وتحولات إستراتيجية من حيث إعادة تشكيل خارطة جديدة، وإعادة ترتيب عناصر القوة بين اللاعبين الأساسيين في موازين القوى في جنوب آسيا على ضوء المتغيرات على الساحة الأفغانية، وتغيير قواعد اللعبة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سينعكس على أدوار اللاعبين الجدد ومكانتهم في التأثير والنفوذ الإقليمي والدولي التي ترتبط أيضاً بدورها باحتمالات تغيير التحالفات الإقليمية والدولية..والمملكة ليست لاعبة محورية في المنطقة فحسب؛ بل صانعة قرار في المحيط الإقليمي والعالمي؛ فهي تراقب عن كثب المستجدات وعملية إعادة إنتاج التوازنات وتغيير قواعد اللعبة السياسية، حيث تضع إستراتيجياتها على مبدأ سيادتها ووحدتها واستقلالية قرارها وفق مصالحها العليا.. لقد أثبتت التجارب أن الصراعات والحروب الأهلية عادة ما يعقبها بروز قوى جديدة تنتج عنها في الغالب تغييرات في التحالفات وتوزيع القوى في شكلها المحافظ أو الوسطي أو المتحرر، تقابلها قوى إرهابية طائفية تسعى إلى تغيير الخارطة عبر وكلائها من المليشيات مما يزيد من آفاق احتمالات نشوب الحروب والصراعات الطائفية.

العالم يشهد بداية مرحلة متغيرات لجهة ولادة محاور إقليمية تستند إلى دول كبرى لها مصالح حيوية وأطماع اقتصادية.. وكون الشرق الأوسط ما زال بعيدا عن الاستقرار السياسي والاقتصادي.. فإن المملكة تعتبر هي الدولة المحورية بقوتها ومكانتها لإعادة بوصلة المنطقة إلى مسارها الصحيح بعيدا عن الاضطراب وحالة عدم الاستقرار، وتتحرك المملكة على مسارين؛ السياسي عبر الحراك الدبلوماسي، والإنساني كونه أحد أهم الروافد والمرتكزات لنجاح جهود الدولة، التي تجعل المحافظة على صحة الإنسان في طليعة اهتماماتها ومقدمة أولوياتها حيث وفرت ما يلزم المواطن والمقيم والمخالف في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية.. وتوجهت إلى الدول التي اجتاحها الوباء القاتل مثل تونس والجزائر وماليزيا بالدعم لمواجهة وباء العصر (كوفيد ١٩).


لقد شكلت رسالة المملكة الإنسانية مصدر اطمئنان لكل مواطن ومقيم؛ كون حكومة المملكة تعي تحديات المرحلة التي تطال دول العالم أجمع، بسواعد أبنائها من أبطال القطاع الصحي والقطاعات الأخرى، وتجاوزت هذه المحنة بالصبر والاعتماد على تكاتف الجميع، وذلك تجسيدا للدور الإنساني النبيل للمملكة العربية السعودية في تسخير إمكاناتها ومواردها في خدمة القضايا الإنسانية، بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما فيه خير للبشرية. كما دعت المملكة إلى عقد قمة استثنائية افتراضية لمجموعة قمة العشرين، وعقد هذه القمة هو امتداد لجهود المملكة على الساحة الدولية لقيادة العمل المشترك العالمي، لما فيه خير الإنسان بغض النظر عن جنسه وجنسيته أو ديانته. وتعمل المملكة مع دول العالم للتصدي لفايروس كورونا والتقليل من آثاره على مختلف نواحي الحياة، صحيا وتنمويا واقتصاديا واجتماعيا.

إن المروءة والفزعة من شيم قادة هذه البلاد، وكونها تأتي من مهبط الوحي مملكة التسامح والوسطية.. فهي عطاء بلا منّة.