ياسر رافد
ياسر رافد




المصلى المرادف التابع لمسجد قباء في الجهة الشرقية. (عكاظ)
المصلى المرادف التابع لمسجد قباء في الجهة الشرقية. (عكاظ)
-A +A
أحمد السوقان (المدينة المنورة) azahraniz@
يستقبل مسجد قباء المصلين والزوار من داخل المملكة وخارجها، بعد فتح الحدود للمعتمرين والزوار على مدار الساعة منذ إعادة افتتاحه بطاقته الكاملة على مدار الساعة ضمن البروتوكولات التي اعتمدتها وزارة الصحة، وساهمت التوسعات الحديثة للمسجد وباحاته في الأعوام الثلاثة الأخيرة في زيادة طاقته الاستيعابية التي وصلت إلى أكثر من ١٠٠ ألف مصلٍّ، ووصلت الطاقة الاستيعابية لمصلى السيدات إلى أكثر من ٢٠٠٠ سيدة بعد الانتهاء أخيرا من توسعة قسم النساء، والانتهاء من بناء المصلى الشرقي التابع للمسجد قبل ظهور الجائحة، والساحة الشمالية من مسجد قباء التي تم الانتهاء منها قبل شهرين.

وأشار الباحث المهتم بتاريخ المدينة المنورة ياسر رافد إلى أن مسجد قباء أول مسجد في الإسلام بناه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة عند أول نزوله بالمدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة، حيث نزل على دار سيدنا كلثوم بن الهدم وكان بيته في قبلة المسجد، ومكث 14 ليلة على الصحيح من أقوال أهل العلم، فأخذ المسجد أهميته ومكانته في قلوب المسلمين جميعا.


وأوضح رافد أن لمسجد قباء ميزة ليست لغيره من المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم: «من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة» كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا، وكان يأتي من طريق ويعود من طريق آخر.

وبجوار مسجد قباء بئر أريس (الخاتم) وكان عليه الصلاة والسلام يأتي هذه البئر ويجلس على قُفها كما في حديث أبي موسى الأشعري رضى الله عنه.

وأضاف رافد أن مسجد قباء في العصر السعودي الزاهر، لقي عناية كبيرة، فرُمم وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ، وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجعلت له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً، وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة، قطر كل منها 12 متراً، و 56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكُسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وظُللت الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتُنشر حسب الحاجة.

وبلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط.