شاهين وزوجته في معمل شركتهما.
شاهين وزوجته في معمل شركتهما.
-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@
كشفت صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية أمس، أن شركة فايزر الأمريكية، رفضت في البداية عرضاً لتطوير لقاح ضد فايروس كورونا الجديد، لأن مديريها التنفيذيين ظنوا أن الفايروس سيتم احتواؤه سريعاً. وأضافت أن صانعيْ اللقاح الدكتور أوغور شاهين وزوجته الدكتورة أوزليم توريتشي- مؤسسيْ شركة بيونتك الألمانية- أُبلغا في يناير 2020 من قبل الشركة الدوائية الأمريكية العملاقة بأن فكرتهما لا طائل منها! وأقر نائب رئيس فايزر وكبير علمائها في مجال تطوير الأمصال المضادة للفايروسات الدكتور فيل دوموريتزر بأن تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي (mRNA) التي يقوم عليها لقاح بيونتك كانت تعتبر في ذلك الوقت تجريبية، قبل أن تثبت أهميتها في كبح جماح الوباء العالمي. وقال دومريتزر إنه اعتقد أن الفايروس ستتم السيطرة عليه، مثلما حدث بالنسبة إلى تفشي فايروسي «سارس»، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس). ويشير كتاب جديد إلى أن رفض فايزر جاء بعد أيام فحسب من قرار الزوجين التركيين-الألمانيين على أن تكرس شركة بيونتك جهودها كافة لتطوير لقاح يستخدم تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي. وهي مغامرة فعلية. لكنها أسفرت عن بلوغ قيمة شركة بيونتك 85 مليار دولار! وأبلغ شاهين الصحيفة البريطانية أنه لم ييأس حين أعرض الدكتور دورميتزر عن عرضه. وقال لنفسه إنه سيعاود الاتصال به بعد نحو أسبوع. وأضاف أنه وزوجته كانا واثقين من أن الشركة الدوائية الأمريكية العملاقة (فايزر) ستغير رأيها في نهاية المطاف. وتحقق ذلك فعلياً بتوقيع الشركتين على تعاقد بعد نحو شهر من الإعراض الأولي.

وأشار شاهين إلى أن شركته وموظفيها لا يزالون يعملون من منازلهم، حتى من حصلوا منهم على جرعتي اللقاح. وعزا ذلك إلى الحرص على التباعد الجسدي. لكن زوجته قالت: إن من يرغبون في استخدام المختبرات من الموظفين والعلماء مسموح لهم بالحضور إلى مقر الشركة. وانتهى الأمر باستخدام أكثر من 1.4 مليار جرعة من لقاح فايزر-بيونتك في أرجاء المعمورة. ويستخدم اللقاح حالياً في أكثر من 120 بلداً. وستصدر قصة لقاح بيونتك وقصة الزوجين العالميْن هذا الأسبوع في كتاب عنوانه «اللقاح»، أعده الصحفي جو ميللر، بالتعاون مع شاهين وزجته. ويسردان فيه تفاصيل لقائهما الأول. فقد درسا الطب في ألمانيا، التي هاجرا إليها صغيريْن من تركيا. وكان أول لقاء بينهما في عنبر لمرضى السرطان، وكانا طبيبيْن حديثيْ التخرج. وعلى رغم أن شاهين في الـ 60 من عمره، إلا أنه لا يزال يتحرك كأنه لم يتعد عامه الـ 18. لكن زوجته أشد تحفظاً، وإن كانت تتسم بالصبر الذي يلازم الأطباء عادة.


وكشف شاهين أنه قرأ مقالاً في عدد مجلة «ذا لانسيت» الطبية الصادر في 24 يناير 2020، كتبه أكاديميون صينيون، فأدرك بأن العالم مقبل على وباء قاتل. وقرر الاستمرار في مشروع تطوير لقاح، حتى لو أدى ذلك الى إفلاس شركته. وأضاف أن أكثر ما أثار اهتمامه في المقال أن طفلة عمرها سبع سنوات أبلغت الأكاديميين الصينيين بأنها تم تأكيد تشخيص إصابتها بالفايروس الجديد، لكنها لم تعانِ أي أعراض! وقال إنه بدأ يتصور الأشياء التي ستحدث. وتخيل أن المسافرين سيغادرون مدينة ووهان الصينية إلى أرجاء العالم غير مدركين أنهم يحملون الفايروس الجديد في أجسامهم، لأنهم ليست لديهم أعراض. وزاد: قدّرت بحساباتي أن هذا الفايروس بدأ يكبر مثل السرطان. في المراحل الأولى لا تستطيع أن ترى السرطان. ولكن بعد فوات الأوان يمكنك أن يرى ما يحدث في جسم المصاب.