نشِط المبعوث الأممي الجديد لليمن في إجراء اتصالات، وتكثيف زياراته للمنطقة؛ في مستهل مهمة يُرجى أن تُكلل بالنجاح المنشود. غير أن على المبعوث الجديد أن يعي درساً مهماً، يتمثل في أنه مهما كانت درجة حرص السعودية وحلفائها على مد اليد إلى زعيم مليشيا الحوثي، ومعاملته باعتباره طرفاً من أطراف القضية اليمنية؛ إلا أنه في نهاية المطاف لا يتصرف إلا بتعليمات من إيران. فهي التي تموله، وتسلحه، وتزوده بالطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية. ويدرك الحوثي جيداً أنه خاسرٌ حاسرٌ في نهاية أمره. لأن ما يشنه من هجمات إرهابية بالمسيرات والصواريخ على المملكة العربية السعودية يمثل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، لن تسقط بالتقادم. وإنما سيدفع ثمنها أمام القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي. إنه في غمرة نشوته بالدعم الإيراني لا يعرف جيداً أن السعودية قادرة وحدها على الذود عن ترابها الوطني، وسيادتها، وسلامة شعبها، وأعيانها المدنية، ومنشآتها العسكرية، والنفطية، والاقتصادية. وكل ما يقوم به من هجمات عمياء لن يحقق مراده، ومراد الجهة التي تقف وراءه، وهي إيران. ولذلك فإن على المبعوث الأممي الجديد تكثيف جهوده، ليمكن إحياء محادثات سلام تشمل جميع الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي يتيح إعادة إعمار اليمن، ووقف الحرب، ونشر السلام بين ربوع اليمن.