حفلت مسيرة الوطن خلال 91 عاماً بقطار من النجاحات والإنجازات عبر انتهاج سياسة البناء المتواصل والتطوير المستمر على كافة الأصعدة، شملت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى التي تضيق سطور هذا المقال عن شمولها، فكانت المملكة ترتقي بكل حقبة زمنية مرتبة جديدة من التقدم الذي وضعها في مصاف العالم المتقدم.
خلال الأعوام الأخيرة، وتحديداً منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدأت تخُط أنامله الماهرة الملامح المستقبلية للنهضة الشاملة، حيث أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -تحت إشراف خادم الحرمين- رؤية المملكة 2030، التي رسمت الخطوط العريضة لمسارات تلك الطفرة التنموية، فانطلق معها عدّاد من البرامج والمبادرات الرديفة والطموحة والخلاقة، التي استنهضت همم الشباب السعودي، وحركت عزائمهم نحو بناء وطن يليق بهم.
لم ينقضِ وقت طويل حتى بدأ عموم المواطنين والمقيمين يلمسون آثار الرؤية المباركة على وطنهم، وبدأت مؤسسات الدولة بقطاعاتها المختلفة تجني ثمار البرامج الفعالة والمبادرات الناجحة، فعززت جودة الخدمات الحكومية، ومعها ارتقت جودة حياتهم، وارتفعت معدلات تملك المواطنين للمساكن، وشهدت المملكة طفرة تنموية في تطوير قطاعات الترفيه والسياحة، وزادت نسب الاستثمارات الأجنبية، كما تم تمكين المرأة من المناصب القيادية وحظيت بدعم غير مسبوق فأتيحت لها مساحة رحبة في سوق العمل، وأُطلِقت قدرات الشباب، وجرى إشراكهم في اتخاذ القرارات، ووفِّرت لهم بيئات وظيفية أكثر أمانًا واستقرارًا.
استطاعت المملكة أن تضرب أروع الأمثلة في التفوق الصحي وأرقاها في التعامل الإنساني خلال إدارة أزمة كورونا، إلى الدرجة التي مكنتها من التفوق على كثير من الدول ذات الباع الضارب في أعماق التقدم الصحي والتقني. ولم تتوقف إنجازات المملكة عند هذا الحد، فقد اتسعت رقع المشاريع البيئية الضخمة، فدُشِّنت مبادرتا «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، لتكونا الانطلاقة لزراعة المملكة لرئة جديدة للعالم.
ولم يغب عن ساحة الإنجازات ما حققه قطاع الاتصالات من تفوُّق وتقدُّم لافت، فانعكس بآثاره الإيجابية على حياة المواطنين والمقيمين في جانب تقديم الخدمات الميسرة، خاصة خلال أزمة كورونا وما تبعها من إجراءات فرضت على الجميع التكيّف بطريقة أو بأخرى مع تلك المستجدات، فكان قطاع الاتصالات بخدماته خير معين، وليس هناك أبلغ مثالًا من توفير الاحتياجات التقنية اللازمة للتعليم والعمل عن بعد.
ولا تزال المملكة في ظل قيادتنا الرشيدة تنعم بمزيد من النجاحات والإنجازات التي تدفعها بقوة لتكون في مراتب الصدارة لتنافس دول العالم المتقدم، ورغم ما خطته يدي من إنجازات إلا أنني ما وفيت ولو بالقدر القليل مما حققته، فالصفحات تضيق عن حصر هذه النجاحات.
م. سلمان بن عبد العزيز البدران
الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات موبايلي