تساءلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أخيراً: متى يصبح كوفيد نزلة برد عادية؟ وذكّرت بإعلان المديرة السابقة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، في هونغ كونغ في عام 2010، انتهاء جائحة إنفلونزا الطيور، التي أدت إلى وفاة نحو 280 ألف شخص حول العالم. وأشارت إلى مسارعة حكومات بلدان العالم لاقتناء كميات إضافية كبيرة من دواء تاميفلو المضاد للفايروسات، وقرارات الاتحاد الأوروبي حظر سفر مواطنيه إلى المكسيك، حيث اندلعت إنفلونزا الطيور أصلاً. وأضافت أنه حين أعلنت الدكتورة تشان انتهاء وباء إنفلونزا الطيور، كان العالم قد انصرف لاهتمامته الحياتية المعتادة؛ بل إن إعلان انتهاء تلك النازلة لم يجد حظاً من النشر على الصفَحَات الأُوَل على الصحف البريطانية غداة بثه. وزادت الصحيفة أن الأوبئة العالمية تبدأ عادة بداية مدوية. وحين ينتهي الوباء يكف الناس عن التفكير فيه. ونسبت إلى خبراء قولهم إنه سيكون أيضاً مصير وباء فايروس كورونا الجديد الذي يورع العالم منذ سنة ونصف السنة. ومع ارتفاع عدد السكان المحصنين بلقاحات كوفيد-19، بدأ اهتمام المجتمعات يتحول إلى تخمين موعد انتهاء النازلة. ويرى استشاريو مكافحة الأوبئة أن ما عرف بسياسة «صفر كوفيد» أضحت حلماً غير واقعي، وأن الفايروس سيصبح بشكل تدريجي أقل قدرة على الإيذاء مع تزايد المناعة الإنسانية ضده، حتى يأتي يوم يتحول فيه إلى مجرد فايروس آخر ضمن فايروسات كورونا الأربعة التي لم تعد تسبب سوى نزلة برد عادية لمعظم البشر. وكانت عالمة اللقاحات البريطانية البروفيسورة سارة غيلبرت، مخترعة لقاح أسترازينيكا الإنجليزي، قالت الأسبوع الماضي إن من المعتاد أن تؤدي اللقاحات إلى إبطاء تفشي الفايروسات. وخلصت إلى أنه لا يوجد سبب يمنعنا من الاعتقاد بأن سلالات أخرى أسرع تفشياً من متحورات كوفيد-19 ستدهم العالم من جديد. وأشارت الصحيفة إلى أن مجلة «نايتشر» العلمية سبق أن استطلعت آراء علماء مكافحة الأمراض المُعدية في العالم، فقال 89% منهم إن فايروس كوفيد سيصبح وباء موسمياً، وأنه سيبقى ملازماً الإنسانية ما بقيت في الناس حياة. وذكّرت «التلغراف» بأن التاريخ ينبئنا بخبر وباء «الإنفلونزا الروسية»، التي اجتاحت المعمورة في سنة 1890، ويعتقد بأنها نجمت ليس عن فايروس الإنفلونزا المعروف، وإنما عن الإصابة بفايروس OC43، الذي قفز من الأبقار إلى البشر، وأدى إلى وفاة آلاف الأشخاص في بريطانيا، ونحو مليون وفاة في أرجاء العالم. وكان خبراً اهتمت به صحف العالم، قبل أن ينحسر بحلول العام 1900. واتضح أن هذا الفايروس هو واحد من فايروسات كورونا الأربعة التي لا تزال تتسبب بمشكلات صحية موسمية كلما أقبل الشتاء. ومثلة فايروس الإنفلونزا الإسبانية، الذي أضحى وباء عالمياً في 1918-1919، وقد اندلع بسبب فايروس H1N1، واجتاح العالم في نحو أربع موجات هجومية قبل أن ينحسر ليتحول إلى مرض موسمي، إثر تنامي المناعة المجتمعية ضده. وقالت الصحيفة إن انحسار الأوبئة في فترة تراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات إنما يعزى إلى برامج التطعيم باللقاحات المضادة لتلك الأوبئة. وبعد شيوع اللقاحات المضادة لفايروس كوفيد-19 بات العلماء على ثقة بأن تصدق توقعاتهم بأن ينتهي هذا الوباء العالمي ربما بحلول السنة الحالية (2021). وأجمع العالمان البريطانيان أستاذ الطب بجامعة إيست أنجيليا البروفيسور بول هنتر، وأستاذ مكافحة الأوبئة بالجامعة الإمبريالية في لندن البروفيسور نيل فيرجسون على أن كوفيد لن يكون مثار قلق في بريطانيا بحلول السنة القادمة.
متى يتحول الوباء من «عالمي» لـ«محلي»؟
يثير التفكير في انتهاء وباء كوفيد-19 تساؤلاً مهماً عن متى يتحول الوباء من ظاهرة عالمية إلى مرض موسمي محلي. ويقول العلماء إن الإجابة عن ذلك صعبة جداً. لكن هناك علامات بعينها يمكن أن تقود إلى إجابة مقنعة. وأضافوا أن من تلك العلامات تسطُّح منحنى الإصابات الجديدة، ما يعني أن الفايروس بدأ يتفشى وسط السكان بمعدلات أبطأ. ويعني ذلك أنه بدأ يصيب عدداً مستقراً من السكان كل أسبوع، وكل شهر، كما هو حال الوباء المحلي الموسمي. في حين أن الوباء في طوره العالمي يتسم بالفشي الجنوني المتسارع. وقال البروفيسور بول هنتر: المشكلة أنك لا يمكن أن تستيقظ صباحاً لتنظر إلى مؤشرات الإصابات والوفيات فتكتشف أن الوباء انتقل من طور العالمية إلى المحلية. إنه أمر لن تستطيع إدراكه إلا بعد مرور بضع سنوات تنظر بعدها إلى الوراء. وأضاف أن الوباء العالمي والمحلي لا ينتهيان بإعلان تصدره منظمة الصحة العالمية؛ وإنما حين يكف الناس عن التفكير فيهما لينشغلوا بقضايا حياتهم اليومية المعتادة.
متى يتحول الوباء من «عالمي» لـ«محلي»؟
يثير التفكير في انتهاء وباء كوفيد-19 تساؤلاً مهماً عن متى يتحول الوباء من ظاهرة عالمية إلى مرض موسمي محلي. ويقول العلماء إن الإجابة عن ذلك صعبة جداً. لكن هناك علامات بعينها يمكن أن تقود إلى إجابة مقنعة. وأضافوا أن من تلك العلامات تسطُّح منحنى الإصابات الجديدة، ما يعني أن الفايروس بدأ يتفشى وسط السكان بمعدلات أبطأ. ويعني ذلك أنه بدأ يصيب عدداً مستقراً من السكان كل أسبوع، وكل شهر، كما هو حال الوباء المحلي الموسمي. في حين أن الوباء في طوره العالمي يتسم بالفشي الجنوني المتسارع. وقال البروفيسور بول هنتر: المشكلة أنك لا يمكن أن تستيقظ صباحاً لتنظر إلى مؤشرات الإصابات والوفيات فتكتشف أن الوباء انتقل من طور العالمية إلى المحلية. إنه أمر لن تستطيع إدراكه إلا بعد مرور بضع سنوات تنظر بعدها إلى الوراء. وأضاف أن الوباء العالمي والمحلي لا ينتهيان بإعلان تصدره منظمة الصحة العالمية؛ وإنما حين يكف الناس عن التفكير فيهما لينشغلوا بقضايا حياتهم اليومية المعتادة.