تمثل الثقافة جسرا مشتركاً يجمع الحضارات نحو معرفة منجزها الإنساني، فيما تعد الترجمة مرآة يرى بها البشر هويتهم الثقافية كما يطلون من خلاها على ثقافة غيرهم.. كان هذا المنطلق حاضرا في ندوة «تجسير الحضارات» التي أقيمت في معرض الرياض الدولي للكتاب مساء ٧ أكتوبر ٢٠٢١ بمشاركة عدد من المختصين والباحثين.
وتناولت الندوة التي أدارتها الإعلامية ميسون أبو بكر عددًا من المحاور حول الترجمة كأداة لنقل العلوم وتطور الحضارات، والوعي الجماهيري الاجتماعي بها، وتأثر كل حضارة وكل أمة بثقافة محددة.
الباحث والمؤلف في اللغويات حمد الشمري قدم ورقة بعنوان «أشباهنا في العالم»، تحدث فيها عن الترجمة بوصفها وسيلة «إبداعية» للتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه لسبب أو لآخر.
وعرض الشمري أمثلة وتساؤلات ذاتية حول علاقة الثقافات ببعضها، كما تطرق لعبقرية اللغة، الحكايات الشعبية، والاعتزاز باللغة الأم، متناولا كذلك تأثير اللسان الأجنبي على المعارف والعلوم، واكتساب الأشخاص للغة الثانية وما تمثله من ارتباط بتجاربهم الإنسانية.
واختتم ورقته بالحديث عن الجسر والمرآة في التراث الأدبي ورمزيتهما في الترجمة، وعن أوجه الاختلاف مع الآخر حتى وإن كان يشبهنا.
من جانبه، تحدث مؤسس شركة تحدث العربية عبدالإله الأنصاري عن دور الوعي الجماهيري في التجسير الثقافي، وتعميق فهمنا لثقافتنا ومدى أهميتها بين الثقافات الأخرى، داعياً إلى استكشاف حضارة الآخر مع التمسك بأصالة هويتنا.
بدوره، تحدث المتخصص في اللغات والترجمة وعلم الأنساب نواف البيضاني عن دور الترجمة في نقل المعرفة والتفاهم بين الشعوب والحضارات، وحركة الترجمة العربية عبر التاريخ، وأبرز ما ترجم ومن ترجم، متناولاً كذلك مساهمة الترجمة العربية في الحفاظ على موروث العديد من الحضارات واستعادة علومها، بما في ذلك حركة الترجمة الأوروبية عن اللغة العربية وإليها.