كوفيد يصادق من يشاء، ويعادي من يشاء! بالنسبة إلى دول مدّ الفايروس حبال الصبر لقادتها، ليهرعوا إلى العودة للانفتاح، والحرية من القيود الصحية الصارمة. وبالنسبة إلى دول أخرى، سلط الفايروس سلالة دلتا المتحورة منه وراثياً لتحطم كل أملٍ في التحلل من تدابيرها الوقائية، ودوامات الإغلاق التي تعيشها. وإذا كان للأرقام مدلولٌ، فإن تراجع الفايروس على مستوى العالم أضحى حقيقة ماثلة. فقد سجلت دول العالم أمس الأول (الأحد) 282537 إصابة جديدة فقط. وهي المرة الأولى منذ بدء الوباء العالمي، التي تتدنى فيها محصلته اليومية إلى هذا السفح. ولذلك كان طبيعياً أن يتسم زحف الوباء نحو المليون التاسع والثلاثين بعد المائتين بالتُّؤدة والتريث؛ إذ بلغ العدد التراكمي لإصابته عالمياً أمس 238.67 مليون نسمة. والمفزع أن الوفيات الناجمة عن الوباء لا تتسم بتباطؤ مماثل؛ إذ ارتفعت أمس إلى 4.87 مليون وفاة منذ بدء نازلة فايروس كورونا الجديد. هل سينجح العلم المتقدم هذه المرة في دحر فايروس كوفيد-19 قبل أن يعربد مثل فايروس الإنفلونزا الإسبانية الذي أدى قبل قرن (1918-1919) إلى وفاة ما يراوح بين 50 مليوناً و100 مليون شخص؟
تناقض فايروس كوفيد-19 لم يكن أدلَّ عليه أكثرُ من حالين مختلفتين تماماً في بلدين متجاورين، هما أستراليا ونيوزيلندا أمس. ففيما بدأ سكان أوكلاند -ثانية كبرى مدن نيوزيلندا- يتهيأون لعودة أطفالهم للمدارس، بعد إغلاق طويل، جراء تفشي سلالة دلتا؛ فاجأتهم رئيسة الحكومة جاسيندا أردن أمس بإرجاء فتح المدارس، واستمرار إغلاق أوكلاند أسبوعاً إضافياً حتى 18 أكتوبر الجاري. ولكنها قالت، في مؤتمر صحفي فجر الإثنين (بتوقيت السعودية)، إن الأشهر القادمة ستشهد تمتع النيوزيلنديين بمزيد من الحريات، بسبب النسبة المرتفعة لعدد الحاصلين على لقاحات كوفيد-19. وبذلك ستبقى أوكلاند قيد الإغلاق لأكثر من 9 أسابيع. واعترفت رئيسة الوزراء بأن الإجراءات الصحية الصارمة التي اتخذتها حكومتها لا يحتمل أن تنجح في دحر سلالة دلتا، لكن من الضروري استمرار الإغلاق الراهن حتى يمكن تسريع حملات التطعيم في أرجاء نيوزيلندا. وأعلنت أردن أن 16 الجاري سيكون «اليوم الوطني للعمل»، لتعزيز حملة التطعيم، حتى يمكن لحكومتها أن تبدأ تدريجياً في رفع القيود الصحية الحالية. وأوضحت رئيسة الوزراء أن البلاد نجحت حتى الآن في تطعيم 57% من سكانها الذين تجاوزت أعمارهم 12 عاماً بجرعتي اللقاح، فيما حصل 82% من السكان على جرعة وحيدة على الأقل. وأقرت أردن أمس بأن تحقيق مرامي إستراتيجية «صفر كوفيد» أمرٌ غاية في الصعوبة. وكانت نيوزيلندا هرعت إلى الإغلاق بعد اكتشاف إصابة وحيدة بكوفيد-19 في مدينة أوكلاند منتصف أغسطس الماضي. وخلال الأسابيع الماضية ارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى 1622 حالة. وأعلنت السلطات الصحية أنها سجلت أمس (الإثنين) 35 إصابة جديدة، بعد تسجيل 60 حالة (الأحد). وأوضحت رئيسة الحكومة أن مدارس أوكلاند لن تعاود العمل في 18 الجاري كما كان مقرراً.
أما في أستراليا المجاورة؛ فقد بدأ سكان سيدني -عاصمة مقاطعة نيو ساوث ويلز، الأكبر كثافة سكانية في البلاد- يشتمون طعم الحرية بعد إغلاق استمر 15 أسبوعاً. ولم يصدقوا أن قيود كوفيد الصحية تم رفعها اعتباراً من الإثنين؛ إذ خرجوا زرافاتٍ ووحداناً ليزوروا المقاهي، وصالونات تزيين الشعر، ومحلات السوبرماركت، والساحات التي ظلوا محرومين منها طوال الأشهر السابقة. وقالت حكومة المقاطعة إن هذه العودة للوضع المعتاد سابقاً تأتي بعد تطعيم 70% من سكان المقاطعة الذين تجاوزت أعمارهم 16 عاماً باللقاحات المناوئة لوباء كوفيد-19. وأضافت أن المقاهي والمطاعم وأندية اللياقة البدنية والحانات ستكون مفتوحة لدخول من يستطيعون إبراز شهادة تحصين كامل. وزادت أنها ستعلن خلال الأسابيع القادمة إزالة مزيد من التدابير الصحية حال ارتفاع نسبة التحصين إلى 80%. وأوضحت أنها سجلت 496 إصابة جديدة بسلالة دلتا خلال الساعات الـ24 الماضية. لكن مقاطعة فكتوريا المجاورة، التي لا تزال خاضعة لتدبير الإغلاق أعلنت تسجيل 1612 إصابة محلية جديدة أمس (الإثنين).
وفي المقابل؛ أعلن مستشار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشؤون الوبائية الدكتور أنطوني فوتشي الليل قبل الماضي أن عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً، بحيث لا تمكن العودة إلى الحياة المعتادة. وحذر من مغبة التسرع لإعلان تحقيق النصر على فايروس كورونا الجديد. وقال إنه على رغم هبوط الحالات الجديدة من متوسط بحدود 150 ألفاً يومياً الشهر الماضي إلى نحو 95 ألفاً يومياً في الوقت الراهن؛ فإن ذلك العدد لا يزال مرتفعاً. وكانت أمريكا أعلنت (الإثنين) تسجيل 96549 إصابة جديدة، وألفيْ وفاة. وتجاوز العدد التراكمي لإصاباتها منذ اندلاع الجائحة 45 مليوناً.
تناقض فايروس كوفيد-19 لم يكن أدلَّ عليه أكثرُ من حالين مختلفتين تماماً في بلدين متجاورين، هما أستراليا ونيوزيلندا أمس. ففيما بدأ سكان أوكلاند -ثانية كبرى مدن نيوزيلندا- يتهيأون لعودة أطفالهم للمدارس، بعد إغلاق طويل، جراء تفشي سلالة دلتا؛ فاجأتهم رئيسة الحكومة جاسيندا أردن أمس بإرجاء فتح المدارس، واستمرار إغلاق أوكلاند أسبوعاً إضافياً حتى 18 أكتوبر الجاري. ولكنها قالت، في مؤتمر صحفي فجر الإثنين (بتوقيت السعودية)، إن الأشهر القادمة ستشهد تمتع النيوزيلنديين بمزيد من الحريات، بسبب النسبة المرتفعة لعدد الحاصلين على لقاحات كوفيد-19. وبذلك ستبقى أوكلاند قيد الإغلاق لأكثر من 9 أسابيع. واعترفت رئيسة الوزراء بأن الإجراءات الصحية الصارمة التي اتخذتها حكومتها لا يحتمل أن تنجح في دحر سلالة دلتا، لكن من الضروري استمرار الإغلاق الراهن حتى يمكن تسريع حملات التطعيم في أرجاء نيوزيلندا. وأعلنت أردن أن 16 الجاري سيكون «اليوم الوطني للعمل»، لتعزيز حملة التطعيم، حتى يمكن لحكومتها أن تبدأ تدريجياً في رفع القيود الصحية الحالية. وأوضحت رئيسة الوزراء أن البلاد نجحت حتى الآن في تطعيم 57% من سكانها الذين تجاوزت أعمارهم 12 عاماً بجرعتي اللقاح، فيما حصل 82% من السكان على جرعة وحيدة على الأقل. وأقرت أردن أمس بأن تحقيق مرامي إستراتيجية «صفر كوفيد» أمرٌ غاية في الصعوبة. وكانت نيوزيلندا هرعت إلى الإغلاق بعد اكتشاف إصابة وحيدة بكوفيد-19 في مدينة أوكلاند منتصف أغسطس الماضي. وخلال الأسابيع الماضية ارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى 1622 حالة. وأعلنت السلطات الصحية أنها سجلت أمس (الإثنين) 35 إصابة جديدة، بعد تسجيل 60 حالة (الأحد). وأوضحت رئيسة الحكومة أن مدارس أوكلاند لن تعاود العمل في 18 الجاري كما كان مقرراً.
أما في أستراليا المجاورة؛ فقد بدأ سكان سيدني -عاصمة مقاطعة نيو ساوث ويلز، الأكبر كثافة سكانية في البلاد- يشتمون طعم الحرية بعد إغلاق استمر 15 أسبوعاً. ولم يصدقوا أن قيود كوفيد الصحية تم رفعها اعتباراً من الإثنين؛ إذ خرجوا زرافاتٍ ووحداناً ليزوروا المقاهي، وصالونات تزيين الشعر، ومحلات السوبرماركت، والساحات التي ظلوا محرومين منها طوال الأشهر السابقة. وقالت حكومة المقاطعة إن هذه العودة للوضع المعتاد سابقاً تأتي بعد تطعيم 70% من سكان المقاطعة الذين تجاوزت أعمارهم 16 عاماً باللقاحات المناوئة لوباء كوفيد-19. وأضافت أن المقاهي والمطاعم وأندية اللياقة البدنية والحانات ستكون مفتوحة لدخول من يستطيعون إبراز شهادة تحصين كامل. وزادت أنها ستعلن خلال الأسابيع القادمة إزالة مزيد من التدابير الصحية حال ارتفاع نسبة التحصين إلى 80%. وأوضحت أنها سجلت 496 إصابة جديدة بسلالة دلتا خلال الساعات الـ24 الماضية. لكن مقاطعة فكتوريا المجاورة، التي لا تزال خاضعة لتدبير الإغلاق أعلنت تسجيل 1612 إصابة محلية جديدة أمس (الإثنين).
وفي المقابل؛ أعلن مستشار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشؤون الوبائية الدكتور أنطوني فوتشي الليل قبل الماضي أن عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً، بحيث لا تمكن العودة إلى الحياة المعتادة. وحذر من مغبة التسرع لإعلان تحقيق النصر على فايروس كورونا الجديد. وقال إنه على رغم هبوط الحالات الجديدة من متوسط بحدود 150 ألفاً يومياً الشهر الماضي إلى نحو 95 ألفاً يومياً في الوقت الراهن؛ فإن ذلك العدد لا يزال مرتفعاً. وكانت أمريكا أعلنت (الإثنين) تسجيل 96549 إصابة جديدة، وألفيْ وفاة. وتجاوز العدد التراكمي لإصاباتها منذ اندلاع الجائحة 45 مليوناً.