أكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي أن حماية البيئة تُعد إحدى الأولويات التي ترسخت في رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن جهود حماية البيئة بدأت عبر إنشاء وزارة البيئة والمياه والزراعة، ثم استتبعت باعتماد الإستراتيجية الوطنية للبيئة.
وبين خلال الجلسة النقاشية في منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» الذي استضافته الرياض اليوم (السبت) أن الإستراتيجية تضمنت 64 مبادرة بتكلفة إجمالية تتجاوز 52 مليار ريال سعودي، شاملة لجميع جوانب المجال البيئي، لافتاً الانتباه إلى أن أبرز توصيات الإستراتيجية هي: إعادة هيكلة الإطار المؤسسي عبر إنشاء صندوق بيئي وطني في المنطقة، و5 مراكز بيئية وطنية لتعزيز الامتثال البيئي ومكافحة التصحر وحماية الحياة الفطرية، وتعزيز إعادة تدوير النفايات، وتوفير خدمات الأرصاد الجوية والدراسات المناخية، كما أصدرت حكومة المملكة نظام البيئة الوطني ونظام إدارة النفايات ونظام الأرصاد الجوية لإرساء الإطار التنظيمي للقطاع.
وأشار المهندس الفضلي إلى أن مبادرة «السعودية الخضراء» تسهم في حماية التنوع البيولوجي، وتسعى للإعلان عن 30% من مساحة أراضي المملكة كمناطق محمية، مبيناً أن المملكة حققت إنجازات كبيرة في هذا المسار على مدار السنوات الثلاث الماضية، حيث جرى زيادة المناطق المحمية بأربعة أضعاف لتصل إلى نحو 16% من إجمالي مساحة المملكة بعد أن كانت تمثل نسبة 4.3% فقط قبل ثلاث سنوات، كما زادت وزارة البيئة والمياه والزراعة عدد المنتزهات الوطنية من 19 متنزهاً قبل ثلاث سنوات إلى أكثر من 300 متنزه حالياً، وبناء العديد من مراكز تكاثر أنواع الحياة الفطرية المحلية المهددة بالانقراض، لافتاً الانتباه إلى أن نظام البيئة الذي أُصدر أخيراً يركز بشكل كبير على التنوع البيولوجي، وحماية وترميم الموائل الساحلية والبحرية مثل غابات المانغروف والشعاب المرجانية.
وتناولت الجلسة المستجدات الخاصة بالاستعدادات لمؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (كوب15)، وبحث الخطة والتوقعات بشأن المؤتمر، وتأثيراتها على المساعي العالمية لاستعادة النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومناقشة الطموحات والمبادرات على الصعيدين الوطني والإقليمي.
من جهتها، أكدت وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات العربية المتحدة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري أنهم في دولة الإمارات قاموا بجهود في مجال حماية البيئة، والتنوع البيئي والمحافظة عليه يحتاج إلى تعاون دولي، منوهةً بما تشكله الطبيعة من أهمية بوصفها، رأس مال مهم للعالم، مشددةً على أن الحفاظ على التنوع البيئي أمر مهم جدا ويتطلب جهود جبارة من الجميع.
وشارك في الجلسة وزير المياه والغابات بالغابون لي وايت، والرئيس التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، اللذان تناوبا على الحديث عن هموم والمشكلات التي تواجه البيئة، والتأثيرات المساعي العالمية لاستعادة النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي والطموحات والمبادرات على الصعيدين الوطني والإقليمي في هذا الخصوص.