لقطة من مقطع قيام الشرطي وزميلته بإخراج جيلبرت من محطة المترو. (وكالات)
لقطة من مقطع قيام الشرطي وزميلته بإخراج جيلبرت من محطة المترو. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
أضحى وباء كوفيد-19، الذي يتسبب بحدوثه فايروس كورونا الجديد، أحد العناصر الفاعلة في عالم السياسة والاقتصاد حول العالم، إلى جانب تأثيراته المدمرة، والوفيات التي يكون سبباً في وقوعها. ففي إسبانيا، العاشرة عالمياً من حيث عدد الإصابات، بـ4.99 مليون إصابة، نجمت عنها 87132 وفاة؛ أعلنت الحكومة أنها ستعيد لمئات الآلاف من سكانها غرامات مالية فُرضت عليهم، لمخالفتهم التدابير والإرشادات الصحية لمكافحة جائحة كورونا السنة الماضية. وقالت وزارة الداخلية الإسبانية أمس الأول إن عدداً كبيراً من مواطنيها دفعوا خلال ربيع سنة 2020 أكثر من 1.1 مليون غرامة مالية، وكانت إسبانيا فرضت إغلاقاً مشدداً إلى درجة لا نظير لها في القارة الأوروبية، لصد الجائحة التي ضربت البلاد بقسوة. وشمل الإغلاق الإسباني منع الأطفال من الخروج من منازلهم، حتى لو أرادوا ممارسة التمارين الرياضية. ويأتي قرار إرجاع الغرامات انصياعاً لحكم أصدرته المحكمة الدستورية الإسبانية في يوليو الماضي. ويقضي الحكم بأن الحكومة الإسبانية تجاوزت صلاحياتها الإدارية، حين فرضت حال الطوارئ في مارس 2020، واستندت عليها لفرض الغرامات والإغلاق والتدابير الوقائية الأخرى. وعلى رغم أن عدداً ممن فرضت عليهم الغرامات لم يدفعوها للدولة حتى الآن؛ إلا أن الحكومة الإسبانية ذكرت في يوليو الماضي أنها تحصلت على غرامات بلغت جملتها 115 مليون يورو أثناء حال الطوارئ التي استمرت ثلاثة أشهر. ويذكر أن المحكمة الدستورية الإسبانية لم توجه إدانة للحكومة على إرغامها الشعب على البقاء في منازلهم، لوقف تفشي فايروس كوفيد-19؛ بل ندد حكمها بتفسير الحكومة لحقها في إعلان حال طوارئ، إلى جانب حقها في اتخاذ إجراءات بعينها، بما في ذلك منع الناس من مغادرة منازلهم في المدن لقضاء فترة الإغلاق في منازلهم الريفية. ولا تزال المحكمة الدستورية الإسبانية تنظر في طعن آخر ضد الحكومة، لقرارها فرض حال طوارئ أخرى من نوفمبر 2020 إلى مايو 2021، لمواجهة اندلاع جديد لفايروس كورونا الجديد.

ومن تجليات كوفيد-19 في الحياة السياسية والإدارية الأمريكية؛ شاهد أكثر من ثلاثة ملايين أمريكي أمس الأول مقطعاً مرئياً لا تزيد مدته على 35 ثانية، يظهر فيه الأمريكي أندرو جيلبرت (27 عاماً) في إحدى محطات قطار المترو في حي مانهاتن بنيويورك، وهو يطلب من رجلي شرطة أن يرتديا الكمامة، انصياعاً لتعليمات حاكمة الولاية. فما كان من رجل الشرطة وزميلته إلا أن أمسكا بجيلبرت من سترته، واقتاداه من خلال أحد أبواب الطوارئ ليخرجاه من المحطة، ووصفاه بأنه «مثير للمشكلات». وذكر جيلبرت لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس أنه كان متجهاً إلى مكان عمله صباح الثلاثاء الماضي عندما وقعت الحادثة. وأضاف أن رجل الشرطة رد عليه بأنه لا يستطيع سماع ما يقوله من وراء كمامته! وحدثت مشادة كلامية بينهما لنحو دقيقة، قام بعدها الشرطي بجره من سترته، واقتياده إلى باب مخرج الطوارئ ليخرجه من المحطة كلياً. وأشارت الصحيفة إلى أن الانتقادات الموجهة إلى رجال شرطة نيويورك لعدم انصياعهم لتعليمات ارتداء قناع الوجه ظلت تتردد بشكل مستمر منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد في نيويورك. وتشدد تعليمات هيئة النقل العمومي في نيويورك على إلزامية ارتداء قناع الوجه في جميع وسائل النقل بالمدينة، وداخل محطات قطارات المترو منذ أبريل 2020.


وفي أمريكا أيضاً؛ أشارت نتائج استطلاعات للرأي أجريت خلال الشهرين الماضيين إلى انحدار كبير في شعبية الرئيس جو بايدن، لدى جميع الشرائح الديموغرافية في البلاد، بعدما أخفقت وعوده في إعادة الحياة إلى طبيعتها، وإثر ارتفاع معدلات التضخم، والفوضى التي تشهدها الحدود الأمريكية، وبالطبع ما حدث في أفغانستان أخيراً. بيد أن النقطة الوحيدة البيضاء في سجل بايدن هي معالجته لمكافحة الفايروس؛ إذ أجمع من استطلعت آراؤهم على أن إدارته الأزمة الصحية تتسم بالنجاح، خصوصاً طلبه من الشركات الأمريكية الكبرى إلزام عمالتها بالخضوع للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. غير أن تلك الشعبية المتعلقة بمكافحة النازلة آخذة في الانحسار، بعدما بدأ التقدم الصحي يتحول تراجعاً منذ هيمنة سلالة دلتا المتحورة وراثياً على المشهد الصحي الأمريكي خلال الصيف. وأشارت «التايمز» إلى أن الوباء العالمي انحدر إلى المرتبة الثامنة في قائمة القضايا التي يعتبرها الأمريكيون أشد إلحاحاً.