مثلما كانت بريطانيا سباقة إلى اقتناء ملايين الجرعات من لقاحات وباء كوفيد-19؛ فمن الواضح أنها ستسبق دول العالم الأخرى إلى اكتناز أكبر كميات ممكنة من الأدوية الواعدة التي يقول صانعوها إنها قادرة على معالجة كوفيد-19، دون حاجة إلى تنويم المصابين به في المستشفيات. فقد أعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس الأول أن الحكومة البريطانية اشترت 480 ألف جرعة علاجية من حبة مولنوبيرافير، التي ابتكرتها شركة ميرك الدوائية الأمريكية. وتعرف هذه الحبة في بريطانيا بـMSD. كما اشترت بريطانيا 250 ألف جرعة دوائية من عقار PF-073 الذي صنعته شركة فايزر الأمريكية لعلاج كوفيد-19. ولم تكشف الحكومة البريطانية ما دفعته لاقتناء هذين العلاجيْن. لكن الحكومة الأمريكية أعلنت من جانبها أنها دفعت 1.2 مليار دولار لشراء 1.7 مليون وصفة علاجية من حبة شركة ميرك. وإذا تم تسعير الدواء في بريطانيا بالطريقة نفسها، فمن المحتمل أن تكون بريطانيا دفعت 250 مليون جنيه استرليني لشراء الكمية المذكورة من حبة ميرك؛ على رغم أن التكلفة الحقيقية لصنعها لا تتجاوز 12 مليوناً من الجنيهات الاسترلينية، بحسب صحيفة «ميل أون صانداي» البريطانية أمس. ويتوقع أن تصادق وكالة الأدوية البريطانية (معادل هيئة الغذاء والدواء في دول أخرى) على استخدام حبة ميرك خلال نوفمبر القادم. غير أنه لا يتوقع وصول حبة فايزر لعلاج كورونا حتى يناير القادم على أقرب تقدير. وكانت بيانات التجارب السريرية على حبة ميرك أظهرت أنها إذا تم تعاطيها بمعدل قرصين في اليوم، فإنها تخفض احتمالات تنويم المصاب بالفايروس، وكذلك احتمالات وفاته بنسبة 50%. ولا تزال حبة فايزر، التي تتألف من مركّبيْن مضاديْن للفايروسات، أحدهما عقار ريتونافير المستخدم في معالجة فايروس نقص المناعة المكتسب (ايدز)، قيد التجربة السريرية. وفيما قال وزير الصحة البريطاني إن العقارين الجديدين سيوصفان للأشخاص المصابين بالفايروس، أو المعرضين للإصابة به في مواقع محددة، كدور المسنّين. لكن السلطات البريطانية لم تحدد تفاصيل إعطائهما.