مرض وموت في غالبية الأماكن التي اختارها وباء فايروس كورونا الجديد هدفاً له. لكن أهلها يختصمون حولما إذا كان يجب عليهم إعلان الانتصار على الوباء. ويشغل كثيرون وقتهم بتحليل الأرقام، في محاولة لفهم كيف يتصرف الفايروس، وكيف يمكن تفادي موجاته الهجومية المقبلة. من دون جلبة، قفز العدد التراكمي لإصابات العالم قبيل منتصف ليل السبت إلى 244 مليوناً. وارتفع تبعاً لذلك عدد وفيات العالم بالفايروس منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 4.96 مليون وفاة. الدولتان الأسوأ من حيث تفاقم الأزمة الصحية هما الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد سجلت الولايات المتحدة أمس 73365 حالة جديدة، و1513 وفاة إضافية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات أمريكا أمس إلى 46.29 مليون إصابة. أما بريطانيا فسجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 45102 إصابة. وبلغت جملة إصابات بلدان العالم في 23 أكتوبر الجاري 367027 إصابة. ولازم تلك الأرقام غير الجيدة ارتفاع متواصل في عدد جرعات اللقاحات المستخدمة، ليبلغ أمس (الأحد) 6.84 مليار جرعة، استخدمت في 184 بلداً ومنطقة.
أسوأ بلدين صحياً في الشرق الأوسط هما تركيا، وإيران. فقد تواصل تردي الحالة الصحية في تركيا حتى أضحت تحتل المرتبة السادسة عالمياً، بتسجيل 7.83 مليون إصابة. وتحتل إيران المرتبة الثامنة عالمياً بـ5.85 مليون إصابة منذ بدء النازلة. وبما أن كوفيد-19 ليس فايروس الأثرياء وحدهم؛ ضاعف ضرره على إحدى أفقر دول العالم، وهي بيرو في أمريكا اللاتينية، ففيما وصل العدد التراكمي لإصاباتها إلى 2.19 مليون إصابة؛ قفز عدد وفياتها بالوباء العالمي أمس إلى أكثر من 200 ألف وفاة.
وبدأت الصين -التي خرج منها الفايروس في نهاية 2019- تصطلي بتفش جديد يقض مضاجع سلطاتها الصحية والسياسية على حد سواء. وقررت الحكومة الصينية أمس تعليق السياحة في محافظات البلاد؛ بعدما انتقلت موجة وبائية قادمة من هناك إلى العاصمة بكين. وأضافت أنها قررت خفض الحد الأقصى لحضور المناسبات والتجمعات في بكين. كما قررت بلدية العاصمة الصينية تشديد الرقابة على الصيدليات، بعد إغلاق 26 صيدلية تقول السلطات إنها تفتقر إلى التدابير الوقائية الكافية. وأعلنت الصين أنها سجلت 28 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 26 منها محلية. وأضافت أن أربعاً من تلك الحالات الجديدة غير مصحوبة بأعراض. وكانت الصين أعلنت السبت اكتشاف 38 إصابة جديدة، منها ست إصابات في العاصمة الصينية. وكالعادة فإن الصين قررت إجراء فحوص لسكان أحياء بأَسْرِها في بكين. وهي وسيلتها المفضلة لكبح جماح الاندلاعات الوبائية.
الوضع الصحي في روسيا هو الأكثر إثارة للقلق على مستوى العالم. فمن الواضح أن رفض قطاعات عريضة من الشعب الروسي الخضوع للقاحات التي ابتكرها علماء حكومة الرئيس فلاديمير بوتين أدى إلى تدهور خطير في الأزمة الوبائية. ودخلت روسيا خلال اليومين الماضيين في مرحلة تسجيل أرقام قياسية من الحالات الجديدة والوفيات؛ إذ أعلنت السبت وفاة 1075 شخصاً، وإصابة 37678 شخصاً بالفايروس، وهي أكبر أرقام من جنسها منذ اندلاع جائحة كورونا قبل نحو سنتين. ولا يزيد عدد من خضعوا للقاحات الروسية المضادة لكوفيد-19 على ثلث عدد الشعب الروسي، البالغ 146 مليون نسمة. وعلى رغم أن الرئيس بوتين ظل يعارض اللجوء إلى تدابير مشددة، من قبيل الإغلاق؛ إلا أنه اضطر إلى تعطيل الأعمال الخاصة والعامة اعتباراً من 30 الجاري، حتى 7 نوفمبر المقبل. وقررت مناطق روسية موبوءة فرض إجراءات صحية إضافية، تشمل إغلاق دور السينما، والمطاعم، والمسارح، والمقاهي. ولا يسمح لأي شخص بالجلوس لتناول وجبة في أي مطعم إلا إذا أبرز شهادة تثبت تحصينه بجرعتي اللقاح المضاد لكوفيد-19. وكانت نتيجة طبيعية لهذه الحال أن يرتفع العدد التراكمي لإصابات روسيا إلى 8.2 مليون إصابة، نجمت عنها 229528 وفاة بحسب وزارة الصحة الروسية، التي تقول إنها لا تعتد إلا بالوفيات التي تذكر شهادة الوفاة أنها ناجمة عن كوفيد-19 مباشرة. وتقول خدمة الإحصاءات الوطنية (روستات) إن ذلك النهج أسقط عشرات الآلاف من الوفيات التي يذكر في شهادة الوفاة أن كوفيد كان أحد العوامل المتسببة فيها. وتشير الأرقام الروسية المعلنة السبت إلى أن عدد الحالات الجديدة ارتفع بنسبة 33% عما كان عليه في نهاية سبتمبر الماضي. كما أن عدد الوفيات الإضافية الأخيرة ينبئ عن زيادة نسبتها 70% عن وفيات الشهر الماضي. ويقول الخبراء إن السلطات الروسية تتحمل وحدها وزر التشكيك الشعبي الواسع النطاق في لقاحاتها المحلية الصنع؛ إذ دأبت الأجهزة الإعلامية الحكومية على شن حملات إعلامية موسعة لانتقاص قيمة لقاحات مرسال الحمض النووي الريبي التي ابتكرتها القوى الغربية. ما حمل كثيراً من أفراد الشعب الروسي على التشكيك في فعالية وجدوى اللقاحات المحلية، المنتجة بتكنولوجيا أقدم، وأقل مواكبة.
أسرار اغتيال كينيدي... أحدث ضحايا كوفيد!
لم تقتصر أضرار وباء كوفيد-19 على تراكم أشغال الوكالات الفيديرالية الأمريكية، من الوزارات إلى تأخر تأشيرات الدخول لأمريكا، وطلبات الحصول على الضمان الاجتماعي. وكانت ملفات ألغاز اغتيال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي أحدث ضحايا العرقلة الإدارية الناجمة عن الوباء العالمي. فقد كان مقرراً الإفراج عن مزيد من تلك الملفات السرية الجمعة الماضية. غير أن بياناً من البيت الأبيض، وقعه الرئيس جو بايدن، أعلن أن وباء كوفيد-19 تسبب في تأجيل الكشف عن عدد من السجلات المتعلقة باغتيال كينيدي في عام 1963. وأشار البيان إلى أن مسؤول الأرشيف أفاد بأن كوفيد-19 كان سبباً رئيسياً لإعاقة التشاور مع عدد من الوكالات الحكومية قبل الإفراج عن تلك السجلات السرية. وأشار البيت الأبيض إلى أن القيّم على الأرشيف القومي الأمريكي ديفيد فيرييرو ذكر أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لاستكمال الأبحاث، والتشاور مع الوكالات الفيديرالية الأخرى. ولا تزال ألغاز اغتيال الرئيس الأمريكي الـ35 في 22 نوفمبر 1963 تلهب المخيال الشعبي الأمريكي. وكانت سبباً في شيوع عدد كبير من نظريات المؤامرة.
أسوأ بلدين صحياً في الشرق الأوسط هما تركيا، وإيران. فقد تواصل تردي الحالة الصحية في تركيا حتى أضحت تحتل المرتبة السادسة عالمياً، بتسجيل 7.83 مليون إصابة. وتحتل إيران المرتبة الثامنة عالمياً بـ5.85 مليون إصابة منذ بدء النازلة. وبما أن كوفيد-19 ليس فايروس الأثرياء وحدهم؛ ضاعف ضرره على إحدى أفقر دول العالم، وهي بيرو في أمريكا اللاتينية، ففيما وصل العدد التراكمي لإصاباتها إلى 2.19 مليون إصابة؛ قفز عدد وفياتها بالوباء العالمي أمس إلى أكثر من 200 ألف وفاة.
وبدأت الصين -التي خرج منها الفايروس في نهاية 2019- تصطلي بتفش جديد يقض مضاجع سلطاتها الصحية والسياسية على حد سواء. وقررت الحكومة الصينية أمس تعليق السياحة في محافظات البلاد؛ بعدما انتقلت موجة وبائية قادمة من هناك إلى العاصمة بكين. وأضافت أنها قررت خفض الحد الأقصى لحضور المناسبات والتجمعات في بكين. كما قررت بلدية العاصمة الصينية تشديد الرقابة على الصيدليات، بعد إغلاق 26 صيدلية تقول السلطات إنها تفتقر إلى التدابير الوقائية الكافية. وأعلنت الصين أنها سجلت 28 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 26 منها محلية. وأضافت أن أربعاً من تلك الحالات الجديدة غير مصحوبة بأعراض. وكانت الصين أعلنت السبت اكتشاف 38 إصابة جديدة، منها ست إصابات في العاصمة الصينية. وكالعادة فإن الصين قررت إجراء فحوص لسكان أحياء بأَسْرِها في بكين. وهي وسيلتها المفضلة لكبح جماح الاندلاعات الوبائية.
الوضع الصحي في روسيا هو الأكثر إثارة للقلق على مستوى العالم. فمن الواضح أن رفض قطاعات عريضة من الشعب الروسي الخضوع للقاحات التي ابتكرها علماء حكومة الرئيس فلاديمير بوتين أدى إلى تدهور خطير في الأزمة الوبائية. ودخلت روسيا خلال اليومين الماضيين في مرحلة تسجيل أرقام قياسية من الحالات الجديدة والوفيات؛ إذ أعلنت السبت وفاة 1075 شخصاً، وإصابة 37678 شخصاً بالفايروس، وهي أكبر أرقام من جنسها منذ اندلاع جائحة كورونا قبل نحو سنتين. ولا يزيد عدد من خضعوا للقاحات الروسية المضادة لكوفيد-19 على ثلث عدد الشعب الروسي، البالغ 146 مليون نسمة. وعلى رغم أن الرئيس بوتين ظل يعارض اللجوء إلى تدابير مشددة، من قبيل الإغلاق؛ إلا أنه اضطر إلى تعطيل الأعمال الخاصة والعامة اعتباراً من 30 الجاري، حتى 7 نوفمبر المقبل. وقررت مناطق روسية موبوءة فرض إجراءات صحية إضافية، تشمل إغلاق دور السينما، والمطاعم، والمسارح، والمقاهي. ولا يسمح لأي شخص بالجلوس لتناول وجبة في أي مطعم إلا إذا أبرز شهادة تثبت تحصينه بجرعتي اللقاح المضاد لكوفيد-19. وكانت نتيجة طبيعية لهذه الحال أن يرتفع العدد التراكمي لإصابات روسيا إلى 8.2 مليون إصابة، نجمت عنها 229528 وفاة بحسب وزارة الصحة الروسية، التي تقول إنها لا تعتد إلا بالوفيات التي تذكر شهادة الوفاة أنها ناجمة عن كوفيد-19 مباشرة. وتقول خدمة الإحصاءات الوطنية (روستات) إن ذلك النهج أسقط عشرات الآلاف من الوفيات التي يذكر في شهادة الوفاة أن كوفيد كان أحد العوامل المتسببة فيها. وتشير الأرقام الروسية المعلنة السبت إلى أن عدد الحالات الجديدة ارتفع بنسبة 33% عما كان عليه في نهاية سبتمبر الماضي. كما أن عدد الوفيات الإضافية الأخيرة ينبئ عن زيادة نسبتها 70% عن وفيات الشهر الماضي. ويقول الخبراء إن السلطات الروسية تتحمل وحدها وزر التشكيك الشعبي الواسع النطاق في لقاحاتها المحلية الصنع؛ إذ دأبت الأجهزة الإعلامية الحكومية على شن حملات إعلامية موسعة لانتقاص قيمة لقاحات مرسال الحمض النووي الريبي التي ابتكرتها القوى الغربية. ما حمل كثيراً من أفراد الشعب الروسي على التشكيك في فعالية وجدوى اللقاحات المحلية، المنتجة بتكنولوجيا أقدم، وأقل مواكبة.
أسرار اغتيال كينيدي... أحدث ضحايا كوفيد!
لم تقتصر أضرار وباء كوفيد-19 على تراكم أشغال الوكالات الفيديرالية الأمريكية، من الوزارات إلى تأخر تأشيرات الدخول لأمريكا، وطلبات الحصول على الضمان الاجتماعي. وكانت ملفات ألغاز اغتيال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي أحدث ضحايا العرقلة الإدارية الناجمة عن الوباء العالمي. فقد كان مقرراً الإفراج عن مزيد من تلك الملفات السرية الجمعة الماضية. غير أن بياناً من البيت الأبيض، وقعه الرئيس جو بايدن، أعلن أن وباء كوفيد-19 تسبب في تأجيل الكشف عن عدد من السجلات المتعلقة باغتيال كينيدي في عام 1963. وأشار البيان إلى أن مسؤول الأرشيف أفاد بأن كوفيد-19 كان سبباً رئيسياً لإعاقة التشاور مع عدد من الوكالات الحكومية قبل الإفراج عن تلك السجلات السرية. وأشار البيت الأبيض إلى أن القيّم على الأرشيف القومي الأمريكي ديفيد فيرييرو ذكر أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لاستكمال الأبحاث، والتشاور مع الوكالات الفيديرالية الأخرى. ولا تزال ألغاز اغتيال الرئيس الأمريكي الـ35 في 22 نوفمبر 1963 تلهب المخيال الشعبي الأمريكي. وكانت سبباً في شيوع عدد كبير من نظريات المؤامرة.