عبداللطيف راضي
عبداللطيف راضي
-A +A
‫محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@

قيل في القدم «أسوأ أنواع البشر الذين يشربون من بئر ويرمون فيه حجرا» و«الحُر ما يأكل لحم ذراعيه»، ويُقصد بالمثل الأخير الصقر ذلك الطير الشهم الذي يفي مع صاحبه، فمن شربل وهبة إلى جورج قرداحي؛ تصاريح مستفزة على مدى الأشهر الماضية، بدأها وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال المستقيلة شربل وهبة الذي أُعفي من منصبه مرغما بذلك بعدما وصف السعوديين بـ«البدو»، ليأتي بعده جورج قرداحي منتقدا دفاع السعودية عن نفسها تجاه المليشيات الإرهابية الحوثية في اليمن المدعومة إيرانيا بمشاركة من عناصر حزب الله اللبناني. قرداحي الذي ظل لسنوات عدة يأكل من الخيرات السعودية والذي ينطبق عليه المثل الثاني «الحُر لا يأكل لحم ذراعيه» تناسى كل ما قُدم للشعب اللبناني في أحلك الظروف من جانب السعودية بدءًا من اتفاقية الطائف التي أنهت الحرب الأهلية في لبنان إضافة إلى المساعدات السعودية التي قُدمت للبنان الشقيق والتي تُعد من أكبر المساعدات بين البلدان في كل دول العالم.

لبنان جريحة تئن من قبضة حزب الشيطان. والسعودية الشامخة صبرت ودعمت ولكن ماذا بعد؟! تهريب المخدرات مستمر وتصاريح مسؤوليها تجاه المملكة ودول الخليج تستمر وكان القرار السعودي الذي أعلنته الخارجية السعودية اليوم لقطع النبرة الآمرة لاطماً وقوياً؛ وقف التعامل والتعاون واستدعاء السفير وطرد سفيرهم فهم أقرب للمليشيات لا الدول.

هذا وأوضح المحلل السياسي الكويتي عبداللطيف راضي لـ«عكاظ» أن القرارات التي اتخذتها الحكومة السعودية جاءت كخطوة سبقتها عدة خطوات هدفت إلى ردع بعض التيارات والأحزاب التي تستغل لبنان للإساءة إلى المملكة العربية السعودية، ولكن يبدو أن تلك الأحزاب إما أنها تريد أن تدمر لبنان بأكمله وتمارس سياسة الأرض المحروقة ولا يهمها أي مصلحة للشعب اللبناني أو أنها لا تزال تجهل صلابة الموقف السعودي في مواجهة أي صورة من صور دعم الإرهاب والحوثيين ولا تزال تلك الأحزاب التي تخترق لبنان لا تدرك أبعاد لحظة الغضب السعودية بعد الحلم.

وأضاف المحلل السياسي عبداللطيف راضي أن على من لا يريدون الخير للبنان واللبنانيين أن لا يجازفوا في اختبار رد الفعل السعودي.. وأنه ما لم تستعد تلك الأحزاب وشخصياتها وأدواتها وعيها فإن المملكة العربية السعودية ستكون قادرة على تقويم اعوجاجها.