درج غالب الأطباء على تحرير الوصفات الصيدلية بخط لا أحد يعرف أسراره إلا الذين يعملون في الصيدليات، حتى أن البعض يمضي إلى القول إن غموض الحروف وتداخلها إنما هو منهج يدرّس في كليات الطب وشفرة سرية لا يفك أسرارها غير الأطباء والصيادلة. فيما يعتقد البعض أن أقلام كتاب الوصفات الطبية علم غامض وأسلوب متفق عليه حتى لا تطال التزوير والتدخل غير البريء من المرضى في روشتاتهم.. فما سر هذا الغموض، «عكاظ» تستكشف خفايا خطوط الأطباء ودوافعهم في تحرير الوصفات بحروف متداخلة لا تكاد تقرأ. يقول الاستشاري في جراحة الجلد التجميلية والليزر الدكتور فهد السديري إن هناك أسباباً عدة وراء ظاهرة تداخل خطوط الأطباء وغموضها بينها ضيق وقت الطبيب، وضغط وتوتر العمل وكثرة التفكير ومحاولة إعطاء المرضى وقتا أطول بالشرح والكشف الطبي بالعيادة، فيكون الطبيب غير مهتم بجمال الخط وما يكتبه الأطباء ليس موجهاً إلى عامة الناس، وإنما سيقرأه أطباء وصيادلة، فخطوطهم مفهومة في ما بينهم بسبب سياق الكلام، وأيضاً بسبب الاختصارات الطبية المعروفة والمتداولة بينهم، ولا ننسى كثرة التقارير والأعمال الورقية المطلوبة من الطبيب كل يوم، ما يجعل وقته ضيقاً، وإذا تعذر للصيدلي قراءة الوصفة يمكن له الاتصال بالطبيب للاستفهام منه وللاستيضاح أكثر، وفي كثير من دول العالم ومنها السعودية تحولت الوصفات إلى إلكترونية وأكثر سهولة ووضوحاً.
عضلات اليد الصغيرة.. مرهقة
استشاري طب العيون وجراحات تصحيح النظر الدكتور عوض القرني في رأيه أن كليات الطب في العالم تستقبل صفوة الطلاب وعادة يتمتعون بخط يد جميل ومقروء بشكل جيد، ومع دراسة الطب يحدث تغير كبير في خطوطهم وكذلك في حياتهم، ويجب على الأطباء أن يكتبوا أكثر، فهناك قاعدة مهمة في عالم الطب وهي: «في المجال الطبي، إذا لم يتم توثيق ذلك، فذلك لم يحدث»، فأي شيء تتحدث عنه كمريض خلف الأبواب المغلقة يحتاج إلى دليل مكتوب لتاريخك الطبي.
ويضيف الدكتور القرني أن الأيام الطويلة بالإضافة إلى أطنان من الكتابة تساوي يداً متعبة جداً. فعادة إذا كنت تكتب حرفياً لمدة 10 إلى 12 ساعة في اليوم وكنت تكتب بخط يدك، فإن يدك لا تستطيع فعل ذلك، ولذلك يزداد خط يد معظم الأطباء سوءاً على مدار اليوم، إذ تعمل عضلات اليد الصغيرة على إرهاقها وإذا تمكن الأطباء من قضاء ساعة مع كل مريض، فقد يكونون قادرين على الإبطاء وإراحة أيديهم وستكون خطوطهم أجمل. والحقيقة أن معظم الأطباء يستقبلون المريض خلال أقل من عشر دقائق، ويجب على الطبيب في هذه المدة القصيرة أخذ التاريخ المرضي والإجابة على استفسارات المريض ومراجعة تحاليله وكتابة كل ذلك بالإضافة إلى وصفة الأدوية.
الحروف غير المقروءة.. تقتل !
الخطوط اليدوية غير الواضحة قد تسبب أخطاء قاتلة، وُجد تقرير صدر عام 2006 أن أكثر من 7000 شخص يموتون سنوياً في أمريكا بسبب أخطاء طبية ناجمة عن خط يد غير مقروء. والآن يتجه الأطباء نحو السجلات الطبية الإلكترونية لتقليل أخطاء الترجمة المفقودة والخطوط غير المقروءة. وبعض المستشفيات بدأت تطلب من الأطباء إرسال الوصفات الطبية إلكترونيًا بدلاً من تمرير وصفات مكتوبة يدوية وحتى الآن لم تبحث أي دراسات في ما إذا كان معدل الوفيات السنوي من الوصفات الطبية الخاطئة قد انخفض، لكن الأطباء يتفقون على أن هناك فرصة أقل للخطأ عند قراءة الوصفات والتقارير الطبية.الاستعجال وتعبئة الأوراق
استشاري الباطنة والأمراض المعدية الدكتور علاء العلي يعزو سوء خط الأطباء إلى عدة أسباب، ومع ذلك لا نعذرهم في ذلك فيجب على الطبيب الاهتمام أكثر بخطه ومراعاة أن من سيقرأ الوصفة قادر على فك طلاسمه، فالخط السيئ ينعكس على الوصفة نفسها وقد ينعكس على صرف أدوية خاطئة يشكل خطرا عى صحة المريض. ومن أهم الأسباب في سوء الخط كثرة الأوراق، والملاحظات التي يجب على الطبيب تدوينها بما في ذلك القصة المرضية وما وجده الطبيب أثناء الفحص السريري وتدوين بعض العلامات الحيوية والتحاليل المهمة، الأمر الذي ينتهي به في نهاية المطاف لتعبئة أوراق كثيرة تؤثر على وقت المريض والطبيب على حد سواء فيضطر المعالج للاستعجال وهذا يؤثر على خطه ويقلل من جودته. ومن الأسباب المهمة أيضا تعب عضلات يد الطبيب مع الوقت فكلما زاد الوقت كلما زادت الأوراق، وبالتالي يؤثر ذلك على عضلات اليد وبالتالي تقل جودة الخط.
المسؤول بإدارة الطلبيات بصيدلية هاني بخاري يقر بأن الصيادلة يعانون أحياناً من مصاعب في قراءة الوصفات بسبب عدم وضوح خطوط الأطباء وهذا يعود إلى استعجال الأطباء والتعميم ظالم، فهناك بعض الأطباء خطوطهم حسنة وسهلة القراءة ومع الخبرة والوقت ندرك كيف نفتح الشفرات.
فالطبيب مجبر يكتب الوصفة كاملة شاملة الاسم والشكل الدوائي وتركيز الدواء والمدة، وفي الوقت الحالي بدأت الخطوط غير المقروءة في الاختفاء؛ لأن أغلب المستشفيات تتوجه إلى الوصفات الإلكترونية، ومع ذلك ما زالت مستوصفات ومستشفيات صغيرة تعمل بالوصفة الورقية.
أما رئيس قسم التوعية الصيدلية في مجلس الصحة لدول مجلس التعاون صالح العليان فيقول إن الوصفة الطبية هي لغة الحوار بين الطبيب والصيدلي وعادة ما يرمز لها بالأحرف اللاتينية Rx. منذ قديم الزمان والوصفة تعتمد على كتابة خط اليد وهذا يعتمد على جودة خط الطبيب، إذ تتضمن الوصفة الطبية اسم الدواء والتركيز وعدد الجرع الموصى بها وبعض التعليمات الأخرى. وتحتوي الوصفة على اختصارات طبية متعارف عليها طبياً، مثلاً عند كتابة B.i.d وتعني مرتين باليوم والأخطاء الإملائية وعدم وضوح الخط أمر وارد ما يسبب أخطاء طبية قد تؤثر على صحة المريض بسبب أوجه التشابه في العلامة التجارية للأدوية أو الأسماء الصيدلانية، وهنا ظهرت الحاجة للوصفات الطبية الإلكترونية وهي إطار تقني يسمح للأطباء والممارسين الطبيين بكتابة وإرسال الوصفات الطبية إلى الصيدلية إلكترونيًا بدلاً من استخدام الوصفات المكتوبة بخط اليد، وذلك يقلل من الأخطاء الطبية، فالدواء يكون آمناً إذا أخذته في الوقت المناسب والجرعة المناسبة.
الخبرة عامل أساسي في الشفرات
أخصائي أول طب أسرة الدكتور محمد غشيان يؤكد أن الرحلة العلاجية للمرضى تشمل العديد من المراحل، منها التشخيص، ويأتي بعدها صرف العلاج المناسب خلال ما يعرف بالوصفات الطبية، وقد تكون الوصفة الطبية دوائية وغير دوائية كممارسة الرياضة أو اتباع نمط غذائي معين. فالوصفة هي أداة تواصل بين عدة أطراف داخل منظومة الرعاية الصحية إلى أن تصل إلى المستفيد الأول وهو المراجع. أحد أهم معايير جودة رعاية وسلامة المرضى داخل المنشأة الطبية هي الوصفات الملتزمة بالمعايير العالمية لكتابتها لأنها أحد أهم مناطق وقوع الأخطاء الطبية، فالخطأ الطبي في الوصفة الطبية قد يقع من الطبيب خلال إنشاء الوصفة المناسبة أو من الممرض خلال إعطاء الوصفة أو من الصيدلي أثناء صرف الوصفة الطبية أو من المريض خلال الاستلام. وفي الآونة الأخيرة شهدت الرعاية الصحية قفزات مهمة منها وجود الأنظمة والملفات المحوسبة التي رفعت من معايير الجودة والسلامة للمرضى، فعلى مقدمي الرعاية الطبية والمستفيدين منها عدم التذمر بضيق الوقت لكتابة الوصفة الطبية بشكل لائق أو الاعتماد على مهارة الآخرين في قراءة خطوط الدكاترة.
الروشتة المحوسبة هي الحل
عضلات اليد الصغيرة.. مرهقة
استشاري طب العيون وجراحات تصحيح النظر الدكتور عوض القرني في رأيه أن كليات الطب في العالم تستقبل صفوة الطلاب وعادة يتمتعون بخط يد جميل ومقروء بشكل جيد، ومع دراسة الطب يحدث تغير كبير في خطوطهم وكذلك في حياتهم، ويجب على الأطباء أن يكتبوا أكثر، فهناك قاعدة مهمة في عالم الطب وهي: «في المجال الطبي، إذا لم يتم توثيق ذلك، فذلك لم يحدث»، فأي شيء تتحدث عنه كمريض خلف الأبواب المغلقة يحتاج إلى دليل مكتوب لتاريخك الطبي.
ويضيف الدكتور القرني أن الأيام الطويلة بالإضافة إلى أطنان من الكتابة تساوي يداً متعبة جداً. فعادة إذا كنت تكتب حرفياً لمدة 10 إلى 12 ساعة في اليوم وكنت تكتب بخط يدك، فإن يدك لا تستطيع فعل ذلك، ولذلك يزداد خط يد معظم الأطباء سوءاً على مدار اليوم، إذ تعمل عضلات اليد الصغيرة على إرهاقها وإذا تمكن الأطباء من قضاء ساعة مع كل مريض، فقد يكونون قادرين على الإبطاء وإراحة أيديهم وستكون خطوطهم أجمل. والحقيقة أن معظم الأطباء يستقبلون المريض خلال أقل من عشر دقائق، ويجب على الطبيب في هذه المدة القصيرة أخذ التاريخ المرضي والإجابة على استفسارات المريض ومراجعة تحاليله وكتابة كل ذلك بالإضافة إلى وصفة الأدوية.
الحروف غير المقروءة.. تقتل !
الخطوط اليدوية غير الواضحة قد تسبب أخطاء قاتلة، وُجد تقرير صدر عام 2006 أن أكثر من 7000 شخص يموتون سنوياً في أمريكا بسبب أخطاء طبية ناجمة عن خط يد غير مقروء. والآن يتجه الأطباء نحو السجلات الطبية الإلكترونية لتقليل أخطاء الترجمة المفقودة والخطوط غير المقروءة. وبعض المستشفيات بدأت تطلب من الأطباء إرسال الوصفات الطبية إلكترونيًا بدلاً من تمرير وصفات مكتوبة يدوية وحتى الآن لم تبحث أي دراسات في ما إذا كان معدل الوفيات السنوي من الوصفات الطبية الخاطئة قد انخفض، لكن الأطباء يتفقون على أن هناك فرصة أقل للخطأ عند قراءة الوصفات والتقارير الطبية.الاستعجال وتعبئة الأوراق
استشاري الباطنة والأمراض المعدية الدكتور علاء العلي يعزو سوء خط الأطباء إلى عدة أسباب، ومع ذلك لا نعذرهم في ذلك فيجب على الطبيب الاهتمام أكثر بخطه ومراعاة أن من سيقرأ الوصفة قادر على فك طلاسمه، فالخط السيئ ينعكس على الوصفة نفسها وقد ينعكس على صرف أدوية خاطئة يشكل خطرا عى صحة المريض. ومن أهم الأسباب في سوء الخط كثرة الأوراق، والملاحظات التي يجب على الطبيب تدوينها بما في ذلك القصة المرضية وما وجده الطبيب أثناء الفحص السريري وتدوين بعض العلامات الحيوية والتحاليل المهمة، الأمر الذي ينتهي به في نهاية المطاف لتعبئة أوراق كثيرة تؤثر على وقت المريض والطبيب على حد سواء فيضطر المعالج للاستعجال وهذا يؤثر على خطه ويقلل من جودته. ومن الأسباب المهمة أيضا تعب عضلات يد الطبيب مع الوقت فكلما زاد الوقت كلما زادت الأوراق، وبالتالي يؤثر ذلك على عضلات اليد وبالتالي تقل جودة الخط.
المسؤول بإدارة الطلبيات بصيدلية هاني بخاري يقر بأن الصيادلة يعانون أحياناً من مصاعب في قراءة الوصفات بسبب عدم وضوح خطوط الأطباء وهذا يعود إلى استعجال الأطباء والتعميم ظالم، فهناك بعض الأطباء خطوطهم حسنة وسهلة القراءة ومع الخبرة والوقت ندرك كيف نفتح الشفرات.
فالطبيب مجبر يكتب الوصفة كاملة شاملة الاسم والشكل الدوائي وتركيز الدواء والمدة، وفي الوقت الحالي بدأت الخطوط غير المقروءة في الاختفاء؛ لأن أغلب المستشفيات تتوجه إلى الوصفات الإلكترونية، ومع ذلك ما زالت مستوصفات ومستشفيات صغيرة تعمل بالوصفة الورقية.
أما رئيس قسم التوعية الصيدلية في مجلس الصحة لدول مجلس التعاون صالح العليان فيقول إن الوصفة الطبية هي لغة الحوار بين الطبيب والصيدلي وعادة ما يرمز لها بالأحرف اللاتينية Rx. منذ قديم الزمان والوصفة تعتمد على كتابة خط اليد وهذا يعتمد على جودة خط الطبيب، إذ تتضمن الوصفة الطبية اسم الدواء والتركيز وعدد الجرع الموصى بها وبعض التعليمات الأخرى. وتحتوي الوصفة على اختصارات طبية متعارف عليها طبياً، مثلاً عند كتابة B.i.d وتعني مرتين باليوم والأخطاء الإملائية وعدم وضوح الخط أمر وارد ما يسبب أخطاء طبية قد تؤثر على صحة المريض بسبب أوجه التشابه في العلامة التجارية للأدوية أو الأسماء الصيدلانية، وهنا ظهرت الحاجة للوصفات الطبية الإلكترونية وهي إطار تقني يسمح للأطباء والممارسين الطبيين بكتابة وإرسال الوصفات الطبية إلى الصيدلية إلكترونيًا بدلاً من استخدام الوصفات المكتوبة بخط اليد، وذلك يقلل من الأخطاء الطبية، فالدواء يكون آمناً إذا أخذته في الوقت المناسب والجرعة المناسبة.
الخبرة عامل أساسي في الشفرات
أخصائي أول طب أسرة الدكتور محمد غشيان يؤكد أن الرحلة العلاجية للمرضى تشمل العديد من المراحل، منها التشخيص، ويأتي بعدها صرف العلاج المناسب خلال ما يعرف بالوصفات الطبية، وقد تكون الوصفة الطبية دوائية وغير دوائية كممارسة الرياضة أو اتباع نمط غذائي معين. فالوصفة هي أداة تواصل بين عدة أطراف داخل منظومة الرعاية الصحية إلى أن تصل إلى المستفيد الأول وهو المراجع. أحد أهم معايير جودة رعاية وسلامة المرضى داخل المنشأة الطبية هي الوصفات الملتزمة بالمعايير العالمية لكتابتها لأنها أحد أهم مناطق وقوع الأخطاء الطبية، فالخطأ الطبي في الوصفة الطبية قد يقع من الطبيب خلال إنشاء الوصفة المناسبة أو من الممرض خلال إعطاء الوصفة أو من الصيدلي أثناء صرف الوصفة الطبية أو من المريض خلال الاستلام. وفي الآونة الأخيرة شهدت الرعاية الصحية قفزات مهمة منها وجود الأنظمة والملفات المحوسبة التي رفعت من معايير الجودة والسلامة للمرضى، فعلى مقدمي الرعاية الطبية والمستفيدين منها عدم التذمر بضيق الوقت لكتابة الوصفة الطبية بشكل لائق أو الاعتماد على مهارة الآخرين في قراءة خطوط الدكاترة.
الروشتة المحوسبة هي الحل