لهذا السبب تثير سلالة أوميكرون أعصاب المسؤولين الصحيين حول العالم. فقد تأكد تشخيص إصابة شخصين يقضيان عزلاً صحياً في فندق مخصص للعزل بهونغ كونغ، على رغم أن كاميرات المراقبة أظهرت أنهما لم يغادرا غرفتيهما على الإطلاق، ولم يكن لهما أي اتصال بآخرين. وأثار ذلك على الفور احتمال تفشي أوميكرون في الهواء الطلق، واحتمال تسللها من بابي غرفتي نزيلي الفندق اللذين فتحا لغرض أخذ الطعام، الذي يوضع عادة أمام الغرفة. وهو ما تضمنته ورقة بحثية نشرها علماء جامعة هونغ كونغ أمس الأول في مجلة «الأمراض المُعدية الطارئة». وكان ظهور أوميكرون، التي تحمل 32 تحوراً وراثياً في الدهون التي تغطي سطحها، حدا بأكثر من 450 عالماً من حول العالم للعكوف على محاولة معرفة أسرار تحوراتها، خصوصاً مدى قدرتها على التفشي، وقدرة اللقاحات على مواجهتها. وكتب العالمان هوغاو غو وليو بون، في الورقة البحثية المشار إليها أن اكتشاف تفشي عدوى أوميكرون بين شخصين محصّنين بالكامل باللقاحات، من خلال إطلالتهما على ممر فندق العزل الصحي أمر مثير لقلق حقيقي. ويعيد هذا الاكتشاف في هونغ كونغ العالم إلى مربع السؤال القديم: هل يتفشى فايروس كورونا الجديد من خلال سباحته في الهواء الطلق؟ وكان هذا السؤال قد نال حيزاً كبيراً من الاهتمام خلال الأشهر الأولى التي تلت اندلاع نازلة كورونا في عام 2020. وأثار أول الأمر استهجان عدد من العلماء. لكن الدراسات أثبتت إمكان تفشي عدوى الفايروس من خلال الهواء، الذي ينتقل منه إلى الأماكن المغلقة. كما أكدت دراسات في الولايات المتحدة وبريطانيا أنه يمكن أن يتفشى أيضاً من خلال أنظمة التهوية في المباني الكبيرة. وتضاربت النصائح آنذاك بين علماء ينادون بإغلاق النوافذ لضمان الحماية من العدوى، وآخرين يرون أن فتحها ضروري للسماح لتيار الهواء بأخذ القُطيْرات الفايروسية بعيداً عن الغرف والقاعات المغطاة.